اللجنة الدولية للصليب الأحمر.. عمل مضنٍ لحماية المدنيين في مناطق النزاعات

 

تقرير: محجوب عثمان  24ديسمبر2021م 

منذ عام 1978 دخلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمساعدة المتضررين من النزاعات في السودان، وظلت تعمل في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان في عدد من المحاور, أهمها تعزيز القانون الدولي الإنساني, غير ان ذلك لم يمنعها من العمل بشكل مستقل أو بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السوداني على دعم المستشفيات والمرافق الصحية بالمعدات والإمدادات، والعمل مع هيئات المياه المحلية لتحسين وصول الناس إلى المياه النظيفة، ودعم السلطات التي تقدم خدمات إعادة التأهيل البدني للأشخاص ذوي الإعاقة، وظل يدعم النازحين في المناطق المتضررة من النزاع بالمساعدة الطارئة، ويوزع البذور والأدوات الزراعية على المزارعين، ويوفر التطعيم للمواشي ضد الأمراض، غير ان من أهم البرامج التي تنفذها هي إبقاء العائلات التي تفرقت بسبب النزاع أو النزوح على اتصال، وتيسير إطلاق سراح المعتقلين بناءً على طلب الأطراف.

قانون خاص

وتنفذ اللجنة الدولية للصليب الأحمر كل أنشطتها وفقاً للقانون الدولي الإنساني الذي يُعرف في مجمله بأنه مجموعة قواعد ترمي للحد من آثار النزاعات المسلحة ويفرض قيوداً على اطراف النزاع من حيث أساليب الحرب ووسائلها المستخدمة ويوفر الحماية للأشخاص غير المشاركين في الأعمال العدائية أو الذين كفوا عن المشاركة فيها, ويعتبر القانون من اقوى الادوات الموجودة تحت تصرف المجتمع الدولي التي يمكن ان تضمن سلامة الناس وتحافظ على كرامتهم في أوقات الحروب, ويسعى للحفاظ على درجة معينة من الإنسانية وسط النزاع.

أهمية معرفة القانون

شدّدت مديرة الإعلام باللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان, أريكا توفار قونزاليز, على اهمية معرفة المقاتلين بالقانون الدولي الإنساني, لجهة انه يجنب الوقوع في انتهاكات للمدنيين والجهات التي يحميها القانون, وأشارت خلال ورشة أقامتها اللجنة لتدريب إعلاميين على القانون الدولي الانساني بالخرطوم لسبع فئات يحميها القانون الدولي الإنساني تشمل المدنيين والعاملين في الحقل الطبي والجرحى وضحايا السفن الغارقة والمرضى من المقاتلين واسرى الحرب والمرأة والطفل، بيد انها أشارت إلى ان المرأة المقاتلة تعامل معاملة المقاتلين العاديين غير ان القانون يحميها من الاعتداءات الجنسية خلال المعارك. وقالت ان الحروب دائماً تقع ويكون هناك مدنيون وسط المتحاربين, مبينة ان اللجنة تعمل على تدريب كل المقاتلين دون تمييز على القانون الدولي الانساني بهدف توعيتهم لتوفير حماية للمدنيين والجهات التي يحميها القانون, ولفتت إلى أن اللجنة تعمل في السودان ولديها مكاتب في كسلا ودارفور والنيل الأزرق وتعمل على تقديم دعم ومساعدات وفق القانون، مُشيرةً إلى أن اللجنة تعمل الآن على تدريب عناصر من القوات المسلحة ومن الشرطة والحركات المسلحة على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني.

إحصائيات

وربما يكون الدور الذي تقوم به اللجنة الدولية للصليب الاحمر غير منظور على مستوى القطر, بيد ان الاحصائيات التي تحصلت عليها (الصيحة) خلال الاشهر الاولى من العام 2021م تشير الى عكس ذلك, فقد قدمت اللجنة في جزء من عملها مساعدات لنحو 40,650 شخصاً, حصل منها 24 ألف شخص في خمس قرى بجنوب دارفور على مستلزمات منزلية أساسية, فضلاً عن توفير منح نقدية متعددة الأغراض لنحو 16650 شخصاً في مدينة الجنينة بغرب دارفور, كما حصل 175430 شخصاً على ادوات زراعية وبذور ومواد غذائية في 6 محليات بولاية النيل الأزرق ومحليتين في وسط دارفور ومحلية في شمال كردفان و7 محليات بجنوب دارفور, كما حصل 948 شخصاً من ذوي الإعاقة على دفعة أولى من منح نقدية متعددة في كل من نيالا والفاشر وزالنجي, فضلاً عن منح نقدية لعدد 48210 أشخاص في قريتى جميزة وكالو كيتنق بمحلية كاس.

محاولات شرح القانون

وتؤكد اريكا توفار لـ(الصيحة) ان اللجنة بدأت تعمل وسط القوات النظامية في السودان لشرح القانون الدولي الإنساني بإقامة دورات تدريبية متعددة, موضحة ان اللجنة درّبت 80 مشاركاً من حملة السلاح على القانون الدولي الإنساني, فضلاً عن حضور 150 من ضباط القوات المسلحة لجلسات توعية عن القانون الدولي الانساني في ولايتي كسلا والقضارف, بالاضافة لتلقي 88 طالباً جامعياً من جامعات مختلفة في الخرطوم لجلسات تعريفية عن القانون, وتلقي 40 صحفياً لدورات تدريبية عن أساسيات القانون, ولفتت إلى أن تلك الإحصائية كانت خلال الأشهر الستة الأولى, لكن أنشطة التدريب استمرت وسط كل الفئات المستهدفة, وشملت عناصر من الشرطة والجيش, وقالت إن اللجنة وقّعت مؤخراً اتفاقا لتدريب قوات الدعم السريع على القانون الدولي الإنساني.

فحوى القانون

وقال الموظف المختص بالتدريب على القانون الدولي يوسف احمد, إن القانون الدولي الإنساني يعمل على حماية المدنيين ما يستلزم ان تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوضيح القانون لكل الجوانب المتقاتلة, وان تقف في الحياد على ان لا تعمل وسط جهة, ولفت الى ان كثيراً من الدول تطلب من اللجنة ان تقوم بتدريب الأعداء من واقع أن التزام الجميع بالقانون من شأنه ان يعمل على تقليل الاضرار التي يمكن ان تقع وسط المدنيين جراء الحروب والنزاعات, واكد ان القانون يعمل فقط في مناطق النزاعات وان اللجنة تقف على مسافة واحدة من الجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى