حميدتي: “نحن من منحناهم القوة”.. طفح الكيل و”الرهيفة تنقد”

كشف عن تقدمه باستقالته ثلاث مرات

الخرطوم- الصيحة

انتقد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الترويج بأن العسكريين يريدون الانقلاب على السلطة، وقال إن الانقلاب يستهدف العسكريين، ووصف الحديث عن دعم السيولة الأمنية لتسهيل الانقلاب بأنه “نفاق”.

وأعلن حميدتي خلال تقديمه واجب العزاء في نجل القيادي بقبيلة البطاحين عبد الله البلال اليوم السبت، عن تكريم والد القتيل بالقصر الجمهوري، وشكره على العفو عن قاتل ابنه، وعدد مآثر العفو عند المقدرة.

ونفى حميدتي خلال حديثه، أن يكون مسعى العسكريين الانقلاب على السلطة عبر السيولة الأمنية، وقال “الناس ديل بقولوا إنو العسكريين بدعموا السيولة الأمنية عشان تسهل ليهم الانقلابات، دا كلام ما صحيح.. ياخي دا نفاق”.

وأضاف أن هنالك ترويجاً بأنهم يسعون لعمل انقلاب، وتابع “الانقلاب مستهدفنا نحنا ديل.. هم بمشوا السجون لكن نحن بنمشي المقابر.. يا وديناهم المقابر يا ودونا المقابر مافي غير دا في الانقلابات”. وشدد على أن المحاولة الانقلابية فجر الثلاثاء الماضي كانت مكتملة الأركان، وأشار إلى أن الترويج بوقوف العسكريين وراءها محاولة لاستعطاف الشعب السوداني والمجتمع الدولي.

وانتقد الحديث عن أن العسكريين خصموا من الرصيد السياسي للمدنيين في السلطة، وأقسم بأنه لن يجلس معهم في اجتماع إلا بالوفاق، وقال “قالوا نحن خصمنا من رصيدهم السياسي.. إنت القوة لقيتها من وين؟.. القوة دي ما أديناك ليها نحنا ديل.. نحن من منحناهم القوة.. لكن أثبتنا أننا غفرا”. وتساءل “معقول إنت زول حاميه يجي يقول ليك نحن خصمنا من رصيده السياسي، يعني نحن نكرة؟، والله تاني ما نقعد معاه في تربيزة واحدة تاني.. إلا بالوفاق”، وأضاف “في وفاق نقعد معاه ما مشكلة من عفا وأصلح فأجره على الله، لكن مافي وفاق والله تاني في تربيزة واحدة ما نقعد والتبقى تبقى.. والتمطر حصى بدل مطر الليلة قبل بكرة”.

وأكد حميدتي، أنهم تحملوا الكثير في سبيل الإصلاح، وقال “ياخي نحن مصارينا دي اتهردت صبرنا قلنا بتتصلح.. صبرنا.. صبرنا.. نصبر لي متين؟ ما نقول كلمة الحق يا جماعة؟”.

وشدد على أنهم عاهدوا الله من أول يوم بأن يوصلوا الشعب السوداني للديمقراطية، لأن الحكومات العسكرية لم تأتِ بنتيجة للسودان وأسهمت في تعطيل التنمية.

وأشار إلى أنه لا يمكن توزيع الاتهام بالفلول على الجميع، وقال: “محل تهبش يقول ليك ديل فلول، إدارات أهلية، طرق صوفية، أحزاب سياسية.. كله فلول.. طيب إنت داير تحكم منو؟”. ونوه إلى أن الإدارات الأهلية منذ القدم “بتركب مع أي سرج.. جا برهان جا حمدوك بمشوا أمورهم.. تبع الموجة”، وانتقد إطلاق الاتهامات واستهداف الجميع، وأضاف “بتحكم منو إنت؟”.

وحث حميدتي، السودانيين على حراسة الثورة، وقال “والله نحن ذاتنا ما بنتحمل بعد دا”. وأضاف أنه واجه الجميع بأنه لا يمكن التهديد بالشارع، وتابع “قلنا ليهم قبل كدا في التربيزة وكلهم موجودين ما بتهددونا بالشارع.. نحن عندنا شارع.. الجيش دا خلوه الجيش دا حقهم هم.. بعد دا نحن الشارع ما بتهددونا بيه، طلعوا شارع نحن نطلع الشارع.. تاني لعب مافي.. تاني ما بنرجع لي وراء”، وقال “نحنا عشان لبسنا الكاكي ما بشر؟ ولا مقطوعين من شجرة؟ ولا ما عندنا أهل؟ ولا ما سودانيين؟ كدي بعد دا نشوف الكلام دا.. بعد دا ما نلبس كاكي بنجيكم بي جلابية وقميص كت ونباري الناس ديل.. نخلي الكاكي دا العساكر كتار غيرنا”، وأضاف “يا أخوانا الكلام دا عيب والحل واحد هو الوفاق”.

وأشار إلى أن كل الانتقادات التي وُجهت للعسكريين بسبب طلب الوفاق، وقال “أكدنا على عدم عودة المؤتمر الوطني بالمشاركة في الحكومة الانتقالية والانتخابات المقبلة”. وأضاف “لكن ما ذنب الأحزاب الأخرى”.

وأقر أن البلاد تمضي للخلف، وقال “البلد ما ماشة لي قدام.. مافي زول بهددنا بالمجتمع الدولي، والمجتمع الدولي عندنا معاه كلام”، وطالب المجتمع الدولي بتوضيحات في حال كان داعماً لأحزاب معينة أم أنه داعم للشعب السوداني.

وذكر أنهم طالبوا قبل عام بالتواضع على قوانين تمنع “التروس” وإغلاق الطرق تعبيراً عن الاحتجاج، وقال “لا فرق بين إغلاق شارع الستين والعقبة”. وأشار إلى تسليمهم وزارة العدل قانوناً يمنع إغلاق الطرق في الاحتجاجات، وقال “هذه سُنة سنوها هم.. نحنا ما سنيناها”، وأوضح أن القانون ينظم حق التظاهر، وأضاف “الديمقراطية ما فوضى”، وأضاف “أوضحنا أن القانون يمكن نسخه من الدول الأوروبية وأمريكا لتنظيم التظاهرات”. وتابع “الفوضى كترت ومافي زول بحاسب زول.. الناس تنبز في البرهان وحميدتي وغيره.. طلبنا ينبزوا بالقانون.. فعلاً طفح الكيل مية مية”.
وأكد حميدتي أن البلاد بأوضاعها الحالية لن تجلب الاستثمارات، وقال “مافي زول بجيب حقو في دولة ما فيها قانون”، وأشار إلى أنه يمكن الرجوع لتسجيلات الإجتماعات التي طُرحت فيها هذه القوانين ونشرها للشعب السوداني، وأضاف “قفل شارع الستين زي قفل العقبة.. هنالك مرضى.. التروس ما عندها قيمة ولا تعبر عن وجه حضاري.. ويجب إيصال الاحتجاج بالصوت دون تخريب أو إغلاق الطرق”.
وذكر دقلو أن توجيه النصح وقول الحق وجه إليهم مدافع كثيرة، وقال “لن نصمت.. الساكت عن الحق شيطان أخرس”، ونوه إلى أن دورهم تشريفي بحسب الوثيقة الدستورية الحاكمة للمرحلة الانتقالية.
وقال “تشاورنا مع رئيس الوزراء في مبادرته وأيدناها شريطة أن تجمع كل الناس”. وأضاف “المبادرة ليست جلابية مفصلة على خمسة أحزاب، المبادرة يجب أن تشمل كل الناس”، وأكد أنه لن يصمت، وأضاف “ما بنسكت تاني والله ما بنسكت والوضع دا لا يحتمل.. الحياة لا تطاق في السودان، أحسن نقدم استقالاتنا”. وكشف أنه تقدم باستقالته من قبل، وقال ” أنا أقدم استقالتي من ثلاث جهات ليست بينها القوات، قدمتها من قبل وكتير من الناس قعدوا في جودياتها لكن يا ريت لو قدّمتها بشكل نهائي بدل زول يشارك لي في شي كل يوم ماشي لي تحت.. الوضع ما ماشي.. ومن قواتنا زول بقدر يشيلنا مافي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى