ياسر زين العابدين – المحامي يكتب..  الله غالب!!!

بينما يذرع الحوش جيئة وذهاباً سأل نفسه فجأة…

لماذا قدم أكثر من 270 شهيداً أرواحهم

مهراً لثورة ديسمبر المجيدة…

السؤال بعد أكثر من عامين ونصف ما هو الحصاد…

هل تحقّقت شعارات الثورة ومبتغى

الشهداء والثوار…

الإجابة لا تحتاج لعناء كثير…

تفاقمت أزمة الاقتصاد ولا نتوقّع البتة

تعافيه…

السلع الاستهلاكية أسعارها في زيادة مُضطردة…

بلا رقيب ولا وجيع ونسمع سنعبر… نسأل متى سننتصر…

مشروع سلعتي فاشل ما حل أزمة استحكمت حلقاتها…

أما برنامج ثمرات فهو قمة المهانة والإهانة للشعب…

وعود… ومطالبة بالصبر والصبر ما أعقبه (الحلو)…

الشعب لا يأكل منها بل تهمه معدته الخاوية…

يخرج الناس من بيوتهم صباحاً خماصاً ويعودون مساءً بذات الحال…

ما ينسحب على ذلك من آثار كارثية…

والوزراء يركبون عرباتهم الفارهة…

يُشاهدون المُعاناة بكل لحظة…

بطالة الأخص بشريحة الشباب…

ارتفع معدل الفقر بنسبة ٧٠%…

غياب الأمن والموت ينتشر بالشوارع..

كلما نظرنا حوالينا الوضع لا يسر…

البلاد اقتربت من شفير الهاوية…

يحاولون إبقاء السفينة طافية…

بخطة مبهمة وغباش كثيف…

ولا يمكن العبور بالبناء على المجهول…

حلولهم لن تفضي لنتيجة ايجابية…

تنامت معدلات السرقة والنهب…

وتعاطي المخدرات وارتفاع الحالات النفسية…

تفاقمت المشاكل الأمنية والسياسية…

ومشكلة الشرق مستعصية تستحكم

حلقاتها بكل لحظة…

كل شئ يمضي نحو النهاية…

وهو يذرع الحوش جيئةً وذهاباً…

جالت بخاطره ليال حالكات مضين…

وأخريات أكثر ظلمة قادمات…

والنيل الذي فاض وابتلع شهداء فض

الاعتصام بفعل بعضهم…

بتآمر ونفاق بعضهم وغدر بعضهم…

ولجنة أديب ما زالت تراوح المكان…

والنيل  فاض وانحنى… وهو…

بقمة انعدام الحيلة والضياع والندم…

والشهداء بدا أسف كسيف بمحياهم…

وبعيونهم سؤال… ألهذا ضحّينا بالروح

ومَن حصد الثمار…

ومَن باع ومن اشترى بثمن بخس…

مَن الذي استعجل الحلول…

مَن وقّع الوثيقة المعدلة ولماذا…

مَن الذي وقع على فض الاعتصام…

ونغني لك يا وطني كما غنى حِمّيد…

يفيض النيل نحيض نحنا…

يظل حال البلد واقف تقع محنة…

ولا النيل القديم ياهو… ولا يانا…

نعاين في الجروف تنهد… ولا يانا…

رقاب تمر الجدود تنقص… ولا يانا…

متين إيد الغبش تتمد ولا قدام…

تتش عين الضلام بالضوء تفرهد شتلة لا هدام…

ولا فيضاً يفوت الحد…

عقب يا نيل تكون ياكا ونكون أهل البلد بالجد…

لكأنه يستلهم المستقبل فالوصف

يستغرق اللحظة والتو…

خروج:

من أهل البلد بالجد…

الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم إيماناً

بوطن لا (يتشالبه) الانتهازيون…

أم الذين ينعمون بالكرسي الوثير…

مَن الخاسر ومَن الرابح والوطن يتمدّد

على فراش الموت…

السؤال اجابته لا تحتاج لكثير تفكير…

فكل الأحداث تومئ بالإجابة ولك الله

يا وطن…

(الله غالب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى