يعتبر أحد رواد المدرسة الوترية في السودان: الموسيقار الراحل خليل أحمد.. منبع الألحان الشجية

 

بقلم: أمير النور

مدرسة الحقيبة:

ظهرت في أم درمان مدرسة الحقيبة وعميدها الحاج محمد أحمد سرور، وتلميذه كرومة، وفي الخرطوم كانت مدرسة الخرطوم الوترية وعميدها الحاج عبد الحميد يوسف وتلميذه الملحن خليل أحمد عبد العزيز وفي حي العرب شعراء الحقيبة سيد عبد العزيز – عبيد عبد الرحمن- عبد الرحمن الريح…. الخ. وفي السجانة رواد الفن الوتري عثمان حسين وعبد الله عربي وعبد الفتاح الله جابو والحسن بابكر وعميد معهد الفن الوتري يحيى إبراهيم زهري باشا..

حي العرب:

وظهر في حي العرب أول منتدى ثقافي في السودان هو منتدى حوش حسن جمعة.. وفي السجانة كانت الورش الفنية في منزل عوض الله وكان الموسيقار الملحن خليل أحمد من الذين يصنعون الألحان ومن الذين يعدلون في غناء الفنانين الرواد وهذا باعتراف الفنان عثمان حسين نفسه واعتراف محمد وردي.. وأيضاً في أم درمان ظهرت المدرسة الوترية في حي العرب بقيادة عبد الرحمن الريح والطاهر إبراهيم وإبراهيم عوض والجابري..

الورش الفنية:

والفنان عثمان حسين كان أيضاً يذهب إلى أم درمان وفي بيت المال بمنزل خضر حمد كانت هناك البروفات والورش الفنية والمهندسين لهذه الورش كانوا (ناس حسن أحمد الخواض) وفي غياب الخواض كان عبد الله عربي يتولى تنفيذ الصولات مثل صولو عبد الله عربي في أغنية لا تسلني.. ومن أم درمان ومن الخرطوم والخرطوم بحري ظهرت المدرسة الوترية وهي الميلاد الشرعي لمدرسة حقيبة الفن، وخليل أحمد عبد العزيز المولود بمنطقة الجريف غرب بالخرطوم في العشرينات هو أول ملحن سوداني تعترف به الإذاعة السودانية ويتقاضى أجر الملحن، وعمل خليل أحمد عازفاً باوركسترا الإذاعة العريق.

ثقافة موسيقية عالية:

خليل أحمد يمتاز بثقافة موسيقية عالية وراقية ساعده في ذلك نشأته في حي الترس بالخرطوم القديمة وفي هذا الحي وجد الأسطوانات العالمية لتشايكوفسكي وموزرات وبتهوفن والأسطوانات المصرية (عبده الجامولي وسيد درويش وعبد الوهاب والأسطوانات السودانية عبد الله الماحي وبشير الرباطابي وإسماعيل عبد المعين والفلاتية)، لأن هذا الحي كان يقطنه المثقفون من المصريين والإنجليز والشوام والسودانيين وجميعهم كانوا أصحاب أسطوانات وفنوغرافات بالإضافة إلى وجود قهوة الزئبق وقهوة العيلفون في هذه المنطقة والتي كانت تبث هذه الأغاني من الفنوغراف لزبائنها وجوار حي الترس يوجد حي المراسلات (مكان نادي العمال حالياً) وهو أيضاً حي الجاليات الأجنبية والأفندية.

نشأته:

خليل أحمد نشأ وعاش في هذا الحي خليل فرح والفنان عبد الحميد يوسف والفنان حسن سليمان الهاوي والشاعر عبد المنعم عبد الحي والفنان حسن عطية والموسيقار عبد القادر سليمان الهاوي وهو الذي علم حسن عطية العود وهذه هي الخرطوم القديمة التي تتكون من 14 حياً هنا نشأ وترعرع موسيقارنا خليل أحمد وكانت بداياته بالاستماع إلى أغنيات حقيبة الفن وعالج أغنية هجد الأنام ليغنيها الفنان الراحل الأمين علي سليمان لحن خليل أحمد لعدد من الفنانين أشهرهم الفنانة منى الخير التي شكلت ثنائية فنية معه وكانت ثمرة هذه الثنائية أغنيات كثيرة أشهرها أغنية الحمام الزاجل – أغنية عشان هواك جبت قمرية فوق الدوح- مني عمري وزماني.

الحب والورود:

ويقال إن أغنية الحب والورود أساساً كانت للفنانة منى الخير ولما كان محمد وردي في ذلك الوقت لا يمتلك أغاني طلب من منى الخير ان تتنازل لوردي من هذه الأغنية وقال لها خليل أحمد (نحن نديك الحمام الزاجل ما كلو طير في طير) والمعروف ان خليل أحمد هو الذي قام بتعريف محمد وردي بالشاعر إسماعيل حسن وذلك أثناء حفل بالخرطوم (3) كانت تغني في هذا الحفل الفنانة منى الخير وخليل أحمد يعزف لها العود وكان موجود في هذا الحفل بالصدفة وردي وإسماعيل حسن.

أغنيات عديدة:

أيضاً لحن خليل أحمد للفنان محمد وردي عدداً من الأغنيات أشهرها الحب والورود (يا طير يا طاير) – الليلة يا سمرة ويا سلام منك أنا آه.. كما لحن للفنان الراحل التجاني مختار عدداً من الأغنيات أشهرها أغنية حكاية غرام – سمرة يا سمرة- أمانة سلمتك أمانة كلمات إسماعيل حسن كما لحن للفنان عبد الرحمن بن الشاطئ أغنية الجندول وهي كلمات علي محمود طه المهندس الشاعر المصري ولفنان يسمى حسين طنون من البرابرة وكان يقلد أحمد المصطفى وتم منعه من الغناء لاعتبارات أسرية. ولحن خليل العديد من الأغنيات من ضمنها أغنية ليالي القمر وكان يعمل بحلواني عرف بحلواني حسين طنون.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى