تفاصيل جلسة في قضية خط هيثرو

الخرطوم- محمد موسى

كشف وزير المعادن الأسبق في العهد البائد كمال عبد اللطيف للمحكمة، عدم امتلاك بنك السودان المركزي لأي أسهم في شركة الخطوط الجوية السودانية بعد توقيع اتفاقية السلام في العام 2005م.

ويواجه (عبد اللطيف) ومدير شركة الفيحاء القابضة العبيد فضل المولى، اتهاماً بالتسبب في فقدان البلاد زمن الإقلاع والهبوط بمطار هيثرو الدولي المملوك لشركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير).

اتفاقية السلام 2005م

وقال المتهم الثاني كمال عبد اللطيف للمحكمة الخاصة المنعقدة بمعهد تدريب العلوم القضائية بأركويت شرق العاصمة الخرطوم، خلال مواصلة استجوابه في القضية، إن بنك السودان لم يكن مالكاً لأي أسهم بشركة سودانير، وذلك بحسب ما نصت عليه الفقرة (3) من الاتفاقية الموقعة بين حكومة السودان وشركتي عارف والفيحاء، الذي جاء فيها بأن حكومة السودان ومؤسسة التنمية الاجتماعية هما المالكان لشركة سودانير التي تبلغ أسهمها (1000) سهم ، مبرراً ذلك الى انه وحسب المنشور الجمهوري لحكومة السودان بأن البنك المركزي بات من الأجهزة التي تتبع لرئاسة الجمهورية  حسب اتفاقية السلام (2005م)، وأكد عبد اللطيف للمحكمة سداد شركتي (عارف والفيحاء) لحكومة السودان مبلغ (40) مليون دولار أمريكي مقابل تملكهما أسهم بسودانير، موضحاً بأن شركة عارف سددت مبلغ (28) مليون دولار مقابل تملكها (49%) من اسهم سودانير، بينما سددت الفيحاء مبلغ (12) مليون دولار مقابل تملكها (21%) من اسهم سودانير، وفي خواتيم إفاداته للمحكمة قال المتهم الثاني وزير المعادن الاسبق كمال عبد اللطيف للمحكمة إنه لم يراوده اي شعور بأن المحكمة تمثل عدواً له – شاكراً لها سعة صدرها خلال استغراقها يومين كاملين لاستجوابه على ذمة القضية، في وقت اكد فيه قاضي المحكمة ان اسئلته التي وجهها للمتهم الثاني (عبد اللطيف) ليس الغرض منها تجريمه – وانما لتوضيح الحقائق حتى تصل المحكمة للقرار العادل، كما انها تسوغها بها لتبرئته إذا لم تجد له (فرقة) حتى لا تغفل المحكمة اي جانب للمراجعة في درجات المحكمة العليا.

استجواب العبيد

واستجوبت المحكمة ايضاً المتهم الثالث في القضية مدير شركة الفيحاء القابضة العبيد فضل المولى محمد، على ذمة اتهامه في القضية، حيث كشف  لدى  استجوابه، بأنه وفي 19 فبراير للعام 2006م تم تسجيل شركة الفيحاء القابضة لدى مسجل عام الشركات السوداني للعمل في مجالات النقل والبترول والثروة الحيوانية والخدمات الطبية والاستثمار وإنشاء الشركات الهندسية ومجالات اخرى متعددة، لافتاً إلى ان الفيحاء تملكها شركة كويتية تدعى (شركة وثبة) وتملك نسبة 99% من اسهم الفيحاء ، بالإضافة إلى امتلاك رجل الأعمال الكويتي الشيخ سعد عبد العزيز الوزان لـ(1%) من أسمهما، موضحاً بأنه وبتاريخ 3 اغسطس للعام 2007، تم تعديل مالكي شركة الفيحاء القابضة إلى عارف الكويتية للاستثمار بنسبة (55%) من الأسهم، وعارف الأهلية التجارية بنسبة (44%) ، ولرجل الأعمال الكويتي فراس فهد أحمد (1%) من الأسهم ، ونفى العبيد للمحكمة بأن تأسيس شركة الفيحاء القابضة للدخول كشريك في سودانير- وانما كان ذلك أحد نشاطاتها، نافياً كذلك في استجوابه للمحكمة تذكره ان كان لحظة تحويل أسهم شركة الفيحاء القابضة من شركة (وثبة والشيخ الوزان) لعارف كان مديرها العام أم لا بحد تعبيره، ونبه المتهم الثالث العبيد فضل المولى في استجوابه للمحكمة بأن المرحوم الشريف احمد بدر، كان مشرفاً على استثمارات شركة عارف الكويتية بالبلاد.

 

استثمارات بـ(5) قطاعات

وأوضح العبيد للمحكمة بأن علاقته بشركة عارف الكويتية بدأت إبان زيارة رئيس مجلس اداراتها كويتي الجنسية لشركة دانفوديو، ووقتها كان يشغل منصب مديرها العام في العام 2001م، مبيناً بأنه ووقتها أبدى له رئيس مجلس إدارة عارف (نيته) للاستثمار في (5) قطاعات رئيسية في البلاد وهي (النقل والمصارف والنفط والثروة الحيوانية والعقارات)، مبينًا بأن عارف وقتها اختارت دانفوديو كشركة محلية ودخلت معها في استثمارات، كما قامت باختيار الأراضي التي تقع كوبري الفتيحاب بأم درمان وقامت بتصميم وتخطيط الأعمال الترابية فيها لإنشاء حي المال والأعمال، بالإضافة إلى شرائها حصة شركة دانفوديو بهجليج البالغة (76%) من أسهمها، بجانب شرائها الشركة السودانية للنقل النهري، نافياً للمحكمة امتلاك شركة الفيحاء القابضة لأي خبرات في مجال الطيران، مؤكداً بأن شركة الفيحاء القابضة غير مملوكة لشركة (عارف) – وانما تملك (ذمة) مالية منفصلة ولديها حساب بنكي ببنك المال المتحد، يديره هو والمدير المالي للشركة وآخر محاسب، كما نفى العبيد للمحكمة امتلاك الفيحاء لأي إشراف مباشر على استثمارات عارف الكويتية بالبلاد.

 

سداد الفيحاء للمالية

وكشف المتهم الثالث العبيد للمحكمة، بأنه قد تعرف بالمتهم الثاني كمال عبد اللطيف خلال جلسات التفاوض ممثلاً لشركة الفيحاء القابضة للدخول كشريك في سودانير وذلك إبان عمل كمال عبد اللطيف رئيساً لمجلس ادارة شركة سودانير في العام 2006م ، مؤكداً للمحكمة بأنه اخطر مالك  شركة الفيحاء الشيخ الوزان بان سودانير من ضمن الشركات الحكومية معروضة للخصخصة ، ونفى العبيد للمحكمة في استجوابه متابعته أو وجود اي علاقة له بحسابات شركة عارف الكويتية ببنك المال المتحد، لافتاً إلى أن شركة الفيحاء القابضة قامت بشراء (21%) من اسهم سودانير بما يعادل (210) أسهم منفصلا لوحدها بعيداً عن شركة عارف الكويتية بمبلغ (24.1150) مليون دولار أمريكي، مؤكداً للمحكمة بأنه وقع على مستند اتهام (12) وهو عقد دخول شركتي عارف والفيحاء بسودانير بمقابل (40) مليون دولار، سدّدت الفيحاء نصيبها البالغ (12) مليون دولار امريكي لوزارة المالية عبر تحويلها بواسطة مالك الفيحاء الشيخ الوزان بتاريخ 12 يوليو 2007م، مؤكداً للمحكمة بأنه سمع من وزير المالية الأسبق المرحوم الزبير احمد الحسن (بأنهم دايرين 30 % من اسهم سودانير لحكومة البلاد)، ولم يتم طرح مقترح امتلاك الحكومة تلك النسبة، نافياً كذلك للمحكمة امتلاك شركة عارف الكويتية نسبة (70%) من أسهم سُودانير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى