خَلَت من إطلاق الرصاص.. مواكب “الوفاء للشهداء” تبرز وجه الثورة الزاهر

 

رصد: محجوب عثمان

سيّرت تنسيقيات لجان المقاومة بالعاصمة القومية وعدد من الولايات, مواكب ومسيرات سلمية تحت شعار (الوفاء للشهداء), وفاءً للشهداء الذين ارتقوا في الفترة الماضية, حيث تعالت الهتافات التي تنادي بحق الشهداء، وبعض المدن الأخرى واجهتها الشرطة بالغاز المسيل للدموع, بيد أنها خلت من استخدام الرصاص ومن مظاهر إغلاق الجسور المؤدية لوسط الخرطوم, خاصة وان المواكب كان معلناً لها مسارات لا تمر بالخرطوم، وعلى غير العادة خلت تظاهرات الأمس من الإصابات بالرصاص الحي والتي كانت تخلف عادة شهداء وجرحى, ورغم مواجهتها بالغاز المسيل للدموع إلا أن المواكب حفلت بالعديد من المظاهر التي تبرز وجه الثورة الزاهر وتكشف عن معدن الثوار.

مواكب الخرطوم

وفي شرق الخرطوم, اغلق المتظاهرون بعض الشوارع في مدينة بري وشارع الستين, في وقت التأمت فيه عدة مواكب في محطة (7) بالصحافة جنوب الخرطوم لتشكل أكبر موكب ضم مواكب الكلاكلات وجبرة والصحافات والديم وأحياء الشجرة والحماداب متخذاً من محطة (7) نقطة تجمع كان من المقرر ان يتجه بعدها الموكب الى شارع الستين, غير ان الشرطة بدأت في إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين قبل التوجه لشارع الستين شرق الخرطوم.

مواكب بحري

وشهدت مواكب مدينة بحري, مبادرات غير مألوفة, فقد انطلقت المواكب من الكدرو وشمبات والشعبية والمؤسسة, وقام الثوار بوضع المتاريس, بينما تلاحظ فتح بعض الشوارع وخلو بعضها ببحري وتحرك عدد من الثوار نحو المستشفى الدولي وقاموا بتكريم الكوادر الطبية العاملة فيه على ما قدموه للجرحى خلال تظاهرة 17 نوفمبر التي استشهد فيها 11 من مدينة بحري بالرصاص وأطلقت الشرطة حينها الغاز المسيل للدموع داخل المستشفى الدولي لمنع وصول الجرحى, كما قام الثوار أيضاً بتكريم عدد من الأسر التي كانت قد فتحت بيوتها لاستقبال الجرحى خلال التظاهرة في حي الشعبية, غير أن أبرز ملامح تظاهرات مدينة بحري تمثل في حضور والدة الشهيدة ست النفور أحمد بكار والتفاف الثوار حولها وهم يهتفون “يا أم ستو.. كلنا ستو”.

مشاركة سياسية

وقد ضمّت المسيرات قطاعات مختلفة من الشباب والنساء والقوى السياسية، وانطلقت هتافات تُنادي بالمدنية وتحقيق شعارات ثورة ديسمبر المجيدة (حرية.. سلام وعدالة) وتمجيد الشهداء، ورصدت (الصيحة) مشاركة عضو مجلس السيادة المحلول محمد حسن التعايشي, كما رصدت مشاركة مستشار رئيس الوزراء فيصل محمد صالح الذي تم الإفراج عنه قبل يومين.

سلام جمهوري

ومن المظاهر السلمية التي حفلت بها مواكب الأمس, كان وقوف أحد المواكب أمام معرض (جداريات) لصور الشهداء على جدار مستشفى رويال كير شرق الخرطوم, وأنشدوا النشيد الوطني في مشهد مؤثر تفاعل معه الجميع.

بمبانٌ في أم درمان

وفي مدينة ام درمان, اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة على مواكب تجمعت في شارع الشهيد عبد العظيم “شارع الأربعين سابقاً”, ولاحقت المتظاهرين في الشوارع الجانبية بالقرب من مستشفى التيجاني الماحي.

وقال شهود عيان لـ(الصيحة) إنهم احصوا (18) متظاهراً أُصيبوا جراء إطلاق الغاز المسيل للدموع وتم نقلهم لمستشفى أم درمان.

لا عنف

ويبدو أن الشرطة والقوات العسكرية الأخرى التي كانت تواجه التظاهرات التي أعقبت 25 اكتوبر قد التزمت بتوجيه رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك الذي أصدره أمس للقوات الأمنية وتحذيرهم من مَغَبّة استخدام العنف مع المتظاهرين السلميين, إذ خلت المواكب من إطلاق الرصاص وواجهتها الشرطة بالغاز المسيل للدموع فقط, وأشار عدد من المتظاهرين إلى أنهم ظلوا ينتهجون السلمية في ثورة ديسمبر منذ بدايتها, وإنهم سيواصلون مواكبهم المليونية لحين تحقيق أهداف ثورة ديسمبر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى