الخرطوم وأديس أبابا.. تقارب ملحوظ

الخرطوم وأديس أبابا.. تقارب ملحوظ

تقرير- مريم أبَّشر

تمر العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا بحالة هدوء وتقارب ملحوظ وذلك في أعقاب الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد والتقائه بكل الأطياف السودانية مدنية وعسكرية في وقت وصلت فيه الأوضاع السياسية وتباعد المواقف كلما اقتربت بين القوى السياسية فيما بينها وبين المكوِّن العسكري إلى خطوط متوازية، وتزامنت الزيارة -أيضاً- مع مبادرة افترعتها القاهرة جمعت من خلالها الكتلة الديموقراطية المصنفة من قبل قوى إعلان الحرية والتغيير (المجلس المركزي) بأنها موالية للقوى العسكرية وفلول النظام البائد واعتبرت المبادرة المصرية حينها بأنها محاولة لقطع الطريق أمام الاتفاق الإطاري الموقع بين العسكر ومركزي الحرية والتغيير وقوى سياسية ومدنية أخرى بحضور إقليمي ودولي.

ومع تراخي مد الإطاري وظهور تصريحات هنا وهناك من قبل الموقعين عليه.

ومع تنامي حالة المد الثوري وانتظام التظاهرات من قبل الشارع الرافض لأي اتفاقات تعاون وتسويات لا تلبي شعارات الثورة وترد حق الشهداء، يتطلع المراقبون لدور إثيوبي الموسوم بالتدخل الحميد يدفع باتجاه مخرج للأزمة  السياسية السودانية خاصة وأن هنالك تحرُّك من قبل الاتحاد الأفريقي الأسبوع المنصرم.

عشم المراقبين جاء داعماً له بيان أصدرته وزارة الخارجية الإثيوبية نبَّهت فيه لمتابعة العلاقات بين الخرطوم و أديس أبابا وأنها علاقات شعبوية أزلية.

فقد أكدت الخارجية الإثيوبية في بيان تحصلت لـ(الصيحة) على نسخة منه بأن العلاقات الثنائية التي تربط إثيوبيا والسودان تشهد تطوراً على الأصعدة كافة مما أسهم في دعم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات.

وأشارت الوزارة في بيانها، خلال اجتماع مراجعة الأداء عن الأشهر الستة الماضية، إلى أن السودان أظهر تضامنه مع إثيوبيا عندما أصدرت اللجنة الدولية لخبراء حقوق الإنسان بشأن إثيوبيا تقريرًا مسيّسًا للغاية عن إثيوبيا وكذلك أثناء اجتماعات مجلس الأمن الدولي بشأن سد النهضة الإثيوبي.

وأفادت الخارجية، بأن الأنشطة الدبلوماسية المثمرة أدت إلى تنشيط العلاقات الثنائية بين البلدين.

وذكرت الخارجية، أن تنظيم مواعيد الزيارات واجتماعات اللجان المشتركة والمشاورات السياسية بين القادة ووزراء الخارجية أمور حيوية لتعزيز العلاقات الثنائية والدبلوماسية بين إثيوبيا والدول المجاورة.

وذكرت -أيضاً- أنه تم التوصل إلى اتفاق ثنائي مع السودان على معالجة سلمية لملفي سد النهضة والحدود.

وأشارت الوزارة إلى أنه تم القيام بأنشطة دبلوماسية شاملة لمواجهة الجهود الجائرة من قبل الأطراف الأخرى فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، وإفشال جهود سحب المفاوضات الثلاثية من إطار الاتحاد الأفريقي.

تجدر الإشارة إلى أن عمق العلاقات السياسية بين السودان وإثيوبيا يرجع إلى أكثر من 5000 عام، قبل الميلاد، ولعل أبرز سبب لعراقتها كان الحاجة المشتركة لنهر النيل والأخاء والجوار والتعاون المشترك بين البلدين في المجالات المختلفة.

يذكر أن علاقة السودان ومصر كانت محصورة بين قيادة الجيش السوداني والقيادة المصرية، بينما المكوِّن المدني إضافة للشارع السوداني يقفون مع أثيوبيا ضد  مصر في مسألة سد النهضة الإثيوبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى