تميز بتجربة موسيقية ذات بُعد فكري جديد .. صلاح براون: اتحاد الجاز “ساكنو جان”!!

 

صلاح براون اسم عريض في عالم موسيقى الجاز.. يتميّز بتجربة موسيقية ذات بعد فكري, فهو يمازج ما بين الموسيقى العالمية والسودانية وذلك من خلال مُحاولاته لكسر الجمود بإدخال الإيقاعات السودانية على شكل موسيقى الجاز، وهو كذلك رجل صاحب آراء جادة وعميقة يُحاول أن يطرحها من خلال هذا الحوار الذي ناقش الكثير من القضايا المتعلقة بموسيقى الجاز في السودان وكانت إجاباته تحتوي على الكثير من الحلول والإضاءات المفيدة.

حاوره: سراج الدين مصطفى

كيف كان بداياتك الموسيقية؟

البدايات كانت تقليدية وكحال أي شاب في تلك الفترة يستمع للعديد من التجارب والأصوات, وأميز من استمعت إليهم هو الأستاذ الراحل الفنان عثمان ألمو وقبله كنا نستمع لفرقة سلاح الموسيقى بقيادة الأستاذ أحمد مرجان وفرقة البوليس بقيادة الأستاذ عبد الرحمن عبد القادر وهم كانوا يقدمون لنا في كل يوم جمعة مقطوعات موسيقية سودانية وأجنبية في حدائق البلدية بأم درمان، وأشكال تلك الموسيقى الأولية أثّرت فيني ومعي كل الأجيال.

ثم ماذا؟

وبعد ذلك جاء الفنان شرحبيل أحمد وأدخل اضافات كبيرة وكان حينها السائدة موسيقى الروك أند رول وهي كانت موجة في ذلك التوقيت وكانت كل السينمات توجد فيها تلك الموسيقى الأمريكية وكل ذلك كان لا يعني أن أكون بعيداً من التأثر بأغنيات أم درمان رغم أن تأثيره علينا لم يكن بنفس قوة تأثير الموسيقى الحديثة التي كانت بالنسبة لنا شكلا حداثيا جديدا.

وكيف فكرت في أن تكون مغنياً مختلفاً؟

في تلك الفترة لم أكن أفكر بأن أصبح مغنياً, ولكن فيما ما بعد كانت لي صداقة خاصة بالأخ عامر ساكس عضو فرقة العقارب وكذلك الأخ محمد جبريل عضو فرقة الاذاعة وصداقتي بهما منحتني فرصة أن أحتك بالفرق مثل جاز بانت وفرقة أضواء بحري، وفي المدرسة وأنا طالب كنت أغني للفنان عثمان ألمو وكان الأستاذ في الحصة يطلب مني أن أغني له وهذا شجّعني أن أغني في بعض المناسبات، وكل تلك الأسباب جعلتني أفكر وأغني مع تلك الفرق كهاو.

غناء الجاز هو نوع من التأثر بالثقافة الغربية؟

هو ليس تأثرا بالثقافة الغربية، وإذا تابعت تجربتي الفنية تجدني بدأت استعين بالإيقاعات المحلية ومزجها مع العالمية حتى تكون مقبولة، وأنا مطلوب خارجياً لأنني لا أغني الأغنيات الغربية, بل أغني الغناء السوداني في شكل المركبات الموسيقية العالمية، لأن الموسيقى لغة عالمية ولكن إشكالنا الأساسي في أننا لم نجد حتى الآن مَن يقوم بتوزيعها بطريقة جيدة.

هل نوع من المتابعة اللصيقة لما يحدث في العالم؟

إذا كنت متابعاً لحركة الموسيقي عالمياً يصبح الأمر عادياً، ولو تابعت الفضائيات واستمعت لغناء خليجي أو مصري أو شامي وقمت بسحب صوت الفنان تجد أن الموسيقى مختلفة، والموسيقى التي أتحدّث عنها هي العالمية وهو الشكل المُعاصر في كل مكان، لذلك لا يجب أن نكون بعيدين عن هذا الشكل ولأنّ موسيقانا دائرة في فلك السلم الخماسي.

برغم ذلك كلكم تنحصرون في شخصية شر حبيل؟

هي لا تذوب في شرحبيل أحمد وكل الأسماء التي ذكرتها هي مدارس وكل واحد منهم له أسلوبه في الغناء ولكن ميزة شرحبيل في أنه أول مُغنٍ بدأ في هذا المجال، وشر حبيل نجده في حالة تواصل ولم ينقطع من الغناء ولكن البقية توقفوا لظروف عديدة مُختلفة، لذلك حينما نذكر كلمة جاز دائماً نذكر شر حبيل مع أنني أتحفظ على مسمى “جاز”، وشر حبيل قدم غناءً متواصلاً وبسيطاً وحتى المركبات التي استخدمها في أغنياته مركبات بسيطة لذلك يستوعبها المُستمع السوداني.

أنتم على الهامش في وجود شر حبيل؟

لو كنا نقبل بالأدوار الهامشية كنا قلّدنا شر حبيل أحمد ومشينا في نفس شكله الغنائي, ولكن نحن لدينا خط موسيقي جديد, شر حبيل أحمد نفسه أثنى عليه وقدره.

ولكن ما يُطرح الآن هو ليس موسيقى أو غناءً سودانيا؟

الأجيال الجديدة حسها الموسيقي مرتفع وأصبحت تميز ما بين أشكال الموسيقى كلها, ومن الضرورة أن يكون للمستمع القليل من الثقافة الموسيقية وإذا لم تتوافر هذه الجزئية يصبح التفهُّم لما يُطرح غير موجود، وأنا هنا أتساءل لماذا تقبل الناس عقد الجلاد؟ فهل الشكل الموسيقي لعقد الجلاد سوداني؟ وذلك يعني أنّ الاستفادة من التوزيع الموسيقي قادرٌ على أن يقربنا من المستمع السوداني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى