الغالي شقيفات  يكتب  :الانهيار!!

تَشهد مُدن السودان المُختلفة، انقطاعاً تامّاً للتيار الكهربائي، بعضها بسبب مديونيات الشركة التركية، كما تفاقمت أزمة المياه بولاية الخرطوم ووصل برميل كارو المياه إلى خمسة آلاف جنيه في جنوب أم درمان حسب الخبر المنشور بهذه الصحيفة أمس، ولجأ المواطنون إلى جلب المياه من النيل الأبيض.

وفي ولايات دارفور، عجزت الحكومة عن تسديد الاستحقاقات المالية للشركة التركية والمواطن في انتظار دكتور جبريل إبراهيم لحل أزمة الكهرباء.. وبعد كل هذا إدارة الكهرباء بالفاشر تُوقف التوصيلات وهي مصدر دخل مُهم للهيئة.. كما شملت القطوعات ولاية جنوب كردفان.. ومواطن ولاية الخرطوم الآن تَسَاوَى مع سُكّان الأقاليم ولا فرق بين سكان العمارات درجة أولى وسكان دار السلام درجة ثالثة من حيث الخدمات.. جيوش البعوض في أمبدة مثلها في العمارات، وكذلك الذباب.. لا تُوجد خدمات الرش وردم البِرَك والحُفر..!

العاصمة الخرطوم أصبحت شَوارعها لا تُطاق والمُواطن نفسه لا يُساعد أيضاً في الرَّدم ورمي المُخلّفات في الأماكن المُخَصّصَة لها، والأسواق وصلت أدنى مُستوى لها في المُواصفات وكل هذا بسبب غياب الرِّقابة وتنصُّل والي ولاية الخرطوم أيمن خالد نمر عن مسؤولياته، كما أنّ جرائم التعدي والاختطاف تصدّرت أخبار الجريمة في الوسائط الإعلامية، والآن المواطن أصبح في حِيرةٍ من أمره، قُطُوعات الكهرباء وارتفاع فاتورة الدواء والغذاء والمياه، كما أن السلع الاستراتيجية أصبحت شبه معدومة ولا تزال طوابير الخُبز والوقود مُستمرة والنفايات في العاصمة عينك سرك..!

الوضع المُتردي الآن لا يُبشِّر بخير والمُواطن أصبح يدفع فاتورة عالية لتسيير يومه العادي، وشيءٌ مُؤسفٌ جداً أن تعجز وزارة الداخلية في توفير مواد طباعة الجواز وكذلك اعتماد البطاقة القومية مُنتهية الصلاحية كمستند رسمي، هذا لا يُوجد في أي بقعة بالعالم، وكان يمكن للوزارة طرح مدخلات إنتاج البطاقة في عطاءٍ، كما كان الواجب عليهم توضيح أسباب عدم توفير مدخلات الجواز، ومثل هذه النواقص لا تُشجِّع الأجنبي على الاستثمار في البلاد، فلا أحدٌ يُغامر ويستثمر أمواله في بلد تقطع فيها الكهرباء أكثر من ثماني ساعات في اليوم، وسعر صرف غير مضمون و”تسعة طويلة ناشطة”، كل هذه الأمور تحتاج لمُعالجاتٍ حتى تستقيم الأمور وننقذ البلد من الانهيار وشبه الانهيار في الخدمات الأساسيّة، خاصةً الطرق والحُفر التي جعلت منظر الخرطوم قبيحاً..!

والسيد رئيس مجلس الوزراء الآن مُطالبٌ بمُراجعة أداء وزرائه خاصةً وزراء الخدمات وولاة الولايات، لأنّ الأمر أصبح فوق طاقة المواطن، والأطفال والنساء حسب عاداتنا وتقاليدنا مُجبرون لتحمُّل السخانة داخل الشقق المُظلمة..!
ووفقاً لتصريحات وزير الطاقة، لا حلٌّ يلوح في الأفق، فأزمة الكهرباء مستمرة والصرف الصحي لذلك وولاية الخرطوم لم تتحدث عن الحلول، فكل هذه الإخفاقات يتحمّلها رئيس مجلس الوزراء لأنه لا يُشارك المواطن الهَمّ، ولم يقِل مسؤولاً لأنه قصّر في واجبه أو أخفق وهذا لم يحدث منذ تولِّيه رئاسة مجلس الوزراء.. والحزب الاتحادي الذي يصدر الولاة بعضهم كيزان وبعضهم فشل في إدارة ولاية.. ويُمكن القَول، إنّ ولاية الخرطوم أكبر من كوادر الحزب الاتّحادي.. “المرة الجاية” الولاية تحتاج لحِزبٍ قَادرٍ ومُدركٍ لتعقيدات ولاية الخرطوم، ولاية الطرق المُحفّرة والقمامات المُتكدّسة..!

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى