شاكر رابح يكتب : إذا لم تستح فاصنع ما شئت

ما كنت أريد الرد أو الخوض في قضايا أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها من سفاسف الأمور وخادشة للمروءة والحياء، ما دعاني لذلك هو التصريح المُستفز والغريب والمُدهش لعائشة حمد مستشارة شؤون النوع الاجتماعي التي تحدثت عقب لقائها رئيس الوزراء وحسب ما رشح في أجهزة الإعلام، إن اللقاء تطرّق إلى أولويات عملها، ومن بينها السياسات والقوانين والتشريعات، فإن (حقوق النوع) سوف تشهد تغييراً كبيراً يكفل حرية اختيار (الميول الجنسية)، وتغيير في التشريعات التي تجرم ممارسة الجنس وفق النوع، والسماح للسلطات باستخراج وثائق الزواج للمتزوجين من نفس النوع (للرجل المتزوج رجلاً والمرأة المتزوجة امرأة) مع إلغاء المادة (148 اللواط) من القانون الجنائي، وإلزام السلطات بالاعتراف بالزيجات من نفس النوع، وإلزام الفنادق والنزل والشقق المفروشة بعدم اعتراض النوع المتشابه وفق الاشتراطات القانونية الجديدة.
هذا التصريح الغريب بلا شك هو «تمرُّدٌ» على القيم الإسلامية والأعراف والتقاليد السودانية السمحة!
والموافقة عليها سوف يؤدي إلى انهيار المجتمع وخروج الشباب عن طوع التقاليد الراسخة، مثل هذه التصريحات تؤكد بجلاء ارتماء القائمين على الأمر في أحضان الغرب والعمل بقوانينهم وثقافاتهم التي لا تتماشى مع سلوكياتنا المنضبطة!
وقطعا حديث مستشارة النوع يُشكِّل خطورة على المجتمع وفيه اعتداءٌ على خصوصياته. والتخلي عن الموروثات مدعاة للتخلف والرجعية وليس التحضُّر والمُواكبة كما تدعي المستشارة، إذا كانت تعتقد أن إقامة علاقات غير شرعية بين الجنسين أو بين الرجل والرجل والمرأة مع المرأة أموراً مباحة أو تركها مكبلاً للحريات، تكون مخطئة، هذا تقليد أعمى وليس تحضراً ولا يتماشى مع تقاليد المجتمع السوداني.
ثمة مشكلة، إن دعاة التحرر والحداثة ينظرون إلى مفهوم التمدن بطريقة قاصرة ومُخلة لدرجة أن وصل بهم الحال أن ينظروا للمدنية بأنها الشذوذ الإباحية والموضة والتحرُّر، أما من ناحية إسلامية فإن إتيان الرجل الرجل فهذه فاحشة وكبيرة من كبائر الذنوب، بل هذا كفر بالزواج والعياذ بالله لأنه إنكار لمعلوم من بالضرورة وانحراف عن الفطرة، وتعتبر من أعمال قوم “لوط” وقد وصفهم الله تعالى بأنهم كانوا يعملون الخبائث وأنهم قوم سوء فاسقين، حيث أوضح الإسلام أن الزواج من المثلي محرم بالإجماع، فالحكمة من خلق الجنسين للتزاوج كما في قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، أيضاً في الكتاب المقدس ضد هذا الزواج فذكر في سفر اللاويين يقول (ولا تضاجع ذكرا مضاجعة امرأة فانه رجس)، اذا اتفقت الأديان السماوية على حرمة هذا النوع من الزواجات، فالسيدة المستشارة إن لم تستح فافعلي ما شئت.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى