محمد على التوم يكتب : خطر الرصاص في بيوت الأعراس..!!

 

× عملية إطلاق الرصاص في بيوت الأعراس ابتهاجاً وإعلاناً وتفاخراً كادت أن تتجاوز حد العادة وتصبح من الضروريات والمكملات للحفلات بالرغم من خطورتها, وقد حدثت جراء ذلك أخطاءٌ أدت أحياناً لإصابات وإزهاق أرواح بريئة قلبت الفرح لمأتم, الشيء الذي دعا السلطات لحظرها ومنعها, إلا أنك لا تكاد تجد حفلاً بالأحياء يقام إلا ودوّي الرصاص شاهد عليه, خُصُوصاً أثناء الغناء, بل إن الأغاني الحماسية والرصاص يدوي على إثرها كأنه ميدان معركة حامية الوطيس, وليس احتفالاً بالعروس والعريس..!!

× معلوم تاريخياً وحديثاً عن الطبع السوداني إنه مجبولٌ على حب الفروسية والإقدام والبسالة, ويجري ذلك في عروقه مجرى الدم, وبذا كانت مناسبات الأفراح قديماً وما كان يسمى بيت العرس وبيت اللعبة تزخر بالفروسية والحماس, ففي دار جعل هنالك “البطان” بالسياط.. وفي حفلات أخرى قد يحدث بين الشباب المتحمسين اذا ما استبد بهم الطرب شجار ودواس, وعراك, وآخرون منهم متخصصون بفنونهم في “فرتيق الحفلات”..!!

× وكما هو معلومٌ, فإن حفل الزواج يبدأ بإجراءات العقد وما يتطلبه من إشهار بصوت عالٍ, فيطلق الرجال عقب العقد التهليلات والتكبيرات, ويزغردن النساء حينما يسمعن صيحات الرجال, بل إن من الرجال من يملك منهم صوتاً جهورياً يطلق صوتاً عالياً “معلوماً” إعلاناً وابتهاجاً وإعلاماً بأن العقد قد تم..!!

× وأخيراً وفي زماننا هذا “جابت ليها رصاص”.. نسمع احياناً عن أحداث مؤسفة تقع بالخطأ نتيجة هذه الحماسة لاستخدام طائش, كم زُهقت جراءه أرواح وأصاب من أصاب.

× من الأحداث الغريبة المُحزنة أن أحد الطلقات الطائشة من بيت فرح في أحد أحياء الإسكانات بأم درمان أصابت طفلاً في حي آخر قريب من رأسه فأردته قتيلاً..!!

× وأذكر في أحد الأيام دعاني أحد الجيران لمنزله بالحارة الأولى مدينة الثورة أم درمان لأشاهد ثقباً في سقف برندة معروش بالزنك بمنزله لطلقة طائشة جاءت من بعيد, والمُدهش أن الطلقة سقطت على سرير بالبرندة كانت ترقد عليه زوجته التي تحرّكت قبل سقوط الطلقة بعدة دقائق, فكتب الله لها النجاة من موت محقق أو إصابة خطيرة..!!

× والحكايات المؤسفة متعددة.. لقد استشرت هذه العادة وكادت كما أسلفنا ان تدرج كإحدى ضروريات حفلات الأفراح والزواج بشكل خاص, وأصبحت مكافحتها عسيرة خصوصاً إذا كان أصحاب الحفل أو من يرعاه أحد النافذين أو من أصحاب الجاه والصولجان..!!

× لا ندري إن كان تصديق الاحتفالات ما زال ساري المفعول في السلطات المحلية أم لا والذي يحدد ساعات الحفل فإذا كان الأمر كذلك, فلماذا لا يوقع الذي يطلب الإذن بالتصريح على تعهد مشروط بشرط جزائي لمنع استخدام السلاح والطلق الناري والرصاص..؟!

× لاحظت أن هذه العادة لا تسري في المُناسبات التي تُقام بصالات الأفراح, بالتالي فإن ذلك يقود إلى عدم أهميتها ما دام الذين يؤمون الحفلات يلتزمون بضوابط السلامة.

× إنّ “البطان” والشجار والحماس مقدورٌ عليه إن خلا الحفل من الرصاص, فالرصاص هو الذي له سوابق في إحالة الأفراح إلى ما لا يُحمد عقباه ويبقى الفرح أحلى بدون رصاص..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى