احمد موسى يكتب :الإسلام السياسي .. يوميات البارود والدم (22)

 

الإخوان المسلمون فرع إريتريا(3)

حزب الوطن الديمقراطي الإريتري

على طريقة “الشينة” منكورة,  قام حزب “العدالة والتنمية” بمراجعات فكرية استهدفت بنيته، وتوجهه، واسمه الذي أصبح “حزب الوطن الديمقراطي الإريتري”.

بدأت هذه المراجعات منذ المؤتمر السادس للحزب الذي انعقد في سبتمبر سنة 2019م، في هذا المؤتمر قام الحزب بمُحاولات جادة لتغيير جلده الأيديولوجي المُرتكز على أدبيات الإسلام السياسي لينخرط ويندمج ويتفاعل مع الأسرة المحلية والدولية بشكل طبيعي، لكنه في ذات المؤتمر قرر عدم تخليه عن سلاحه.

في الحقيقة مر حزب العدالة والتنمية (إخوان إريتريا) كما أسلفنا سابقاً بمجموعة من التحولات والانقسامات الطبيعية والبراغماتية حتى وصل إلى محطته الحالية التي طلق فيها أدبيات الإسلام السياسي بطريقة لا رجعة فيها.

يُمكن حصر هذا التحوُّل في في خمس مراحل مهمة لا يمكن أن نفهم طبيعة الحركة الإسلامية الإريترية بمعزل عنها، بدأت تلك المراحل تحت اسم “الإخوان المسلمين” وانتهت باسم حزب الوطن الديمقراطي “حادي”.

المرحلة الأولى: السرية

بدأت الحركة الإسلامية (الإخوان المسلمين) فرع إريتريا في هذه المرحلة كتنظيم سري صغير وسط الطلاب الذين كانوا يتفاعلون مع القضايا والفعاليات السياسية في إريتريا والمنطقة بصورة حذرة.

تميّزت هذه المرحلة بوعي سياسي كان يعتمد على الظروف والمناورات لإيجاد الآليات والوسائل المناسبة في عملية اتخاذ القرارات المصيرية وترتيب الأولويات وانتقاء الأفراد الذين يقودون مسيرة الحركة الإسلامية في إريتريا.

المرحلة الثانية: حركة الرواد المسلمين

هي مرحلة تخلق الوعي الإسلامي بصورة مكتملة بعد أن كان جنيناً يتلمّس طريقه وسط ظلام السرية، في هذه المرحلة عاشت الحركة الإسلامية حالة تسلُّط الشيوعية وعرفت حياة السجون والقهر بعد أن أعلنت عن نفسها وتخلّت عن السرية ورفعت شعارات الإسلام الحركي بصورة واضحة، فكانت جزءاً أصيلاً من حركة النضال الوطني الإريتري.

المرحلة الثالثة: حركة الجهاد الإسلامي

كانت هذه المرحلة وليدة عوامل وأسباب عدة, منها الاعتداءات المتكررة من الجبهة الشعبية على جميع فئات الشعب الإريتري، وازدياد حالات النهب المسلح وغيرها من الأسباب التي دفعت الحركة الإسلامية الإريترية بالانتقال إلى مربع القوة وحمل السلاح من أجل الجهاد في سبيل الله تحت شعار: (فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ) البقرة الآية “194”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى