كلام في الفن.. كلام في الفن

حنان النيل:
نحتاج لحنان النيل لنغسل ثوب الغناء من الأدران التي لحقت به.. نحتاجها جداً لأن تقول كلمتها ولا تمضي.. ونتمنى أن تعود من عزلتها.. ورغم احترامنا لرغبتها في الابتعاد عن الغناء وفلسفتها في ذلك.. ولكني لا اتفق معها في رؤيتها للابتعاد والاعتزال.. لأن في غيابها انتشرت (القوارض) وأصبحت الساحة الغنائية مرتعاً خصباً لضعيفات الموهبة والقيمة.
حافظ عبد الرحمن:
حافظ عبد الرحمن.. اسم ينتمي للجمال المُطلق، استطاع أن يلامس وجدان كل السودانيين بمعزوفاته ذات البُعد العميق.. ظل حافظ جزءا من وجداننا السماعي بمقطوعات مثل الأيام الخالدة والشموع وحتى نلتقي وغيرها من منحوتاته الموسيقية.. والمكانة الرفيعة التي يحتلها حافظ في قلوبنا تكوّنت له لأنه كان مثابراً وخلاقاً ومختلفاً عن السائد وصاحب نمط جديد يتّسم بالتجريب.
عاطف خيري:
مثل عاطف خيري لحظة ظهوره حالة شعرية بالغة التعقيد.. ووصفت بأنها أقرب للجنون واستطاع سريعاً أن يُكرِّس لصوته الشعري كشاب مُختلف له قُدرات مُدهشة على لفت الانتباه بلغته التي يستخدمها.. ورغم حداثة تجربته ولكنه أصبح مدرسة شعرية في كتابة الشعر الحداثي الذي يغرق في الفلسفة ولكن بلغة الناس اليومية.
عبد الكريم الكابلي:
خاطب الكابلي في غنائه، العديد من جوانب الحياة التي تتصل في خصوصيتها بالسودان وفي عموميتها بالمبادئ الإنسانية الخيِّرة.. غنّى لأهمية نهضة المرأة وللأطفال الذين يُقتلون في مناطق عديدة من هذا العالم وغنّى لمناوأة الحروب وأسلحة الدمار ولمواجهة نفاق السياسة وسماسرتها كما غنى لأهمية الحفاظ على البيئة وكان وما زال الغالب على غنائه الغناء للحب والجمال.
أغنية الملهمة:
أغنية الملهمة قدمها التاج مصطفى في حفل غنائي بحدائق الإذاعة القديمة عام 1948م أحدثت ثورة في عالم الأغنية السودانية ونقلتها من حيِّز الحقيبة الضيِّق إلى آفاق أرحب وتُعتبر (الملهمة) من الدرر الغوالي في سفر الأغنية السودانية.. وهي مؤشر على العبقرية الموسيقية التي كان يتمتّع بها الفنان الراحل التاج مصطفى.. هذا الفنان الدارس والمتعلم والمثقف.
عقد الجلاد:
أصبحت لا أندهش كثيراً حينما أتابع أي حفل جماهيري لفرقة عقد الجلاد.. لأنها وببساطة أكدت وبما لا يدع مجال للشك بأنها ستظل الأولى في كل تكويناتها وتفاصيلها.. لأن ما شاهدته في نادي الضباط قبل أيام أكّد لي وللجميع أن عقد الجلاد تجاوزت كل المحن وأصبحت أكثر جمالاً وصفاءً.. كما أن جمهورها يلتصق بها ويلتف حولها كالشمعة التي يُريد حمايتها من الأعاصير والرياح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى