حماد عبد الرحمن صالح والي غرب كردفان لـ(الصيحة)

 

اتفاقية السلام أعطت الولاية حكماً ذاتياً و(40%) من مواردها

” الطوفان” مجموعات تتبع للدفاع الشعبي وكانت تُحارب من أجل المؤتمر الوطني

الولاية بها عددٌ كبيرٌ من الفلول والدفاع الشعبي

صادرنا عدداً من المشاريع الزراعية وملفات كبيرة أمام لجنة التمكين المركزية

طريق الخوي – النهود أُدخل ضمن الخُطة القومية وسيبدأ العمل قريباً

حوار: الغالي شقيفات

تُعد ولاية غرب كردفان من الولايات الغنية بالثروات، المعدنية منها والنفطية، وتعج بالمحاصيل النقدية، وغنية بالثروة الحيوانية وبها أفضل سلالات الضأن وتقع فيها منطقة أبيي المتنازع عليها مع جنوب السودان، وكانت مسرحاً للحروبات التي شهدتها البلاد والتي تسبّبت في استشهاد الآلاف من أبنائها، ومن المعلوم أن معظم القادة من حركة العدل والمساواة وحركة شهامة الذين قتلوا في المعارك من ذات الولاية.

ويعد الأستاذ حماد عبد الرحمن والي الولاية من القيادات المفتاحية في حزب الأمة القومي والتجمع الوطني الديمقراطي، ومن المُؤسِّسين لجيش الأمة للتحرير, ومن قيادات الحزب في أمريكا الشمالية ومن الذين ساهموا في التغيير وله دور مشهود في المعارضة بالخارج ولبى نداء الوطن بالداخل وساهم في كبح جماح التفلتات الأمنية في الولاية ومحاربة فلول النظام البائد، في هذا الحوار طرحت عليه “الصيحة” العديد من الأسئلة وخرجت بالإفادات التالية:

 

بدءاً حدِّثنا عن متأخرات ومستحقات الولاية من البترول، النسبة المحددة سابقاً بـ2% أين وصلت؟

موضوع البترول في الولاية موضوع شائك، مواطنو الولاية استبشروا خيراً بالبترول وانصلاح الحال, ولكن للأسف خلال الثلاثين عاماً الماضية لم تكن هنالك رؤية واضحة للنظام غير استخراج النفط والاستفادة منه وحرمان مواطني الولاية, لذلك عندما جئنا وجدنا تردياً في جميع مناحي الحياة (الصحة, التعليم, الخدمات والتردي العام) بالاضافة الى عدم استفادة مواطن الولاية من البترول, بل على العكس كان سبباً في جلب أمراض لسكان الولاية نتيجة التعامل الخاطئ, بجانب ان الطرق التي استخدمتها بعض الشركات في استخراج البترول كانت غير صحيحة ومُضرة بالبيئة, لذلك اول ما جئنا اجتمعنا بشركات النفط بحضور وزارة الطاقة ولجنة التمكين وتحدثنا عن عدم معرفة الولاية بما تم صرفه، وتم الاعتراف بالأخطاء الكبيرة وأن التعاطي مع الأمور تم بطريقة أمنية, لأن الصرف كان بطريقة أمنية وليس تنموية وتم الاتفاق على فتح صفحة جديدة وعمل لجنة رباعية تضم شباب حقول البترول ومندوباً من الشركات ومندوباً من وزارة الطاقة, وتحدثنا عن التنمية المجتمعية وتم الإقرار بوجود إشكالية مع مناقشة الأمر بصورة واضحة,  التزمت شركات البترول والطاقة, قبلها كانت هناك احتجاجات وإغلاق للحقول, وتدخل السيد صديق تاور عضو مجلس السيادة، وبالفعل تم التوصل الى اتفاق سمي بـ”مصفوفة تاور”, ونحن أمّنا على هذه المصفوفة وبدأنا في العمل وحتى نسبة الـ(2%) تم الاحتجاج عليها بأن تكون (6%) ونسبة (2%) يتم صرفها بواقع (55) دولاراً بسعر الصرف القديم, تم الاعتراض ورفعت شكوى لرئيس الوزراء وتمت معالجة الأمر والاتفاق بمنح الولاية بالسعر الجديد ومنحنا (6) أشهر من تاريخ تعويم الجنيه وتم منحنا جزءاً من المبلغ.

– إلى أي مدى انعكس اتفاق سلام جوبا على الولاية؟

اتفاقية السلام أتت بمزايا “كويسة” منحتنا حكماً ذاتياً و(40%) من إيراداتنا لكل مواردنا تشمل النفط وغيره ونسعى لتكوين مفوضية للإيرادات للانطلاق, وحقيقة الولاية تُعاني رغم أنها من اغنى ولايات السودان والولاية الاولى في مسألة النفط (90%) من نفط السودان يأتي من غرب كردفان والثروة الحيوانية أبقار وإبل وماعز الولاية, هي ولاية الموارد الزراعية من سمسم وفول وكركدى، ولكن حقيقة الوضع صعب جداً, لأنّ العلاقة بين الولاية والمركز كَانت شَائكة, بجانب تردي مناحي الحياة ومُعالجتها تتم في الدخول في تفاهُمات جديدة مع الشركات.

_فيمَ تتمثل التفاهمات مع شركات التعدين؟

تتمثل في الاتفاق معنا، بعد وزارة الطاقة بمنطلق المسؤولية المجتمعية وتحدثنا مع عضو مجلس السيادة السيد مالك عقار وهو حقٌ من حقوقنا التي منحتها لنا اتفاقية السلام.

 

_هناك اتّهامات في بطء الولاية في التعاون مع لجنة التمكين ونشاط الفلول مما أدى الى ظهور ما يسمى بالطوفان؟

غرب كردفان بها عدد كبير من الفلول، بالاضافة ان النظام البائد “عمل” شغل كبير جداً وكان قد تم تجييشها بنظام الدفاع الشعبي وانخراط ابناء الولاية في العمل مع المؤتمر الوطني، ومع ذلك فإن إزالة التمكين قامت بعمل كبير جداً، هناك من تمت  مُحاكمتهم وهناك ملفات في القضاء, ولدينا ملفات أخرى تم تسليمها الى لجنة إزالة التمكين المركزية سوف تُعلن عنها في الأيام القادمة وهي ملفات ضخمة, منها مصادرة مشاريع زراعية,  ونحن راضون عن عمل اللجنة, اما فيما يُسمى بالطوفان هم عبارة عن مجموعة تتبع للدفاع الشعبي وبفتكروا لديهم مطالب وانهم حاربوا من اجل السودان وليس المؤتمر الوطني, بالنسبة لدينا تحركات  بما يسمى بالطوفان تم رصدها رصدا دقيقا وبدأوا التحرك في حقول النفط والتحريض بإغلاق الحقول, واستطعنا توجيه الشباب لأن البترول ثروة قومية ويضم عددا من الشباب الموظفين به ومسؤوليتنا حمايته واستطعنا إجهاض العديد من محاولات التخريب.

 _ثم ماذا حدث لهم؟

بعد رصدهم بدأنا مُطاردتهم ولم نستطع القبض عليهم, وبعد ذلك تم إصدار قانون الطوارئ وتم القبض على البعض منهم وتدخلت الإدارات الأهلية, وذكرت ان بإمكانهم توقيع تعهدات وشعرنا بعدم جديتهم، وجزء منهم مطارد حتى الآن، ونجد ان موضوع الطوفان سياسي وأضعف موقفهم واستطعنا تحجيمهم دون إحداث تأثير.

_ كيف هي الأوضاع الأمنية بصورة عامة في الولاية، خصوصًا الجزء الشمالي واحتجاجات مدينة النهود؟

حقيقة الأوضاع الامنية في الولاية آمنة ومستقرة، صحيح قبل شهر مضى كانت هناك أحداث في مدينة النهود وهي مشكلة بين بطون حَمَر أنفسهم متعلقة بمسألة المراعي، وهو امرٌ مؤسفلإ وقد خلف (5) من القتلى والجرحي وتَمّ احتواء الأمر, بجانب وجود أزمة سابقاً في منطقة فوجا الذهب والاعتداء على المواطنين وتدخلت الشرطة, فيما خلف قتلى من الشرطة وتم إلقاء القبض على (15) شخصاً وعربتين وبعضهم مطارد وتم نشر عدد كبير من القوات، بمعنى عام المشاكل في الولاية تتمثل في  الاحتكاكات الموجودة باستمرار وهي ليس بالمسألة المُزعجة وتمت السيطرة عليها واللجنة الامنية والقوات المشتركة المكونة من الجيش والشرطة والدعم السريع لها دور كبير جداً, بجانب الإدارات الأهلية وقد ساهم كل ذلك في استقرار الأوضاع.

 

_ هناك حديث عن تردي طريق الصادرات.. طريق النهود – الخوي؟

هو طَريقٌ مُهمٌ وقومي وأساسي وشعرنا بأهمية صيانة هذا الطريق, وجلسنا أكثر من مرة مع الطرق والجسور ومع وزير البنى التحتية الذي التزم بزيارة الطريق والوقوف على العمل, ولكن للأسف الإجراء كان لترميم الطريق, وعند بدء الترميم اتضحت الأزمة والطريق يحتاج لعمل كبير, لذلك توقف العمل لعدم توفر الإمكانيات ولاحقاً جلست مع الوزير, حيث اكد على أهمية الطريق واهتمامهم به, ولكن أوضح بأن الميزانية التي تم وضعها ليس بمُستوى الإضرار, لذلك تم الرجوع للمالية وتم إدخاله ضمن الخُطة القومية ونتوقّع العمل في الطريق فوراً وسوف يتم العمل به بسرعة، نحن كولاية لا نستطيع التدخل في هذا وحسب حديث الوزير الطريق رصدت لها ميزانية وحالياً لديّ زيارة الى الخوي مرتبطة بالطريقة لمعرفة ما حدث به بالضبط.

_ ماذا عن محجر الخوي؟

محجر الخوي من المحاجر المهمة التي لم ترجع منها ماشية رغم أنه يعمل بكفاءة عالية, الا اننا حتى الآن في طريقنا الى اهتمامنا به أكثر ليكون بمواصفات تليق بالمرحلة القادمة,  وتحدثنا مع بعض الشركات بأن يكون به مَسلخٌ، مُهتمون بالمحجر, ولكن تنقصه بعض الأشياء والمُتطلبات.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى