رئيس مسار الوسط عضو مجلس الشركاء التوم هجو لـ(الصيحة)

 

الاعتصام ليس من أجل الضغط لبقاء البرهان رئيساً في مجلس السيادة؟

ليس لدينا أي مشكلة في أن نغادر وأن تقام انتخابات غداً

إذا لم يستجب حمدوك لمطالبنا سيدفع ثمناً غالياً كما دفعوه مَن قبله

هذه حكومة متشاكسة فيها مجموعة من الضعفاء استوزروا على حساب الآخرين

حل الأزمة بأن يعترف حمدوك بفشل حكومته وليس فشله

هذا ما دار في اجتماعات مجلس الشركاء وأدى إلى تطور الأزمة

الاعتصام كان موجهاً إلى مجلس الوزراء لكن التروس غيّرت مساره للقصر

حوار- عوضية سليمان

أرجع عضو مجلس شركاء الفترة الانتقالية ورئيس مسار الوسط التوم هجو, التطورات السياسية التي أدّت لاعتصام القصر الجمهوري إلى خلافات عدة تفاقمت منذ ثلاثة أشهر عبر اجتماعات مكثفة بين المكونين المدني والعسكري وقوى الحرية والتغيير ومجلس الشركاء, تبودلت فيها الاتهامات والتقصير والهروب من اجتماعات حل الأزمة, الأمر الذي دفعهم لأن يوجهوا بتنفيذ وقفة احتجاجية امام مجلس الوزراء بغرض المطالبة بحل الحكومة التي وصفها هجو بالفاشلة ولم تُخرج البلاد من الوحل الاقتصادي, كما اشار الى تفاقم مشاكل الشرق, وحمّل هجو المسؤولية الكاملة لرئيس مجلس الوزراء حال عدم الاستجابة لمطالب المعتصمين, واشار إلى أن تمويل الاعتصام يتم من جهات لم يسمها, ووصف الاعتصام بالناجح, مؤكداً أن مطالبهم تتمحور حول حل الحكومة وتكوين حكومة كفاءات وليس كفوات, وأوصى حمدوك بعدم الانحياز لمجموعة الأربعة.. كثير من الأسئلة أجاب عليها التوم هجو في الحوار التالي:

بدايةً ما هي الدوافع المباشرة التي قادتكم لمرحلة الاعتصام خاصةً وانكم تتحدثون عن أن الأزمة مستمرة منذ عامين؟

هذا سؤال مهم جداً.. بدأت الأزمة والانحدار منذ ثلاثة أشهر وبدأت من مجلس الشركاء, والمعروف أن الوثيقة الدستورية جاءت من مركزية قوى الحرية والتغيير, ونحن جئنا بعد اتفاق جوبا وعندها بدأ الحديث عن ضرورة ان يكون هناك جسم لحل الخلافات بين المكونين المدني والعسكري, وقالوا ان الوثيقة لم تحدد آلية لحسم الخلافات وهم من اقترحوا إيجاد آلية لحل الخلاف وهنا نتج مجلس الشركاء وتكون من 14 عضواً من قوى الحرية والتغيير وأعضاء مجلس السيادة 5 ونحن من أطراف العملية السلمية 7, انتظمت اجتماعات مجلس الشركاء وعقدنا 12 اجتماعاً وتم حسم قضايا أساسية كانت تمثل اشكالية خاصة في السياسة الخارجية لأنها كانت تواجه تناقضاً وازدواجية.

مجلس الشركاء لم يكن له أي نتائج على أرض الواقع.. ما رأيك؟

اتخذنا عددا من القرارات, لكن أهم قرار اتخذناه كان توحيد الصرف وهذه قالها رئيس الوزراء بالحرف الواحد, فالبند كان موجوداً على طاولة الحوار منذ سنة ونصف ولم يتم اتخاذ قرار حوله بسبب وجود مجموعة يسارية صاحبة أجندة ترفض التعامل مع البنك الدولي, وان البرنامج الذي نفذه جبريل ابراهيم هو نفس برنامج إبراهيم البدوي وزير المالية السابق, ولكن إبراهيم البدوي ليست لديه القوة الكافية لتنفيذه ولا رئيس مجلس الوزراء نفسه.

فعلتم البرامج القديمة, أين دوركم في الانتقالية؟

نحن القوى التي جاءت من الخارج وقدّمنا دعمنا لمجلس الوزراء ودعمنا وزير المالية وتم تنفيذ القرار وكانت نتيجته هذا الانفتاح الحالي, ومن تلك اللحظة مجلس الشركاء شكّل آلية لاتخاذ القرار, وبمجرد ما شعروا ان مجلس الشركاء اصبح يقرر ويتخذ قرارات حاسمة “جرُّوا الفرملة” وبدأ تعثر مجلس الشركاء وكانت على طاولته في تلك اللحظة قضيتا تعيين المجلس التشريعي وإعفاء الولاة, وهنا بدأت مركزية قوة الحرية والتغيير تستخدم أساليب العرقلة.

كيف ذلك وأنتم متهمون بالاحتماء بالعسكر؟ 

بالعكس, نحن لدينا مستندات تؤكد أنهم عرقلة الشراكة في مجلس الشركاء مثل ان يكون هناك اجتماع فيستعينوا بالبرهان لتأجيل الاجتماع, لأن هنالك اجندة حية مثل مناقشة لجنة التمكين والمجلس التشريعي وإعفاء الولاة ويتغيّبوا عن الاجتماعات, وفي المرة الثالثة يستعينوا بحميدتي, وبعد ما استنفدوا كل هذه الأغراض أصبحوا غائبين عن الاجتماع.

لماذا الخلافات وأنتم شركاء فترة انتقالية ومسؤولون أمام الشعب؟

الغرض توحيد القرارات وإنجاز قضايا محددة هم لا يتحمّلون النقاش فيها مثل قضية لجنة إزالة التمكين وقضية المجلس التشريعي وإعفاء الولاة, وهنالك محاضر وتسجيلات موجودة تؤكد ان مجلس الشركاء قضى ثلاثة أشهر في هذه (المعمعة), وما بعد القرار الذي أصدرناه بأن يتم إعفاء الولاة في اول اغسطس مُورست ضغوط على رئيس الوزراء ولم ينفذ القرار, ومن هنا انتقلت الأزمة إلى المكون العسكري وبعدها جئنا في اجتماع وغاب عنه 4 من المجلس العسكري, وهذه كانت إشارة واضحة وبعدها قالوا إنهم غير مُستعدين لأن يحضروا اجتماعات لتضييع وقتهم لثلاثة أشخاص في أربع ساعات, خَاصّةً وأنّهم يقترحون قرارات لا تنفذ.

هل هذا هو جوهر الأزمة وأس الخلاف؟

نعم من هناء جاءت الأزمة وتحول الاجتماع لاجتماع تشاوري تحدثنا فيه بوضوح, وفي الاجتماع الثاني غاب المكون العسكري كله بما فيه رئيس المجلس, وكل ذلك يشير لانحراف في مبادرة رئيس مجلس الوزراء ووجود أخطاء في آلية تنفيذ المبادرة والأخطاء لمكوني قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري وثم الأخطاء في تحالف قاعة الصداقة لأن فيه خروجا كبيرا وحديثا عن تحالف سياسي حزب الأمة والجبهة الثورية والحرية والتغيير, هذه هي الأزمة الحقيقة وقد تزامنت مع الاجتماع الذي غاب عنه المكون العسكري وترأس الجلسة فيه عضو السيادي الطاهر حجر وكانت مخرجاته أن الوضع وصل لمرحلة الأزمة, وقرر الاجتماع تكوين لجنة للجلوس مع المكون العسكري لمعرفة ما يَحدث.

ما هي المهام التي أُوكلت لهذه اللجنة؟

كونت اللجنة برئاسة رئيس الوزراء وعضوية جبريل ابراهيم وعلي الريح السنهوري واللواء فضل الله برمة ناصر وعمر الدقير والتوم هجو وجلسنا مع المكون العسكري وسألنا عن سبب التغيب عن الاجتماع وكان اللقاء عاصفاً وفيه مرارة وتحدثوا عن انهم تعرضوا لخدعة لدورهم والتنكر للشراكة وهم غير مستعدين للعمل.

مَن الذي خدع المكون العسكري؟

مجموعة المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير التي تمثل الطرف الآخر وكانت المواجهة واضحة, ورفض المكون العسكري العودة إلا في حالة إظهار الجدية في العمل واحتجوا بشدة على آليه مجلس الوزراء التي تعمل على تكوين لجنة تناقش هيكلة تنظيم القوات المسلحة وأوصوا رئيس مجلس الوزراء بتنفيذ القرارات.

ثم ماذا بعد؟

خرجنا من ذلك الاجتماع واقترحت عليهم بأن نجتمع مرة أخرى مع مجلس الشركاء لحل الأزمة ولكن لعلمك لم نجتمع حتى هذه اللحظة وحصل ما حصل وتطورت الأزمة من هنالك بفعل فاعل, في نظري هو مركزية قوى الحرية والتغيير وما يقال الآن عن إن الأزمة الحالية والاعتصام باتفاق مع مجلس السيادة كذبٌ صريحٌ, لأن انتقال السلطة في مجلس السيادة من العسكريين إلى المدنيين لم يكن مدرجاً أصلاً في اجندة مجلس السيادة ولافي مجلس الوزراء وما يُقال ان الأزمة تفجرت بعد الانقلاب كذب أيضاً.

 كيف ترى الوضع الراهن الآن بعد الاعتصام؟ 

الوضع الآن منفتح على كل الاحتمالات, ونحن ندفع باحتمال حل الأزمة لمصلحة الشعب السوداني ويمكن ان يقود التطور الذي قدناه او الخط الذي قدناه  لتوسعة قوى الحرية والتغيير لان الحوار مع رفقائنا “مجموعة الأربعة” ورئيس الوزراء ورئيس مجلس السيادة أوصلنا لطريق مسدود إلى ان وصلنا لإنشاء قوى الحرية والتغيير التنسيقية الوطنية, وتطورت  الأوضاع لاعتصام امام القصر الجمهوري واصبحت القضية قضية لكل الشعب السوداني, وهذا الاعتصام يعتبر مكملاً لاعتصام القيادة العامة وان التفويض الذي معنا الآن هو تفويض شعبي من الشارع, والآن الشارع في الميدان والكل يجب ان يحترم رغبة الميدان.

ما قمتم هل هو حل لأزمة ماثلة الآن أم تجديد لأزمة خاصة وان الوضع لا يحتمل ذلك؟

الأزمة موجودة من اول يوم وبمجرد ما حصل الانحراف من قوى الحرية والتغيير لمجموعة حزبية ومحاصصة حزبية, أدى إلى التدهور الذي وصلنا إليه وإلى تجديد ازمة البلاد في الشرق وكل ما نقوم به الآن اننا نبحث عن حل للأزمة, لأننا اذا تركناها ستتفاقم اكثر من ما هي عليه الآن وهي مثل ان يكون الإنسان مريضاً ويشخص الطبيب المرض بضرورة إجراء عملية, فنحن الآن دخلنا في العملية الجراحية مباشرة لاستئصال الجسم الغريب حتى لا يتأثر باقي الجسم.

قد يؤدي هذا الاعتصام لوضع أكثر تعقيداً هل تتحسّبون لذلك؟

الاعتصام هو الآلية السلمية الوحيدة والاعتصامات عمل صالح هذا شئ مجرب في السودان ولمثل هذه الأوضاع السياسية, لماذا الآن أصبح خطراً.

هل يعتبر الاعتصام ضغطا على بقاء البرهان في مجلس السيادة؟

أبداً بالعكس ولعلمك نحن لم نختر الاعتصام في القصر, كان من المقرر ان تكون الوقفة امام مجلس الوزراء ولكن تم تطويق مجلس الوزراء عن طريق والي الخرطوم عبر تروس خرسانية لهذا تم تحويل الوقفة نحو القصر الجمهوري, لأن الشعب له الحق بان يعتصم امام مقر حكومته.

إذن التروس الخرسانية امام مجلس الوزراء غيّرت المسار إلى القصر الجمهوري؟

بالضبط ونحن مطالبنا كانت مقدمة لرئيس مجلس الوزراء والآن الكرة في ملعبه وهو من يتحمّل المسؤولية في أي تطورات, وهو يعرف الحقيقة تماماً ويعرف الحل أيضاً ويعرف الصحيح من الخطأ, لكن هو قرر بأن ينحاز إلى الجهة الأخرى؟

أي مجموعة انحاز رئيس الوزراء؟

انحاز لمجموعة الأربعة طويلة  ومع ذلك قرر وهو على علم بمواقفنا وحتى وزير المالية دكتور جبريل وحاكم إقليم دارفور مني اركو يطالبان بحل الحكومة وان المسألة واضحة جداً, لكن هؤلاء متمسكون ومتشبثون بالسلاسل لأنهم يعلمون أنه حال حلت الحكومة لا يصلحون غفراء, ناهيك عن أن يكونوا  وزراء.

ذكرت أن رئيس مجلس الوزراء هو من يتحمّل المسؤولية.. هل هنالك تصاعد في الاعتصام؟

المشهد مفتوح على كل الاحتمالات, وعلى حمدوك ان يتحمّل المسؤولية, واعتقد ان المسألة حراك سياسي وتدافع ما بين طرفي قوى الحرية والتغيير إلى ان أعلنا وثيقة العودة لمنصة التأسيس ووثيقة الوفاق, نحن الآن في مرحلة ثورة شعبية لثورة 19 ديسمبر والآن وبكل صراحة الاعتصام ليس ملكنا, وأنا داخل الاعتصام استقبلت جماهير من اقصى النيل الابيض و(الناس جاية) وُمطالبة ومحتشدة ولها نفس المطالب, ولأول مرة في الاعتصام تأتي جماهير من الخارج أصحاب مصلحة وضررهم واضحٌ, والآن عبر الهاتف يتحدث معنا المزارعون والرعاة في كل أنحاء السودان.

تقول إن للجميع مطالب واحدة الآن, فما هي؟

حل الحكومة وأن تكون الحكومة ديمقراطية وليس حزبية  بالتشاور مع القواعد وليس الأحزاب, وعلى الأحزاب ان تذهب لتستعد للانتخابات, لأن هذه مهمتها التحضير لانتخابات.

هل يستجيب حمدوك لتلك المطالب أم يبقى على موقفه؟

هذه مسؤوليته يستجيب أم لا يستجيب.

وإذا استجب لمطالبكم؟

يكون قد أدى الأمانة والثقة التي وضعها فيه الشعب السوداني.

 وإذا لم يستجب وانحاز إلى مجموعة الأربعة ؟

سيدفع الثمن غالياً كما دفعوه مَن قبله.

مَن يحمي الاعتصام؟

تحمه جماهيره.

مَن يُموِّل الاعتصام ؟

نفس الأشخاص الذين موّلوا  اعتصام القيادة العامة يمولون اعتصام القصر.

اعتصام القصر قد يقلل من نشاط القصر ومهامه؟

ما هو نشاط القصر وما هو نشاط مجلس الوزراء إذا كانت الحكومة غير قادرة لحل مشكلة الشرق ولا حل المشكلة الاقتصادية.. هذه حكومة متشاكسة فيها مجموعة من الضعفاء استوزروا من أحزاب على حساب الآخرين.

هل توجد علاقة بين المكون العسكري والقوى المنظمة للاعتصام؟

طبعاً توجد علاقة  بين المكونين العسكري والمدني علاقة وجدناها جاءوا وتفاوضوا معنا وهذه علاقة شراكة ثلاثية, واذا هم تنكروا لها أي مجموعة الأربعة  فنحن لم نتنكّر لها.

هل أنتم مدفوعون من المكون العسكري؟

بالعكس المكون العسكري هو من أقنعنا بأن نتشارك معهم وظل يتستر على أخطائهم وفشلهم ولكن فاض به الكيل.

إذا توحدت قوى الحرية والتغيير هل ستُحل الأزمة؟

ليست لدينا مشكلة في ذلك ونحن طرحنا ذلك, لكن هم يبحثون عن الانفراد بالسلطة والقضية واضحة مجموعة الأربعة وضعت يدها على مكتسبات الثورة ولا تريد أن تتنازل عنها, ورئيس الوزراء لا يريد ان يتخذ قراراً حاسماً بشأن ذلك!!

الآن مجلس الوزراء في اجتماعات متواصلة هل تحل الأزمة؟

لا أدري لكن بالنسبة لنا القضية قضية شعب.

أين الحل؟

إما ان يستجيب رئيس الوزراء لرغبة الشعب السوداني او يخرج ويعترف بفشل حكومته وليس فشله هو شخصياً, فشل  من معه وهم يعرفون فشلهم في كل المحاور حتى الرياضة.. الآن كل دُور الرياضة أصبحت غير صالحة عالمياً والفرق السودانية تلعب في مصر الآن, لأن وزير الرياضة ليست له علاقة بالرياضة وهو من حزب البعث!!!

أنت جزء من الحكومة ألا تتحمّل هذا الفشل؟

نحن جزء في مجلس الشركاء وجزء في مجلس الوزراء ولكن هم لديهم أغلبية 19 وزيراً موجودين.

هل لديكم بديل جاهز للحكومة القادمة بعد حل الحكومة الحالية؟

حواء السودان والدة والشعب قادر على أن يأتي بحكومة كفاءات وليس حكومة كفوات.

أنتم مستعدون أن تذهبوا كونكم جزءا من هذه الحكومة التي تنعتونها بالفشل؟

ليس لدينا أية مشكلة في أن نغادر وأن تقام انتخابات غداً, ولكن هم الذين لا يريدون إفساح المجال.. نحن أمامنا خيارات كثيرة لكن خيارهم هو السرقة التي سرقوها للثورة.!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى