رحل قبل أيام قلائل ..عادل بمبة.. مساء الأحزان يا أمير!!

(دو)

في العام 2012م، سافرت إلى مدينة شندي.. وهي مدينة تقع بشمال السودان.. سافرنا لتلك المدينة الساحرة بغرض التوثيق للأستاذ الفنان الطيب عبد الله لبرنامج (سكة وتر) الذي كان يبث عبر قناة الشروق الفضائية، قضينا في مدينة شندي قرابة الأسبوع في البحث والتقصي عن سيرة ومسيرة الفنان الطيب عبد الله، زرنا العديد من الأماكن، وقابلنا العديد من الشخصيات، منهم من تناسته الذاكرة وأسقطته، ومنهم من بقي حيًّا في مقدمة الذهن.

(ري)

ولعلي هنا أتوقّف تحديداً عند الأستاذ الراحل (عادل علي) الشهير (بعادل بمبة).. فهو تقريباً الوحيد الذي لم تُمارس معه ذاكرتي فعل الإسقاط والنسيان، فهو شابٌ حيويٌّ ومثقفٌ ثقافَة عالية جداً ومتحدث لبق, يحفظ معظم تواريخ شندي وما جاورها، ويعتبر مرجعًا مهمًّا لا يُمكن تجاوزه، وبغير ذلك فهو إنسانٌ شهمٌ وفي مُنتهى الكرم.. ولعل عادل إبراهيم بمبة يمثل وجهًا مشرقًا لمدينة شندي.

(مي)

الأخ الراحل عادل بمبة.. فهو بغير صفاته تلك التي ذكرنا جزءًا يسيرًا منها، فهو كذلك ابن الشاعر الكبير (علي إبراهيم خليل) شاعر وملحن أغنية (مساء الخير يا الأمير) التي صدح بها المطرب الكبير عبد العزيز محمد داؤود، وحينما كنا في شندي تحديداً أشار لي الأخ عادل إبراهيم على غرفة أصبحت شبه مُتهالكة، وقال لي بالحرف الواحد (أغنية مساء الخير يا الأمير اتلحنت واتغنت في هذه الغرفة)، والذي اعترف به تمامًا أن حاستي الصحفية وقتها لم تكن بذات الاهتمام الحالي بالتوثيق والبحث، فمن المفترض أن أقوم بتصوير الغرفة والتوثيق للشاعر الكبير (علي إبراهيم خليل) صاحب الروائع والتاريخ الثر والحافل والمُثير.. له الرحمة والمغفرة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى