في كردفان: مُوسم الصَّدمة.. تكاليفٌ مُرتفعةٌ.. إنتاجٌ وفيرٌ وأسعارٌ مُنخفضةٌ

 

غرب كردفان: تقرير- حافظ حمدان    24ديسمبر2021م 

كالعادة يقوم المزارع في وقت مبكر من الموسم بعمل كل التجهيزات اللازمة لعملية الزراعة المطرية قبل موسم الأمطار, يحمل معها أحلامه وتطلعاته بكل ثقة وتوكل حتى يأذن الله بنزول المطر, ليبدأ جدياً في عملياته الشاقة المُتعبة الممتعة من الحراثة والزراعة, مرورًا بالنظافة ومن ثم الحصاد, وهي عمليات تستهلك كثيراً من طاقة الإنسان المالية والجسدية, إلا أنها تتحوّل إلى نشوة بعد أن تؤتى الأرض أُكلها ويقطف الانسان حصاد كدِّه فولاً وعيشاً وتمني, لتبدأ رحلة البهجة بعد دخول المحصول السوق وتنافس التجار على شراء المحصول, حيث يتحقق المراد وتزول كل آثار الرهق والتعب وكأنما الإنسان لم يذق قبلها مُرّاً.

كان ذلك في السنوات السابقة في حالة الأوضاع المستقرة, إلا أن هذا لا يمكن إلا ان نطلق عليه العام الكارثي بالنسبة للمزارعين في القطاع المطري, خاصّةً في غرب السودان الذي حمل خيبة أمل كبيرة للمزارع وتسبّب في خسائر فادحة لبعض المزارعين ويعتبر صفرياً لآخرين, وذلك لمجموعة من العوامل وهي:

زيادة تكاليف الزراعة

حيث شهد الموسم الزراعي المنصرم, زيادة خرافية تصل إلى الضعف في تكاليف العمليات الزراعية, خاصّةً الفول السوداني, بدايةً بالبذور والحراثة والنظافة والحصاد, حيث تراوحت تكاليف المخمس الواحد بين ٨٠ الى ١٠٠ ألف جنيه مقارنةً بأقل من نصف المبلغ في السابق.

قلة الإنتاج

تذبذب كمية الأمطار وعدم انتظامها, تسبّب كثيراً في قلة الإنتاج, حيث شهدت مناطق متفرقة تدهورا مريعا في توزيع الأمطار بين الغزيز المتواصل في فترات ومنقطع تماماً في فترات أخرى متفرقة مَا أثّر كثيراً في كمية الإنتاج، إضافةً إلى وجود بعض الآفات مثل الفئران التي تكاثرت بكميات كبيرة في المزارع, إضافةً إلى الجراد الذي ظهر مؤخراً بأثر محدود.

انخفاض الأسعار

بعد ارتفاع التكاليف ومحدودية الإنتاج, بات الأمل الوحيد للمزارع بعد رحمة الله هو الأسعار للتعويض, إلا أنّ أمله خاب بعد التدهور المُريع والانخفاض والركود غير المسبوق في أسعار المحصول النقدي الأول في المنطقة, حيث كانت الصدمة قاسية جداً, بعد أن كانت المنافسة في المواسم السابقة في أشد احتدامها في مثل هذا التوقيت.

طامة أخرى

لم تكتمل حلقة المعاناة بعد, لتأتي طامة ارتفاع الأسعار الاستهلاكية لتنهي آمال المزارع في حياة كريمة متزنة ينعم فيها بالاستقرار, ليصبح بين نارين بوار محصوله وغلاء احتياجاته, ولا يملك إلا ليرفع يديه إلى الملك الجبار ليصلح الحال..كل هذا والسُّلطات المحلية والولائية تسمع وترى لا تُحرِّك ساكناً.

كان ذلك استعراضاً لواقع الحال, لنرى في الجزء الثاني من التقرير, الأسباب وآراء المواطنين ورؤية الحكومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى