خليفة حمدوك.. تحدياتٌ تحت كرسي مجلس الوزراء الوثير!!  

 

الخرطوم: صلاح مختار  6يناير2022م 

تركت استقالة حمدوك من منصبه كرئيس لمجلس الوزراء, فراغاً كبيراً, عدّه البعض بأنه الأوسع منذ استقلال السودان.. ليس هنالك فراغا  في الحياة السياسية يضاهي الفراغ الذي لاح عقب استقالة الرجل من مقعده,

البعض رأي بأنه هرب وترك السودان في مفترق طرق, لجهة أنه بعد الإجماع الذي وجده والدعم الداخلي والخارجي له, وحتى حينما أعلن البرهان إجراءاته في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي, زادت  شعبيته وكان للضغط الشعبي والسياسي والدولي أكبر الأثر في اعادته إلى منصبه من جديد.

ولهذا فان خليفة حمدوك سيُواجه بجملة من التحديات والعوامل والصُّعوبات التي ستعترض مسيرته, ولكن من المُهم أن التحدي الكبير, الإجابة على سؤال مَن يخلف حمدوك رئيس الوزراء المستقيل؟ في ظل الانقسام والتباين بين مختلف القوى السياسية بجانب التحديات الأخرى.

التصور الكبير

التحدي لا يتمثل في اختيار شخص يخلف حمدوك, ولكن التحدي هو في أي سياق سيأتي هذا المرشح .

يتساءل المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر في حديث لـ(الصيحة) في أي سياق سيتم اختياره ؟ ويضيف قائلا اي مرشح في حال قبوله بالمنصب وفق الوضع السياسي مابعد الخامس والعشرين سيوصف بانه مساند  للاجراءات التي  قام بها قائد الجيش, ولهذا لابد ان يتم الاختيار وفق  السياق المدني  بالعودة الى مكونات الثورة سوى قوى سياسية او لجان مقاومة او مساندين للثورة بوسائل مختلفة ليصبحوا الحاضنة لأي وضع جديد دون ان نغفل  السند الكبير الجماهيري, وان لا نتجاهل الانجازات الكبيرة التي تمت من خلال الانفتاح العالمي للبلاد والسند الدولي من اجل الاتفاق والتوافق من اجل تحول ديمقراطي ينتهي بإجراء انتخابات ديمقراطية عاجلة وهو سياق ديمقراطي يَحفظ حقوق المجتمع ويزيد من التواصل مع العالم في محيط ديمقراطي.

سؤال مُتداول

وتقول المحلل السياسية مي محمد علي, في الأصل الحديث عن تعيين رئيس لمجلس الوزراء جديد خلفاً لحمدوك يصطدم بجدار السؤال الذي يتداوله الكثير من القوى السياسية بأنه من هو الذي يقوم بتعيين رئيس المجلس؟ علماً بأن الشارع لن يقبل بذلك, ويعتبر ان السلطة الموجودة الآن انقلبت على الثورة وان مجلس السيادة فاقد للشرعية. وتقول لـ(الصيحة): في حال تعيين خليفة لحمدوك, فإن مطالب ثورة ديسمبر ستكون على رأس أولوياته وأحد التحديات التي ستواجه الحكومة المقبلة والتي من أبرزها قدرته على امتصاص غضب الشارع, وتضميد الجراح, ولملمة اطراف القوى السياسية ذات الاتجاهات المتشاكسة ومحاولة استعادة زخم الثورة, وإعادة الثقة في المجتمع الدولي الذي فقد الثقة بعد الإجراءات الأخيرة, وقُدرته في كيفية بث الروح في الشعب السوداني الذي أصيب بالإحباط بعد الثورة السلمية, والتطلع لمستقبل جديد, بجانب إيجاد مخرج سريع للازمة الاقتصادية, خاصة وأن الشعب السوداني يعاني الأمرين في معيشته, وترى ان تحدي اخذ حقوق الشهداء وتحقيق العدالة من أبرز التحديات التي ستُواجه رئيس الوزراء الجديد, باعتبار أن التوجه العام الذي تمضي عليه الفترة الانتقالية يتمثل في كيفية العمل على وضع الهياكل والمُؤسّسات الخاصة لإقامة انتخابات حرة ونزيهة و إجراء تعداد سكاني واقامة مفوضية ووضع قانون للانتخابات.

سد الفراغ

ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي ابراهيم محمد, أن استقالة حمدوك تعد خسارة كبيرة للوسط السياسي الداخلي والخارجي, الذي كان يعول عليه كثيراً في قيادة المرحلة الانتقالية, وبالتالي ترك وراءه تركة مثقلة بالخلافات السياسية التي أقعدت مهمته في الفترة الماضية. وقال لـ(الصيحة) إن مهمة سد الفراغ السياسي بالضرورة سيتم عبر تعيين رئيس وزراء متفق عليه بين القوى السياسية التي دفعت بمبادرات للمجلس العسكري الانتقالي, واضاف ان حمدوك سعى من خلال تلك المبادرات لإيجاد مخرج للأزمة السياسية ولكنه فشل في جمع القوى السياسية, وبالتالي فإن مهمة مَن يخلف حمدوك ستكون عسيرة بسبب اختلاف الشارع والقوى السياسية في المرحلة الانتقالية.

اللاءات الصفرية

وأكد إبراهيم أن خليفة حمدوك سيُواجه باعتراض الشارع الذي يطرح اللاءات الصفرية, لذلك فإن مهمته كيفية اقناع الشارع بقبوله, وإلا ستكون  الأزمة مستمرة كما هي اعتراض وتظاهرات في الشارع وتراجع في الحياة العامة, ونوه بأن مَن يخلف حمدوك لا بد له من حاضنة وهي كما نعلم مختلف فيما بينها, غير أن المهم من يُعين رئيس الوزراء,.

ويرى آدم أنّ من التحديات التي تواجه رئيس الوزراء استيعابه كل التقاطعات التي بدأت بعد ثورة ديسمبر, بجانب تنفيذ برنامج الثورة من خلال العمل لوقف التدهور السياسي والأمني والاقتصادي والتحقيق في كل المجازر التي اُرتكبت في دارفور أو خلال التظاهرات التي اندلعت خلال الفترة الماضية, وقال إنّ البلاد تمر بمرحلة دقيقة تحتاج إلى وعي وصبر لتحقيق تطلعات الشارع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى