جنوب كردفان..  الموسم الزراعي.. ضعف الإنتاج

 

تقرير: عبد الوهاب أزرق اللازم

يعتمد مواطن ولاية جنوب كردفان في غذائه على المحاصيل الزراعية المتوفرة في مزارعه الممتدة بمساحات واسعة، وسنوياً يكتفي بما تنتجه الحقول من الذرة بأنواعها، وينسحب ذلك على الريف، وأغلب قاطني المدن، وثقافة الخبز من الأفران يتبعها سكان مدن الولاية الكبيرة وقليل من الريف.

هذا العام يُواجَه المواطن بمشكلة في توفير الحبوب لجهة أن الموسم الزراعي كان غير ناجح في أغلب المحليات المنتجة للذرة لكثافة هطول الأمطار الذي أثر على الزراعة المبكرة وعلى المحاصيل، وما صاحب الموسم الزراعي من احتكاكات بين المزارع والراعي. وما يعضد ذلك الآن بسوق مدينة الدلنج ملوة الذرة تتراوح بين 100- 120 جنيهاً حسب النوع، مقارنة بـ 70 – 80 جنيهاً العام الماضي في موسم الإنتاج،  وبمحلية هبيلا  مكان الإنتاج وأكبر المشاريع الزراعية التي تعتبر ثيمومتر قياس نجاح وفشل الموسم الزراعي، وصل سعر جوال الذرة الإن إلى 2500 جنيه، وهذا في وقت الإنتاج. مؤشرات تعطي مستقبلاً مخيفاً لواقع معاش الناس المعتمد كلية على الذرة المحلية، وإذا سلمنا جدلاً إيجاد البديل في الخبز من الأفران فهذه أيضاً تتفاوت أسعارها بين محلية وأخرى، ففي محلية القوز مثلاً سعر الرغيفة بثلاثة جنيهات ، وبمدينة الدلنج بجنيهين ونصف، مع صفوف ممتدة للحصول على ما يكفي الأسرة في وضع لا تملك معظم الأسر سعر توفير الخبز.

إذا أخذنا محلية هبيلا نموذجاً لتشخيص فشل الموسم الزراعي يضع المدير التنفيذي للمحلية الأستاذ إبراهيم حامدين  الاحتكاكات بين الرعاة والمزارعين التي فقدت فيها الأرواح سبباً لعدم نجاح الموسم الزراعي، واصفاً التعدي على المزارع بالمتعمد لجهة توفر السلاح، واستغلال ضعاف النفوس للوضع وأخافوا المزارع الذي فقد محصوله .

ووصف المدير الزراعي بمحلية هبيلا المهندس محمد خلف الله إنتاج هذا العام بأسوأ إنتاج منذ 15 سنة ماضية، حيث بلغت إنتاجية الفدان أقل من نصف جوال للذرة، والسمسم أقل من قنطار، وحصر أسباب الفشل في وجود إشكاليات في رأس المال والمدخلات، المزارع يدخل الموسم الزراعي برأس مال بأقل من 25% من المساحة المستهدفة، والمزارعون الرواد يعتمدون على تمويل البنك الذي وصفه بالضعيف، وإجراءاته معقدة، ويعتمد على المرابحة لا على الإنتاج، والسلم يكون متأخراً. ويضيف خلف الله: مشكلة عدم تطبيق التقانة المتكاملة ولو لفدان واحد، وعدم وجود التقاوي المحسنة والتعامل بالأصناف البلدية يساعد في استيطان أمراض المحصول، عدم المكافحة المبكرة للآفات وقلة أيام المكافحة، الاحتكاكاك بين المزارع والراعي التي تبدأ من النظافة وحتى الحصاد، وشهد هذا العام حرق حتى أجران الذرة، قلة الكوادر الزراعية 9 مهندسين زراعيين لا يقدمون خدمة زراعية إرشادية ممتازة  لاتساع وكثرة المشاريع، عدم وجود مراكز زراعية، كثرة الأمطار أثرت على محصول السمسم.

ووضع خلف حلولاً لتفادي مشكلة الموسم الزراعي لهذا العام أجملها في  زيادة التمويل، تأمين الموسم الزراعي، دخول الشركات، إنشاء مراكز زراعية، المكافحة المبكرة للآفات، تعديل سياسات البنك الزراعي، توفير مدخلات الإنتاج، توفير التقاوي المحسنة.

واشتكى المزارعون من الاحتكاكات مع الرعاة لجهة أنها الأخطر على الموسم الزراعي، محذرين من عدم الزراعة الموسم المقبل، إذا لم يتوفر الأمن ، واصفين التأمين كان بـ”النية”، ويتحمل المزارع تكاليف البلاغ، وما تم من تأمين هذا العام جاء بعد الموسم الزراعي.

فيما يرى المدير التنفيذي لمحلية القوز الأستاذ بشير أحمد عمر الموسم الزراعي بالأفضل نسبياً من المواسم السابقة، توفر المحلية المحاصيل  النقدية، وتعتمد على الدخن في الاستهلاك الغذائي.

في الوقت الذي يجتهد فيه المواطن لشراء ملوة ذرة لليوم بأكثر من مائة جنيه، تتوفر الملوة حسب الأخبار في مناطق الحركة الشعبية بأقل من خمسين جنيهاً، واقع تتزن فيه الأسعار ويجد المواطن رغد العيش إذا تحقق السلام، وتم الانفتاح الكامل على جميع مناطق الإنتاج بلا استثناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى