21.. الحُريات العامّة.. “الكلمة” بين نارين!!

استطلاع: معزة حقار
هل يعيش السودان، فصلاً ديمقرطياً؟ هل تشعر بأنك في بلد ديمقراطي؟ هل الصحافة حرة في ما تكتب؟ وهل الصحفيون أحرارٌ فيما يكتبون، ولا يعتريهم خوفٌ وهم يبحثون عن المعلومة؟…
مع دخول العام الجديد، لا يبدو المسار الديمقراطي مُنفصلاً عن الأزمات السياسية والاقتصادية التي تمددت طيلة أشهر العام المنصرم، ولا يبدو أن 22 سيشهد هدوءاً في الشارع، لهذه الأسباب وغيرها استطلعت “الصيحة” عدداً من الصحفيين والقانونيين… فماذا يقول الصحفيون والمعنيون بأوضاع الحريات العامة في السودان والمدافعون عن حقوق الإنسان؟…

الصحفي محمد الطيب عكشة صحفي بجريدة النيل الدولية
اللحاق بالركب
السودان يُمكن أن يعيش على ديمقراطية حقيقية عبر الكفاءة التي تخدم الوطن والشعب معاً، ولكننا في السودان نعاني من الصراعات السياسية، لأنّ معظم التيارات، للأسف الشديد لم تسع للديمقراطية كما نعتقد، بل لها أجندة مغايرة للمسمى الحقيقي، لهذا اقول اذا اراد أهل السودان اللحاق بركب الدول الديمقراطية عليهم بوضع خارطة برامجية يمكن ان تُرسي بهم إلى بر الأمان دون تحيُّز.
أما ما يجري الآن، فإنّني لا أشعر بأنّني في دولة ديمقراطية حقيقية طالما هناك من يُخرِّبون ويُدمِّرون، بدلاً من الاجتهاد في خدمة البلاد، انا على يقين تام بأننا إذا ما توحّدنا مدنيين وعسكريين حتماً سنؤسس لدولة ديمقراطية توفر الحريات، وهي مطلبٌ يُخطئ من يظن أنه يُمكن أن يجهضه.
صحافة حُرة
أما فيما يتعلق بحرية الصحافة والإعلام، لم أر تقييداً للصحفي، معظم الصحفيين يكتبون ما يشاءون دون قيد، أي بمعنى هناك حرية مطلقة نراها، ولكني أشعر بالأسف على بعض الصحفيين، وبدلاً من أن يستفيدوا من مناخ الحريات من أجل الحقيقية، يعملون وكأنهم مأجورون ولم تتطرّق أقلامهم للحقيقة، بل يتحرّون الكذب والنفاق من أجل الحصول على منافع ومصالح شخصية قد تفيدهم، ولكن
عكس ذلك، قليلٌ من يسعى إلى توعية المواطن والانخراط نحو مشاكلهم، بل يعمل وبكل جدٍ وفلاح بنشر ما هو مُغايرٌ للصواب وغزو المُجتمع بأفكار أعتقد أنها لا تُجدي نفعاً.
وصحفيون أحرار
لكن في العموم، الصحفيون أحرار لا يعتريهم خوفٌ، يمارسون حقوقهم كاملة دون إجهاضٍ، صحيحٌ هناك اعتقالات للصحفيين، ولكن عقب الثورة المجيدة أصبح الصحفي يتمتّع بحريات قد تجعله يتساءل ويقارن وفق ممارسته للمهنة من حينٍ لآخر.

المُحامية هديل محمد

ضعف الكفاءات
لا يُمكن للسودان أن يعيش حياة ديمقراطية حقيقيّة بالكفاءات الموجودة في الساحة حالياً، لأن الصراع بينهم أزليٌّ، والآراء مُتباينة، والقوى السياسية ليست على دراية وخبرات كافية لقيادة البلاد، الواقع المنظور يقول إن السودان ليس به ديمقراطية البتّة، وليس هنالك بصيص أمل من أن ترى الديمقراطية النور قريباً طالما هناك تيارات مختلفة ومتشاكسة، لكن إذا توحدت الرؤى سيكون بلدا يضم طيفا واسعا من الأديان والحريات،
أما بخصوص حرية الصحافة، فأقول: الصحفيون في السودان على درجةٍ عاليةٍ من النزاهة والمهنية، وهم يبذلون في كل الظروف جُهوداً جبّارة للحصول على المعلومة وعلى الحقيقة، ويدركون أن الحقيقة لا تأتي مقدمة على طبق من ذهب، نعم الصحفيون أحرارٌ رغم الضغوطات الأمنية والاقتصادية يتمتّعون بكامل حرياتهم المهنية.

الصحفية نهاد أحمد – جريدة الوطن
السودان ظلّ يحلم أن يُحكم بنظام ديمقراطي على مرّ التاريخ، وقد بذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس، عند اندلاع ثورة ديسمبر كان هذا هو الهدف الأسمى، لكن سرعان ما تسارعت الأحداث وأصبح الحلم يتلاشى في ظل الصراعات السياسية والحزبية والتكالب من أجل السلطة، السودان الآن وفقاً لقراءات الخبراء والمحللين السياسيين في أسوأ حالاته بسبب الصراعات القبلية والاحتجاجات المستمرة وفقدان أرواح المزيد من الشباب في كل تظاهرة، وكذلك بسبب صراع النخب السياسية، اما الصحافة عقب ثورة ديسمبر أصبحت حرة وتنفّس الصحفيون الحرية، وتحررت المهنة من قيود الرقابة التي كانت تُمارس عليها ايام النظام البائد، ولكن لا يعني ان الصحفيين في مَأمنٍ، ولا يشعرون بالقلق وهُم يُمارسون مهنتهم، فأمامهم يحدث القمع للمتظاهرين وهم وسطهم، وفي كل مظاهرة يتعرّض الصحفيون للعنف، وهم يواجهون ما يُواجهه الثوار في المظاهرات، حيث يتعرّض عدد منهم للضرب والاعتقالات أثناء التغطيات.
عموماً، ما دام البلاد تعيش عدم استقرار سياسي وأمني واقتصادي، فليس هنالك أمانٌ ليس للصحفيين فقط، بل للسُّودان كله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى