شاكر رابح يكتب: ظواهر غريبة

ظاهرة جديدة تجتاح مجتمعنا السوداني الذي ظلّ إلى وقت قريب يصفه الجميع بأنه محافظٌ على القيم والموروثات الأصيلة السمحة، وهناك همسٌ في أواسط المجتمع خاصة في العاصمة الخرطوم والمدن الكبرى بأن هناك بدعة جديدة من بدع الزمان تسمى «المساكنة»، ومفهوم المساكنة ان يعيش رجل وامرأة في سكن واحد ويعيشان حياة زوجية كاملة دون عقد زواج رسمي، إنما يكون باتفاق بين المتساكنين وينفق الاثنان معاً على تكاليف المعيشة أو إحداهما، وتعرف أيضاً بالمُعاشرة أو التعايش، صحيح قد لا يعرف كثير من السودانيين هذا المُصطلح وهي ثقافة غربية وافدة! ومن يشاهد ويتابع الأفلام الغربية بالتأكيد يلاحظ وجود شخصين يتشاركان السكن دون عقد زواج رسمي.

المساكنة موجوده وبكثرة في أوساط المثقفين وطلاب الجامعات والأجانب لكنها بعيداً عن أعين الأسر والقانون، طبعًا بلا شك أن القانون الجنائي السوداني يحرم ذلك ويعتبره زنا أو اختلاء .

في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عمومًا رغم أن الدول والمنظمات يقيمون دورات تدريبية تعليمية واستشارات للمتساكنين، إلا أنّ نسبة الانفصال كبيرة بينهم، رغم أنّ الأعراف والدولة تقنن ذلك بعقود «اتفاقية شراكة منزلية» تحفظ حقوق الطرفين، في تقديري ارتفاع تكاليف الزواج وعزوف الشباب عنه والتكاليف العالية قبل وأثناء وبعد الزواج، يُمكن أن تسهم في انتشار هذه الظاهرة، كذلك حديث مستشارة رئيس الوزراء للنوع التي تتحدّث عن تعديل القوانين التي تجرم مثل هذه الظواهر يمكنها من التنامي والانتشار، وهذا ما يؤكد أننا ننساق وراء الشعوب الغربية بدون وعي، وتلك الخطوة ستكون لها تأثيرات كبيرة على مجتمعنا المسلم الذي عانى من عادات دخيلة وغريبة عليه نتجت عنها مشاكل مستعصية، ومنها ظاهرة المساكنة كبديل للزواج الذي أقرته شريعتنا السمحة، دعونا نستعرض خصائص الزواج مُقارنةً مع ظاهرة المساكنة، وقد وردت أدلة كثيرة في الكتاب والسنة لمشروعية الزواج يقول الله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً…) اذا الزواج أو النكاح هو خير من يحقق العفة ويعصم الإنسان من الوقوع في المعصية وهي «الزنا» والزواج هو الضابط الشرعي الوحيد الذي يبيح اجتماع رجل مع امرأة فيقضي الى ميلاد الذرية.

عرفه قانون الأحوال الشخصية للعام 1991 في المادة «11» (عقد بين رجل وامرأة على نية التأبيد يحل الاستمتاع كل منهما بالآخر على الوجه المشروع)، هناك حكمة من مشروعية الزواج ويعتبر الضابط الوحيد لإشباع الغريزة الجنسية ويشعر المرء بالمسؤولية التي تقع على عاتق الزوج، وهو وسيلة لزيادة الرزق، وفيه مُجاهدة للنفس، وفيه حكمة سامية وهي ترابط الأسر وتقوية المحبة بين العائلات وتؤكد الصلات الاجتماعية. وفي الختام يجب أن ينتبه المجتمع إلى خطورة ما يُساق إليه من هاوية خطيرة.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى