ياسر زين العابدين المحامي يكتب : الردة مُستحيلة!!!

 

11ديسمبر2021م 

تعريف الحراك وأفق الفهم المعاصر لثورة ديسمبر…

التغيير فعله الشعب من خلال كل أدواته…

من ضمنها قوات الشعب المسلحة…

بتأكيدها بأنها ثورة وليس انقلاباً….

للخروج من نفق مُزرٍ وبمفارقة عهد لئيم سام الشعب سوء العذاب…

تغيير بالشكل والمضمون وبوداع ماض سقيم…

من الماضي… احزاب فصّلها النظام الهالك على مقاسه….

شاركته حتى الرمق الأخير…

دعمت ترشيح الطاغية بكل قواها….

فعلت لقاء منصب وبعض من فتات…

قبلت مدركة بأن لا وزن لها…

طيلة مشاركتها ما أنتجت ممارسةً رشيدةً ولا عملاً ناضجاً…

لأنها تبع الحاكم تأتمر بأمره وتنتهي بنواهيه…

لم تمثل إرادة الشعب بل ذاتها…

قياداتها أوزانهم كرتونية ذوي بطولات

دنكشوتية دائماً…

كأنهم خشب مسندة…

لكأن هناك اتجاه لإحياء هذه السنة السيئة…

والشعب قطعاً لن يحتمل أوبتهم من

جديد بأي مسمى…

فقد صمتوا عند القتل والنفاق… غضوا الطرف عن الاعتقال والسحل والتعذيب…

مصالحهم التقت مع النظام البائد…

فرقصوا يوم حشده الأخير بالساحة الخضراء بهياج شديد….

وأقسموا لا صفوف بعد اليوم إلا لأداء الصلاة…

وبأن الطاغية باق لأنه الضامن…

عاهدوه بعدم النكوص عن مسيرته القاصدة…

فلا تعنيهم معاناة الشعب عينهم على القسمة الضيزى….

قبّلوا قدم الطاغية ظاهراً وباطناً… وعادوا لبيوتهم يقهقهون والشعب يتلمظ…

مشاركتهم خيانة للثورة فلا ذريعة ولا ضرورة تُبيح ذلك…

هم ورموز النظام الهالك سواء…

الرضا بمشاركتهم أمرٌ لا يغتفر…

فمن غنى للطاغية وزيّن له سوء عمله أو صمت فهو ضد الثورة…

والقبول بمن ساهم ببقاء الطاغية

سنين عدداً جريمة…

والموافقة بمن شرعن للعهد البائد وجوده بالسلطة اثم مبين…

وجوههم غبرة ترهقها قترة تبا لهم…

فالثورة لها ما قبلها وما بعدها…

قبلها كانت الموارد حكراً للنظام وأزلامه…

والفتات لأحزاب تريد العودة بالشباك..

التعاطي معها هدر لدماء الشهداء

البعض يمضي في احياء الموتى…

أما بعد الثورة فالأمر جد مختلف…

الشعب لن يقبل التدوير والممارسات القديمة….

لن يرضى بتدوير أي نفاية مهما يكن من أمر…

الثورة تحرسها مبادئها ومكاسبها….

وآلامها وأشجانها وأحزانها وأفراحها الشحيحة…

لن تقبل بالنكوص ولن ترضى بالردة….

لقد تحرّر صوتها وكلمتها ونزعت أغلالها…

فلا نكوص عن الجادة….

ولن نرضى بالأبطال الوهم….

فخلالهم تتم إعادة انتاج النظام….

ليسرقوا الثورة على مرأى ومسمع…

مطالبنا لا تقبل التجزئة والمساومة…

ليمضِ للجحيم كل من يعيدنا لمربع الردة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى