بهاءالدين قمرالدين يكتب.. جون قرنق وفاطمة عبد المحمود !

مواصلة لانفرادها، كشفت مصادر (الصيحة) أسماء الشخصيتين اللتين طلب البنك الدولي سحبهما من مقرر اللغة العربية للصف الرابع أساس.

وقالت المصادر إن الشخصيتين هما رئيس الحركة الشعبية  الراحل جون قرنق وفاطمة عبد المحمود، وأشارت المصادر إلى أن البنك الدولي اشترط الحياد وعدم الانتماء لفئات محددة في المُحتوى، وأضافت “ولهذا سيعزف عن طباعة كتب التربية الإسلامية والمسيحية”.

وأوردت الصحيفة خلال الأيام الماضية، معلومات أشارت إلى مطالبة البنك الدولي بسحب شخصيات اعتبرها حزبية من كتاب اللغة العربية للصف الرابع بمرحلة الأساس.

إن من أخطر الإشكالات التي عانت منها بلادنا طوال العهد البائد، وامتد أثرها الى اليوم، (تسييس التعليم)!

ومن ضمن مظاهر ذلك التسييس، التضحية بوزارة مهمة جداً مثل التربية والتعليم وجعلها قُرباناً للحركات الموقعة من نظام الإنقاذ البائد، وإدخالها ضمن غنائم المحاصصات السياسية والترضيات الحزبية أو القبلية أو الجهوية؛ في مفاوضات السلام بين المتفاوضين!

وكذلك من مظاهر التسييس في حقل التعليم عدم الحياد والانحياز والانتماء لفئات محددة في المُحتوى، عَلاوةً على تغيير المناهج التعليمية واستبدالها بأخرى، تعلي من قدر احزاب او اشخاص او قبائل؛ وتصويرها بأنها الأفضل وهذا قطعاً ينطوي على ازدراء  الآخرين, وبالطبع ذلك خطل كبير, و(سفه) ينم عن جهل كبير وروح استعلائية تستحقر الآخرين وتستبطن الكراهية والعداء للجميع, وتتوهم أن تاريخ السودان بدأ وانطلق منها هي دون الآخرين وانتهى اليهم!

ولقد عملت الإنقاذ  طوال عهدها على تشويه وتزوير المناهج التعليمية والمقررات الأكاديمية ومارست عليها (طهارة فرعونية)، وجاءت بأخرى صورت الإنقاذ وقياداتها ومن أسمتهم (الشهداء)؛ بأنهم أصل وتاريخ السودان , وأعلت من شأنهم وحطت من أقدار الشعب الأصيل  وجعل هذا التعليم في مرمى نيران السياسة!

ان وزارة التربية والتعليم  هي وزارة خدمية في المقام الاول ومعنية ببناء الإنسان وصياغة عقول الأجيال القادمة, وتوعيتهم وتبصيرهم ، دون انحياز لحزب أو كيان أو قبيلة, وهي أخطر وأهم وزارة، يجب أن تبقى بعيداً عن المحاصصات وقسمة واقتسام كيكة السلطة والثروة والثورة كما كان يحدث في النظام السابق واليوم (للأسف الشديد) في عهد الثورة الظافرة والمجيدة!

ان ما تم من تشويه وبتر وحذف للمقررات والمناهج في عهد الإنقاذ، لهو جريمة كبرى يجب أن يُحاكم عليها   واضعو ومنظرو السياسات التعليمية  في العهد البائد، وتنصب لهم المشانق والمقاصل في قارعة الطريق نهاراً جهاراً، فقد عملوا على تخريب عقول جيل اليوم وحقنوا أوردتهم وشرايينهم بالكذب الزنيم والداء العضال، وجعلوا منهم مسخاً مشوهاً!

لذلك تبقى نظرة البنك الدولي ومطالبته بحذف شخصيات معيّنة من المناهج حتى يقوم بطباعتها مثل الراحل جون قرنق وفاطمة عبد المحمود؛ تبقى مطلباً موضوعياً  ومحترماً  لا غبار ولا (كتاحة) عليه!

ومع  كامل احترامنا وتقديرنا للشخصيتين ونضالهما وتضحياتهما وبذلهما للوطن، لكننا نتفق مع وجهة نظر البنك الدولي ونطالب بحذفهما فوراً من المقررات الدراسية!

لأن المقررات الأكاديمية والمناهج الدراسية ووزارة التربية والتعليم، هي حق لكل السودان ولكل مواطن سوداني, وليس حكراً لحزب أو طائفة أو أفراد, وليتها تبقى بعيداً عن مرمى نيران السياسة وغنائم المفاوضات وقوائم الترضيات والمجاملات!

ويجب ان تُمنح وزارة التربية والتعليم للكفاءات والخبرات الوطنية والأكاديمية والتربويىة والتعليمية التي تنتمي للوطن فقط وليس حزباً بعينه, وما أكثرهم في بلادنا, بيد أنهم مُبعدون ومغضوب عليهم من قيادات الأحزاب السياسية في بلادنا اليوم في عهد الثورة الظافرة والمجيدة وذلك مكمن وبيت الداء وأصل العلة والخطل المُدمِّر!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى