عبد الله  مسار يكتب: الحروب بالوكالة

 

قيل إن أجيال الحروب أربعة هي:

١/ القتال بالسلاح الأبيض وهي حروب الفرسان.

٢/ القتال بالأسلحة النارية وفيها قال مصمم المسدس الأمريكي كولت الآن يتساوى الشجاع والجبان.

٣/ القتال والإبادة بالسلاح النووي والأسلحة الذكية وهي حربٌ ينتصر فيها الأكثر جبناً لأنه يستعمل سلاحاً لا شجاعة فيه.

٤/ أن تترك العدو يحارب نفسه بنفسه باستخدام الطابور الخامس، وهي حرب الجونة والجواسيس وزرع المخابرات وتتم باستثمار الصراعات الفكرية والدينية والقبلية والمناطقية وتأجيج الحروب داخل الدولة الواحدة بخلق الفتن داخل الدولة أو المنطقة أو الإقليم.

قال المفكر الفرنسي روجية غارودي عن الجيل الرابع من الحروب الآن يقاتل الغرب بالتكلفة الصفرية.

فالعدو يقتل نفسه والعدو يدفع ثمن السلاح والعدو يطلب تدخل الغرب ولا يقبل التكلفة الصفرية, تعني أن الغرب لا يخسر شيئاً في الحرب.

لمواجهة الجيل الرابع من الحروب، لا بد من وعي الشعوب بذلك وخاصة الوعي الفكري, إذ تعتمد حروب الجيل الرابع على خلق دولة فاشلة وهذا يتم عبر الآتي:

١/ خلق صراعات أيديولوجية مثل الصراعات الطائفية أو المذهبية أو الدينية أو الجهوية أو المناطقية أو صراعات الهامش والمركز أو النزاعات القبلية حتى صراعات الحدود والموارد.

٢/ عزل منطقة ما في الدولة المراد تدميرها بحيث لا تكون خاضعةً لسلطة وسيطرة الدولة.

٣/ إنشاء جيش أو جيوش من أبناء تلك الدولة ليكونوا أداة قتل دون رحمة أو تفكير وهو جيشٌ عميلٌ يكون بديلاً عن جيوش دولة الاحتلال.

٤/ استخدام شعارات الاستعمار الحديث كحقوق الإنسان أو الإرهاب أو الكبت وعدم الحريات أو أي وسائل أخرى تُستعمل لتستغل في فرض عقوبات على السلطة الحاكمة في بلدٍ ما عبر المجتمع الدولي ومؤسسات الظلم العالمية.

٥/ استخدام الأطفال والشباب الأمي أو المتعلم الجاهل عديم الوعي والثقافة والزج بهم في القتال, حتى ينشأ جيل مشبع بروح القتل والتدمير والحقد والانتقام, وليس لديه أدنى اهتمام بثقافة البناء والتعمير والمنظور الوطني.

٦/ توفير كافة الوسائل الكفيلة بنشر وتسهيل الفساد الأخلاقي والانحلال الاجتماعي من خلال المسكرات الرخيصة والمخدرات وإباحة الجنس وتشجيعه بمنع الدولة عمل قوانين تضبط سلوك المجتمع, بل تمنع الدين وتدعو الى التفسخ والانحلال مع التركيز على رذيل قضايا النوع كالمثلية. وجعل وسائط التواصل الاجتماعي بدائل فعلية للتربية الأسرية, بحيث لا يهاب الأبناء ذويهم بقدر مهابتهم للناس الذين يتواصلون معهم عبر الأجهزة الذكية ويمتثلون لرغباتهم  وأوامرهم الى درجة مخالفة آبائهم وأمهاتهم حتى يصلوا مرحلة الانتحار.

وبهذه الكيفية تخلق الدولة الفاشلة التي يسهل السيطرة عليها وإخضاعها لأي قرار تريده دولة  الاحتلال من تلك الدولة الفاشلة, والأدلة على ذلك كثيرة, والسودان نفسه دخل في ذلك ودار في فلك دول الاحتلال وما زال حبل الاحتلال في رقبته.

إن الحرب بالوكالة أكثر الحروب إبادة للبشرية وسرقة موارد الدول الضعيفة أو التي استضعفت بنهب ثرواتها  والعراق أحد الأدلة وغيره في العالم الكثير.

حرب الجيل الرابع دمرت كل شعوب العالم الثالث لصالح دول الغرب, وجعلت إنسان تلك الدول يعيش على حساب الدول المستضعفة.

على العموم, الأمر الآن مستحكم ويقبض بتلابيب شعوب العالم الفقيرة، ولكن قطعاً لا يمكن أن يستمر هكذا، وأعتقد ان الله سيُسلِّط عليهم من داخلهم ما يخرب بيوتهم كما أخرج سيدنا موسى عليه السلام من بيت فرعون.

أعتقد ذلك قريب…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى