عبد الله مسار يكتب: قوى الحراك الوطني (٢)

8يناير2022م

 

قلنا في مقالنا قوى الحراك الوطني (١)، إن ثورة ديسمبر  كان لكل الشعب السودان  نصيب في النضال، لأنها نتاج عمل تراكمي، وقلنا إن الطيف السياسي الذي حكم منذ ديسمبر ٢٠١٨م  وحتى الآن كان مشاركاً في الإنقاذ  في مواقيت ودرجات متفاوتة.. وقلنا إن خواتيم إسقاط الإنقاذ تمت بفئات مختلفة، فئة وطنية غير حزبية، واخرى حزبية، وثالثة تعمل لحساب مخابرات دول خارجية وبإشراف مباشر من بعض السفراء وتجمعات مهنية، بعضها تعمل لصالح نافذين في جهاز المخابرات السوداني لصراعات داخل النظام.. وقلنا إن هنالك سودانيين في الخارج يعادون النظام السابق كمو إبراهيم.. وقلنا إن حصاراً اقتصادياً وعقوبات أممية بضغط من دول عظمى في العالم  كانت ضمن عوامل السقوط.. وقلنا إن حكومتين تكونتا برئاسة حمدوك أسهمتا في الفشل طيلة الثلاث سنوات السابقات، بل جئ في عهده بالاستعمار، كما ضرب البلاد الفقر والغلاء والعوز وانفراط الأمن والاعتصامات والمظاهرات   والتمكين الحزبي والخلل الاجتماعي، وساءت الخدمات ووصل السودان الى أسوأ حالاته.

وقاد القائد العام للجيش الفريق أول البرهان، ثورة تصحيحية في الخامس والعشرين من أكتوبر ٢٠٢١م أطاحت بأحزاب قحت المجلس المركزي وحكومته، وفتحت الباب للوفاق الوطني،  ولكن ذلك لم يطق لقحت المركزي، والتي نصت في وثيقتها الدستورية أن تكون حكومة الفترة الانتقالية، حكومة كفاءات  وطنية مستقلة غير حزبية، ولكن قحت التي ذاقت حلاوة السلطة، خرقت هذه الوثيقة، ولأنها تريد حكومة تمكنها من مفاصل السلطة لتبني أحزابها التي لم تحصل منذ الاستقلال وحتى اليوم على مقعد نيابي واحد في الديمقراطية والشمولية،  بل سلمت القرار الوطني والسيادة الوطنية الى الأجنبي، وصار فولكر وسفراء بعض الدول يتدخلون في كل شأن وطني!!!

في ظل هذا الوضع وبدعوة من قوى نداء البرنامج الوطني، تداعت قوى سياسية تضم أحزاباً وتحالفات. وقوى مجتمعية تضم الإدارة الأهلية والطرق الصوفية وتنظيمات مهنية وشبابية وطلابية ومرأة  وبعضاً من لجان المقاومة  ومفصولي الخدمة المدنية  الى تكوين قوى الحراك الوطني برئاسة الدكتور التجاني سيسي مع التنسيق التام بين الحراك الوطني   وقوى ميثاق التوافق الوطني.

وهذا الحراك الوطني حدد مهامه في الآتي:

١/ تحرير القرار الوطني من قبضة التدخل الأجنبي  وإيقاف كل التدخلات الخارجية المضرة بالوطن.

٢/ الحفاظ على الامن الوطني بالحفاظ على القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى ودعمها وتمكينها.

٣/ الدفع بتكوين حكومة كفاءات وطنية غير حزبية لقيادة ما تبقى من الفترة الانتقالية.

٤/ الضغط على هذه الحكومة لتكملة مؤسسات الفترة الانتقالية.

٥/ إبعاد كل القوى الحزبية من العمل التنفيذي لتستعد للانتخابات.

٦/ دفع الحكومة لتكوين مفوضية الانتخابات، ووضع قانون الانتخابات وقانون الأحزاب والشروع في بدء الخطوات العملية لقيامها.

٧/ إزالة كل تمكين حزبي تم في الفترة الماضية مالياً او وظيفياً.

٨/ العمل على قيام وفاق وطني يؤدي إلى استقرار الفترة الانتقالية.

٩/ تحقيق العدالة للكل وفق القانون.

١٠/ الاهتمام بمعاش الناس  ورفع المعاناة عن كاهل المواطن، مع تحسين الوضع الاقتصادي.

١١/ الحفاظ على هوية ودين وأخلاق وقيم الشعب السوداني.

١٢/ السعي لتحقيق سلام شامل وتوفير مطلوباته والمحافظة على ما تحقق منه حتى الآن.

١٣/ إعطاء أولوية خاصة للشباب الذين أغلبهم الآن عاطلٌ ويتعرّض لاستلاب فكري وثقافي وتغييب في الوعي.

هذه أهم أهداف، قام هذا الحراك الوطني لتحقيقها، ويسلك في ذلك المسلك السلمي الديمقراطي، وذلك بالمسيرات السلمية والاحتجاجات أمام السفارات لوقف التدخل الأجنبي في البلاد، وملء الشارع بالشعب السوداني الرافض للتغول على السيادة الوطنية، والحفاظ على شعار الثورة «حرية.. سلام وعدالة».

وبهذا.. الدعوة مُوجّهة لكل القوى السياسية والمجتمعية، أي تجمعات وطنية ترى في اهداف هذا الحراك أنه يمثلها الانضمام إليه، ولنملأ الشارع السوداني في الخرطوم والولايات،  لنوقف أي عبث يؤثر على هذه الأهداف، أو ينتقص من السيادة الوطنية، أو ينتهك الحريات العامة، أو يغير من دين وقيم وسلوك المجتمع السوداني.

وكذلك نُناشد إخوتنا في الإعلام المسموع والمقروء والمنظور وفي الوسائط  ومنصات التواصل، مساندة هذا المشروع الوطني  لنوقف المشروع الأجنبي  الدخيل علينا!

أيضاً الدعوة مُوجّهة لكل مواطن سوداني وطني شريف ذكراً أو أنثى من مختلف الأعمار للانضمام لهذا الحراك الوطني في الشارع او بالاقلام او بوسائل التعبير المشروعة.. ولنكن جميعاً الحراك الوطني.

تحياتي،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى