صلاح الدين عووضة يكتب.. أو أدنى!!

وتتلاحق الأحداث..

 

وقبل سنوات كان هنالك مسلسل عربي اسمه (وتمضي الأحداث عاصفةً)..

 

وصحفٌ عالمية تبتدع شيئاً لملاحقة الأحداث هذه..

 

وهي إصدار نسخة ثانية – وثالثة – أثناء اليوم الواحد؛ قبل عصر النت..

 

أما الآن فلديها نسخٌ إلكترونية تطارد الأحداث..

 

وحين تكون ثمة أحداث متلاحقة في بلادنا نلجأ لما نسميه (خواطر اسفيرية)..

 

خواطر على صفحتنا بالفيس بوك..

 

ويوم تظاهرة (19) ديسمبر كتبنا خاطرة عنوانها (احذروا مما تتمنونه)..

 

وتحته قلنا: فربما تبكون على شيءٍ كنتم قد بكيتم منه..

 

وقبل محاولة الانقلاب الأخيرة كتبنا نحذر كذلك من مصيبة خلال ساعات..

 

مصيبة سوف تقلب الطاولة على الجميع..

 

فقدر الله أن يلطف بنا – وبثورتنا – فيفشل انقلاب ذاك اليوم في مهده..

 

ثم قدر مرة أخرى أن يفشل انقلاب مسيرة القصر..

 

وأعني التظاهرة التي كان تهدف لاقتحام باحة القصر لشيءٍ في النفوس..

 

نفوس المخططين… ونفوس المنفذين..

 

والمخططون هؤلاء ليس من بين أدبياتهم السياسية شيءٌ اسمه ديمقراطية..

 

وسار كل شيءٍ كما خُطط له..

 

حتى الاندفاع نحو القصر سار على أحسن وجه… بفضل تدابيرٍ مسبقة..

 

ولم يكن المتظاهرون سوى (أدوات)..

 

ولو كان للمتظاهرين هؤلاء قيادة من عند أنفسهم لأدركوا المكيدة فوراً..

 

أو فلنقل: لانتبهوا إلى الاستدراج..

 

فما كان للمسيرة أن تجتاز الحواجز – وحراسها – بمثل تلكم السهولة..

 

لولا أن هنالك من أراد لها ذلك..

 

ثم قدر الله – ولطف – كذلك أن لم يقع ما خُطط له من إزهاقٍ للأرواح..

 

فكل شيءٍ اُجهض في لمح البصر..

 

وحمدوك الذي رجع بطباعه ذاتها لا يعلم أنه أحد أهم محفزات الانقلاب..

 

سوى ذاك الذي فشل قبلاً..

 

أو هذا الذي فشل قبل أيام؛ وربما آخر سيأتي لاحقاً… إن بقي بمنصبه..

 

بمعنى إن تراجع عن استقالته..

 

أو لم تُقبل استقالته هذه التي تقدم بها البارحة؛ فهو (حالةٌ) ميئوسٌ منها..

 

ويُخطئ برهان في الرهان عليه..

 

كما أخطأ – من قبل – الذين راهنوا عليه وجاءوا به من وراء البحار..

 

فهو يفتقر إلى أبسط مقومات القيادة..

 

وهي قوة الشخصية… وسرعة اتخاذ القرار… وحساسية التفاعل مع الأحداث..

 

وخذوها مني؛ بحكم قراءة الأحداث هذه..

 

إن ظل حمدوك هذا – بطبعه هذا – فالانقلاب القادم ناجح و(التالتة تابتة)..

 

ولم يحدث أن تنبأنا بشيءٍ وخابت توقعاتنا..

 

ويوم مسيرة القصر كتبنا الخاطرة التي أشرنا إليها تلك؛ توقعاً لانقلاب..

 

والبارحة علمنا أنه كان هنالك انقلاب بالفعل..

 

وأن من نتائجه – حسب توجهات المخططين له – أن يحدث ما توقعناه..

 

أن يبكي الكثيرون على ما كانوا يبكون منه..

 

وهذا سبب تحذيرنا الدائم للمتظاهرين بأن لا يرتضوا لأنفسهم دور القطيع..

 

أن لا يكونوا مجرد (أدوات) لأمنيات البعض..

 

أن يشرعوا في تكوين حزبهم (الثوري) الخاص بمعزل عن سارقي الثورات..

 

فإن عقدوا النية فسوف يكون ذلك قريباً..

 

بمثلما كان قريباً جداً – أن يحدث – الانقلاب السابق… ثم اللاحق بالأمس..

 

أو بعبارة أخرى: قاب قوسين..

 

أو أدنى.!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى