ياسر زين العابدين المحامي يكتب : لا عزاء للأغبياء

المَشاهد تستدعي الذاكرة…

فالتكرار يعلم الحمار برغم غبائه…

ولا عزاء للأغبياء إن لم يفهموا…

سنبكي على أطلال… على أحداث قد

تتكرّر فصولها…

الرواية وأصل الحكاية دائماً…

عندما تنتصر الثورة تستلم الأحزاب

دفة القيادة…

فتزداد المعاناة وتتأزّم الحياة…

تنعدم الأساسيات بصورة مُريعة…

ينعدم الدواء تزداد مشاكل الكهرباء…

تختلف الأحزاب ويستعر أوار خلافها..

يستأثر البعض بالسُّلطة ويبعد البعض

عنها…

يستمر سُوء الإدارة… يتنامى الفشل…

بمُحاصصة ومدافعة فيقسم المقسم…

ويحنث البعض بالقسم…

يدب اليأس في قلوب الثوار…

ويتسرّب الوهن والخوف…

هو المشهد بكل تفاصيله الآن…

الأحزاب فشلت فشلاً ذريعاً.. استمرّت بذات النهج…

وُأدت الديمقراطية بمهدها عمداً…

لم يستوعبوا الدرس…

لم تتغيّر الإدارة.. القيادة.. الفكرة…

ولا البرامج.. التأهيل.. الكوادر…

الخطط.. المشاريع.. آليات التنفيذ…

همّهم الكرسي الذي يشع برقاً وسناً

ووهج السلطة وحبها…

المُمارسات ذاتها… يخلق من الشبه أربعين…

لن يتغيّروا للأفضل أبداً…

سيتغيّرون للأسوأ بسُرعة الضوء…

فتتسرّب السلطة من بين أيديهم بهُدوءٍ…

يهيمنون عليها باسم الثورة..

باسم شعاراتها الحرية والسلام والعدالة…

لا يبتغون تحولاً نحو الديمقراطية لأنها تفرز واقعا حقيقيا…

يخشون واقعا جديدا يقلب المعادلة…

يقلب الطاولة رأساً على عقب…

يقود لفرص ومساحات جديدة…

لنهايات لا يرغبونها ويخشونها….

تتجاوز ماضيا.. ترسم حاضرا.. تعض

بالنواجذ عليه…

تعزف لحنا يجامعنا برباط شرعي

موثق…

فيولد وطنا لا يقبل النفاق…

لا يرضى بالخديعة والتآمر والشقاق…

شامخ عاتي.. ديمقراطي.. كما نرغب ونشتهي…

وطنا جديدا بصورة لائقة..

يحكمه القابضون على جمر القضية…

مؤمنون بعدالة المطالب وروح الثورة

وعمق الحب…

الأحزاب تكذب كما تتنفس…

تنسى شعارات طالما هتف بها الثوار أملاً بالوصول…

تترحم على الشهداء تبكيهم بدموع

التماسيح..

تتمنى عودة المفقودين وعاجل الشفاء للجرحى…

وبالغرف المغلقة توقع فتخالف.. تشاتر

.. تنافق…

مما لا ريب فيه…

لا يمكنك تكرار ذات التجربة ثم تنتظر

نتائج مُغايرة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى