الغالي شقيفات يكتب : نهب “اليوناميد”

29ديسمبر2021م

تعرّض مقر بعثة “اليوناميد” بالفاشر إلى نهب وتخريب مُنظم، في وقت تم تسليمه لحكومة الولاية بكامل مُحتوياته، وقبل ذلك كانت تحرسه قوات الحركات المُوقِّعة على اتفاق السلام، على رأسها حركة مناوي، ويتحمّل هذه الفوضى بالدرجة الأولى السيد نمر محمد عبد الرحمن والي شمال دارفور ورئيس لجنة أمن الولاية, وكذلك حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي.

وبحسب بيان وزارة الخارجية، فإنّ بعض الجماعات المسلحة ضالعة في عملية النهب، وقد آلت جميع الآليات لحكومات ولايات دارفور الخمس، إلا أنّ هنالك تقصيراً في استلام الآليات من قبل حكومات الولايات، وكذلك سيطرة إحدى الحركات المسلحة على موقع “اليوناميد” وتوزيع بعض العربات والآليات للمحاسيب وهو أمرٌ مُخالفٌ للأغراض التي دفعت البعثة بمُوجبها الآليات، ويجب على اللجان الأمنية انتزاع العربات والسيارات التي مُنحت لمنسوبي الحركات والمنظمات الطوعية المحلية.

والعملية أصبحت فضيحة دولية، حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عبر بيان منسوب لنائب المتحدث باسمه، فرحان حق، عن بالغ أسفه لما حَدَثَ، وعن تخوُّفه لسلامة أفراد البعثة، وطالب السُّلطات بوضع حدٍّ لعمليات النهب، وقال إنّ المعدات والأصول للأغراض المدنية، وأمرٌ مؤسفٌ أن تُنهب معدات طبية وأجهزة أشعة وحرق الكوابل وبيعها بالكيلو، أين المباحث والاستخبارات وما هو دورهم في محاسبة مُستلمي المال المسروق؟ والبعثة لها أكثر من عشر سنوات لم تتعرّض لمثل هذا الهجوم الذي يعتبر بحسب مُراقبين تغطية لسرقات حدثت مُسبقاً.

والآن على حكومة شمال دارفور، توزيع كل المعدات الطبية للمستشفيات والبحث عن أجهزة الأشعة والمعدات الطبية الأخرى، وأي مركز صحي أو عيادة خاصّة وُجدت عندها أيٌّ من معدات البعثة يُغلق ويُحاكم مالكه، وكذلك يجب التنسيق مع دول الجوار في استعادة المنهوبات وخاصّةً الجارة تشاد ذات الحدود المفتوحة مع دارفور.

والبعثة المنهوبة تُعتبر منظمة دولية، ومن حديث المسؤول الأممي وتخوفه من سلامة منسوبيه، يجب حمايته وفقاً لقوانين جنيف للبعثات الدبلوماسية.. و”اليوناميد” منظمة تهدف لحفظ السلام ومنع الحروب، وما حدث بالفاشر أمرٌ خطيرٌ وغير أخلاقي وفيه نوعٌ من الأنانية والحقد، ومثلما شاهد المواطن سَيّارات الدفع الرباعي مُحمّلة بالمكيفات والاسبيرات، نأمل من قادة الكفاح المُسلّح العمل مع الآخرين لاستعادة ما تمّ نهبه، خاصّةً المعدات الطبية التي يستفيد منها مواطن دارفور الكبرى، وتكوين لجنة لمُساءلة الولاة وحاكم دارفور عن تخزين المعدات، ومُواطن الولاية يُعاني من نقص حاد في المعدات الطبية والوابورات وآليات الحفر، كما مطلوبٌ التدخل العاجل من المركز والاجتماع مع قادة “اليوناميد” ونشر كشف المعدات التي تم تسليمها وأين ذهبت.!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى