شاكر رابح يكتب : بحر أبيض ولا

منصب الوالي وفقاً لقانون الحكم الاتحادي “الملغي” وظيفة قيادية تقع على رأس الهرم التنفيذي والتنظيمي المؤسسي، ويقع عليه مهمة قيادة الجهاز التنفيذي وحُسن إدارته، ولا شك أن الوالي هو رأس الهرم للحكومة التنفيذية، ومقياس النجاح أو الفشل للمتابع، يقاس الى اي مدى استطاع الوالي تحقيق المهام وفقاً لكتاب التكليف وما قدمه من مشروعات تنموية وخدمات، وفي تقديري مقياس النجاح ليس بالقبيلة ولا الحسب ولا النسب.

تولي المنصب الدستوري في ظل حكومة الثورة أمانة كبيرة ومسؤولية عظيمة، خاصة في ظل أجواء سياسية متقلبة وعدم وجود استقرار أمني واجتماعي، وغياب لمؤسسات التشريع وتحقيق العدالة.

في هذا الخضم لن تجد مسؤولا سياسيا يضع معاش الناس وترقية خدماتهم وتحقيق التنمية والرفاهية ويحارب الفساد ويُضيِّق على المفسدين، في وقتٍ كثرت فيه التحديات والصراعات والأحداث اليومية أمر يستحق الإشادة، وبالرغم من خلافي السياسي مع والي النيل الأبيض الأستاذ اسماعيل وراق ومع حاضنته السياسية على المستوى الولائي والمركزي، وبالرغم من علمي للظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية المُحيطة بالوضع بشكل عام، إلا أنني أرفع القبعة احتراماً وتقديراً لمجهوداته العظيمة التي يبذلها، سواء كان ذلك على صعيد محاربة الفساد وتحقيق العدالة أو على صعيد استكمال مشروعات التنمية المستدامة المرتبطة بحياة الناس، خاصةً مشروعات مياه الشرب وكهربة المدن وكهربة وتجميع المشروعات الزراعية.

لا أريد هنا الإشارة لقرارات المجلس المركزي لقوى اعلان الحرية والتغيير بصفتها الحاضنة والمراقب لأداء الجهاز التنفيذي من لدن رئيس الوزراء حتى آخر مسؤول في الحكومة التي أشادت بالأداء الإداري والأمني والاجتماعي رغم التحديات لأنها لا تعنيني كثيراً، كذلك لا أريد الإشارة للمؤتمر الصحفي للجنة التمكين، لأنني أرى أن هناك سقطات واختلالات إدارية وقانونية صاحبت قرارات اللجنة بشكل عام، وهذا لا يعني أنني أحابي الفاسدين والمفسدين من رموز المؤتمر الوطني، المؤتمر الأخير الذي كانت جل قراراته متعلقة بالنيل الأبيض، أكد بما لا يدع مجالا للشك أن لجنة التمكين بالولاية تعمل بمهنية عالية جداً، وان كانت قاسية بعض الشي، إلا أنها لم تتشف أو تنتقم ولا تنزع بتهمة الانتماء للنظام السابق، أعتقد هذه المشروعات وان كان صاحبها لغط كبير إلا أنها حال وجدت إدارة حكيمة وعقلية منفتحة يُمكن أن تسهم بقدر كبير في تنمية وتطوير بحر أبيض، جميع أبناء الولاية في حاجه أكثر من أي وقت مضى أن تكون بحر أبيض أولاً وأخيراً بعيداً عن التصنيف والإقصاء، وأن يصطف الجميع خلف واليهم المتوازن الذي كان وما زال همّه الأول والأخير إنسان الولاية .

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى