شاكر رابح يكتب : العلاقات السودانية الأمريكية شراكة أم إدارة خلاف؟

1 سبتمبر 2022م

رغم نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة والسودان، إلا أن السودان يظل مفتاحاً مهماً في منطقة شمال شرق أفريقيا لما يمثله من دورٍ مُهمٍ وبوابة للقارة السمراء وبهذا يمثل السودان أهمية خاصّة للولايات المتحدة، كما تولي الخرطوم أهمية خاصة أيضاً للعلاقة الاستراتيجية والممتدة بين البلدين، رغم ذلك لم تتمكّن حكومات الثورة المُتعاقبة من التغلب على التحديات والعقبات التي تعترض طريق تطوير العلاقات الثنائية.

وصول السفير الأمريكي للخرطوم ومباشرة مهامه في ظل الظروف والتعقيدات الماثلة الأمنية والاقتصادية والسياسية، يعني نجاح المكون العسكري في انتزاع الاعتراف بصحة الإجراءات الإصلاحية التي اتّخذها القائد العام في أكتوبر من العام المُنصرم، وقد شَهِدَت العلاقات بين البلدين مُنذ أواخر عهد النظام السّابق تَوتُّراً ملحوظاً وازدادت حِدّته بعد ثورة ديسمبر المجيدة بعد أن قام العسكر بفض الشراكة مع المدنيين وتجميد العمل بالوثيقة الدستورية، في هذا الجانب نُحاول تسليط الضوء والوقوف على الدروس المُستفادة من حالة الجُمُود والفتور والتّوتُّر التي اعترت العلاقة بين البلدين، خُصُوصاً فيما يتعلّق بتعاطي الولايات المتحدة مع قضايا السودان بعد أن تولى الرئيس بايدن مقاليد السلطة، كما أننا بالضرورة النظر بعين الاعتبار إلى السياسة الجديدة تجاه السودان في ظل وجود جَماعات الضغط صاحبة الأجندة المُختلفة والمُتحاملة، ووجود ناشطين سُودانيين يُقيمون في الغرب يُحاولون وضع العراقيل لقطع الطريق أمام عودة العلاقة بين البلدين إلى طبيعتها في ظل حُكم العسكر، رغم التغيير الكبير في سياسة السُّودان مع الغرب وجعل العلاقة شراكة لا إدارة خلاف، وانفتاح السودان، والمُضي في تطبيق علاقته مع ربيبة أمريكا في المنطقة دولة اسرائيل، من الواضح بعد قيام الولايات المتحدة بترفيع التمثيل الدبلوماسي بدرجة سفير مُقيم، تكون بذلك قد حدّدت الولايات المتحدة أهدافا واضحة بمعايير محددة، وأنها أعطت الأولوية لدعم التحوُّل الديمقراطي وتحقيق السلام والتوافق الوطني وتحقيق التقدُّم المطلوب في سِجِل حُقُوق الإنسان والحُريات، وبهذا تكون العلاقات انتقلت من حالة “التّشاكُس” ومُمارسة الضُّغوط لتنفيذ الأجندة إلى حالة “المُهادنة”.

لا بُدّ من الإشارة هنا إلى أنّ تلك العلاقات لم تكن على ما يرام منذ عهد الرئيس الأسبق نميري، مروراً بحكم الديمقراطية الثالثة (حكومة الصادق) حتى نظام الإنقاذ، ولا شك أنّ نجاح الحكومتين في تحقيق تقدُّم في ملف العلاقات سوف يؤدي الى تحسن العلاقات وفتح الباب لإيجاد علاقة طبيعية تتّسم باحترام سيادة السودان ومصالحه وخدمة المصالح الأمريكية في المنطقة.

اتّفقنا أم اختلفنا تكون حكومة الأمر الواقع بقيادة البرهان قد نجحت إلى حدٍّ كبيرٍ في تطبيق سياسة مُتوازنة مع الغرب، بمُقابل ذلك تبدو الخرطوم منذ حَل المجلس العسكرى وتعيين حكومة حمدوك الأولى كانت حريصة على انتهاج سياسة خارجية قائمة على التوازن، بما يُحقِّق رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإعفاء الديون وفتح الباب واسعاً للبنك الدولي لدعم السودان في مرحلته الانتقالية.

 

للحديث بقية…

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى