محمد علي التوم من الله يكتب.. المواطن بين سندان التعليم ومطرقة الخريف!!

الخريف كان يفرح به الاطفال ويغنون له بما حفظوه من مناهجهم المدرسية :

نحن اذا جاء المطر.. المطر.. المطر.. والاطفال في الحواري والحارات كانوا يرددون وهم يدورون حول انفسهم ووجوههم البضة المبتهجة تنادي المطر الذي يرسل بدايه قطراته الندية كبشرى سارة يرددون:

يامطيرة صبي لينا في عيننا..  يا مطيرة. ..

لاكن ما كان لاي انسان ان يتصور ان الخريف يمكن ان يكون خطرا وعبئا ثقيلا على التعليم، ومحبط لبهجة الصغار.

فهو حينما ياتي على بعض المدارس (وحالها يغني عن سؤالها) يساويها بالارض،  وفي كثير من بقاع سوداننا المترامى الاطراف(يقطع الطرق) ويحول دون الوصول للمدارس والاعمال.

اذا فالخريف والتعليم في بلادنا يجداننا مصابون بثلاث من امراض التخلف السته :

  • اولاها: واخطرها (فقر) البنى التحتيه و المقومات الاساسيه لاستقبال الخريف والعام الدراسي الجديد.

2- ثانيها:عدم الاعداد المبكر وسوء التخطيط والادارة.

3- ثالثها :عدم وجود استراتيجة مدروسة قصيرة وطويلة المدى لعلاج الازمات والامراض(المزمنة) التي تتكرر كل عام ويتم تهدئتها ببعض (المسكنات). والامراض في كل عام (تتحول) فيروساتها للجديد والاقوى.

واضح ذلك من خلال التشعب والتعدد لمدارسنا ومناهجها وانقسامها بين حكومية وخاصه ولكل مشكلاتها التي تحير المواطن.  فالذين يلجؤن للتعليم الخاص هروبا من مستوى كثير من المدارس الحكوميه التي لا ترضيهم، اصبحوا كالمستجير من الرمضاء بنار التكاليف الباهظة والمستحيلة في التعليم الخاص.

ونفس هؤلاء نجدهم يعانون من الخريف واثاره اذا ما جاء عامه غزير الامطار،  فيعانون من ركوض المياه لعدم الصرف الجيد (طبعا) و(دوما) وتوالد الباعوض والذباب والحشرات والامراض، وتردي الموصلات لاغلاق الطرق واخرون يعانون من تصدع منازلهم وتجدهم محتارين من اين لهم صيانتها فقد اختطف التعليم كل مدخراتهم التي هي تعاني من (العجز).

الغريب ان التقويم الدراسي قديما كان يراعي فصل الخريف وحالة كل اقليم حسب منسوبه من الامطار وامكانيات طرقه وتواصله.

ولكن حتى عاصمتنا دخلت ايضا في اهمية ان تلحق بذلك بالاتفاق مع تنبؤات  الارصاد ووضع الخيارات والبدائل اللازمة. ويبدو ان جائحة (كورنا)قد (خربشت) كل خرائط تلك الخطط والخيارات وزادت طين الخريف بلة

ان خيارات بعض المهتمين في ان يدخل التعليم عن بعد كمساعد لرتق الضرر حتى لا يتاثر الجدول الزمن للخريطه العامه سابقه لاوانه، ذلك انه لم تتوفر المعينات ولا تتوفر التجربه الناجحه التي تحتذي،  ومعلومات عن التكنولوجيا الذكيه هي اهم خيارات الدوله المتقدمه لتجاوز المشكلات الكبرى وقد يرى البعض ان تجربه التعليم عن بعد لها سلبياتها ولا عوض عن التعليم المباشر ولاكن ثمه خيارات للخلط يبن هذا وذالك قد يؤدي لتجاوز كثير من الضرر.  وان تضئ شمعه خير من ان ترقد في الظلام.

وحتى يفلت المواطن مما يمكن ان يناله بين مطرقة الخريف وسندان التعليم. فان في العقل متسع للحادبين على امر التعليم ومما لاشك فيه فان حلحلت مشاكلها وحدها كفيله بان تجد حلا لمشكلات الخريف بعيدا عن التعليم فالخريف مشكلاته عويصة.

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى