في بوح خاص جداً لـ”الحوش الوسيع”.. الشاعرة أماني الأمين:  حلمي أن يتغنى محمد النصري بكلماتي

يعجبني الشعر الغني بالتعابير المجازية والعبارات الرقيقة

أماني الأمين شاعرة مرهفة من مدينة ود مدني، تتصف بأسلوبها الواضح ومستواها الراقي المميز، نصوصها أخاذة  وصورها الشعرية باذخة، قصيدتها مكثفة، مليئة بالمعاني والكلمات الشفافة المترعة بالتعابير اللغوية، تعرف كيف تطوع المعنى لألفاظها، فلا تجنح عن المرمى.

حاورها: محمد خلف

ـ أولاً، حدثينا عن مسيرتكِ في الكتابة، متى بدأتِ الكتابة؟ وكيف كانت البدايات؟

بدأتُ الكتابة منذ كنتُ في المرحلة الابتدائية، وقد لفتت كتاباتي انتباه المدرسين الذين علموني، فأثنوا عليها وشجعوني ومنهم استاذتي الفاضله للغه العربيه روضة عبد الجبار التي أحبها جدآ واحرص على كتابة تنال إعجابها واجتهد في ذلك نسبة لتشجيعها لي بالإضافة لصديقتي سعديه التي كانت تهتم بكتابتي في مواضيع الإنشاء وكانت تحرص على قراءة مواضيعي وإعطائي الملاحظات. تابعتُ الكتابة، لكن بدون أن أنشر أياً مما كنت أكتبه، بل كنت أحتفظ بما أكتبه في أدراجي،  وقد أقرأ لصديقاتي ولأفراد العائلة فنالت نصوصي الاستحسان لديهم .

ـ وهل تأثرت بأحد؟

لا لم أتأثر بأحد ممن كنتُ أُكثرُ القراءة لهم. لقد كنتُ في المرحلة الابتدائية والثانوية من دراستي حتى الجامعية، أحب القراءة، وقرأت لكثير من الشعراء والكتاب وفي كل ما يكتب في السياسة والاقتصاد والدين ، تقريباً.

ـ كيف تكتبين القصيدة؟ وما هو تصورك للشعر وطرائق تعبيره؟

بدايةً، أنا لا أعتبر نفسي شاعرة. صحيح أنني كتبت القصيدة وصنفت ثلاثة دواوين وما زلتُ (أنظم/ أكتب) القصائد أو النصوص الشعرية، لكني لستُ بشاعرة. أما عن سؤالك: كيف أكتب القصيدة؟ فأصدقك القول  بأنه لا يمكنني أن أجلس وأقول لنفسي: الآن سأكتب قصيدة، بمعنى لا أتعمَّد كتابة القصيدة أصلاً، لا يمكنني ذلك.  أنا أكتب (أنظم) النص الشعري، عندما يكون هناك حدث، أو مشهد، أو أمر ما، أثر ويؤثر بي، وحرك إحساسي وأثار مشاعري، فقط عندها أكتب القصيدة، قد يكون ذلك صباحا، وقد يكون ليلا، أو في أي وقتٍ من النهار. قد يلفت انتباهي جمال وردة أو شقشقة عصفور أو حنوُّ أم على ابنها على سبيل المثال، فأكتب. الشعر بالنسبة لي هو بوح وتعبير عن مكنونات، وعن مشاعر وأحاسيس، وعن صياغة فكرة بصورة فنية وجمالية. وقد يكون هذا التعبير مباشراً وواضحاً للقارئ، وقد يكون غير ذلك. أنا يعجبني الشعر الغني بالتعابير المجازية والعبارات الرقيقة، والذي يُشعر الفرد بمتعة وبموسيقى عند قراءته أو سماعه، ويعالج فكرة بصورة فنية، ولا تهمني الطريقة  أو الأسلوب، إذا كان عاموديا أو نثريا أو غير ذلك.  برأيي لا  يمكن أن نحدد للشاعر بأي طريقة عليه أن يبوح ويعبر عن مشاعره أو أفكاره.

الشاعر خاضع للإلهام والحدث، الحرف يأتي بإيعاز، ويلتقون في النهاية ليصنعوا القصيدة، ولابد من تنوع ليكتمل الكائن الشعري.

ـ كيف يمكن للشاعر أن يزخرف حروفه ويدخل الدهشة بين ثناياها؟

من خلال التلاعب اللفظي والعناية الفائقة بانتقاء المفردات. هناك ما يسمى لعبة الكتابة وهذا ميدان إبداعي واسع يحول الصور إلى كلمات من طراز فني رفيع يبقي على جمالية الصورة المرسومة من خلال الحرف ويخيل إليك أنك تراها فعلاً بعين خيالك.

ـ ما هي الموضوعات التي تتناولينها في كتابة نصوصك الشعرية؟

للأسف إن الأحداث اليومية التي نشهدها، تؤرقني مثل كثيرين غيري، ولهذا فقد تناولتُ في كتابة نصوصي الشعرية، موضوعات تحدثت عن همّ الإنسان أولاً. ففي ديواني الأول “زول تغابي”، طرحت مواضيع اجتماعية، ومواضيع الساعة محلياً وقطرياً، وكلها بالطبع، مُطعّمة بالحس الإنساني العميق .

ـ ما الشروط التي ينبغي أن تتوفر للشاعرة الناجحة؟

أن تتوفر للشاعرة والشاعر أيضًا  برأيي أن تكون قارئة ومثقفة، مرهفة الحس، تملك الأدوات الفنية التي تعينها على التعبير عن مشاعرها وأفكارها، متواضعة، تتقبل النقد، أن يكون مبدأها، الكيف لا الكم.. وهذا ما خطر ببالي الآن، لكن بالطبع هناك أمور أخرى.

ـ أين تنشرين نصوصك الشعرية، في أي وسائل إعلام؟

أنشر بالأساس على صفحتي في الفيس بوك.  وفي بعض الأحيان، أفاجأ بأن ما أكتبه يُؤخذ وينشر في مجلات وصحف  أو مواقع إلكترونية معينة، من قبل أصحاب هذه الوسائل وأوافق على ذلك شرط حفظ الحقوق الأدبية بتذييل النص باسمي.

ـ هل لديك تجربة مع الفنانين ومن تغنى منهم بكلماتك؟

خضت هذه التجربة لمرة واحدة عبر نص (أنا عايزة أغني) قام بتلحينه الملحن الكبير بشير علي الحاج وتغنى بها الشاب ايهاب جعفر لكن المخرج كمال فضل رأي أن يتغنى النص بصوت أنثى فتم ترشيح الفنانة صباح وتم التواصل معها وأبدعت في النص، وأيضاً لدي نص بطرف الفنان الشاب أشرف عضو فرقة الصحوة السابق من ألحان الأستاذ بلال عبد الله وواحدة من أحلامي التي أرجو أن تتحقق وعبر هذه المساحة أطلق أطلقها أمنية أتمنى أن يغني لي الفنان الجميل محمد النصري ولو نص واحد فأنا من عشاق هذا الكائن وأرجو أن يسمع نصوصي.

ـ ما رأيك بمستوى الحركة الأدبية الراهنة في البلاد؟

سؤال صعب، لأن الإجابة عليه تحتاج الى التطرق للكثير من الأمور، وإلى تناول جوانب عدة بالشرح والتحليل.  ولكن باختصار، أقول: أننا نشهد في مجتمعنا  حركة أدبية ملحوظة، ومباركة.  فالذين يكتبون في الشعر والنثر، كثيرون. جيد أن يتجه الأفراد للتعبير عن مكنوناتهم بكتابة النثر والشعر، وهذا بالطبع أفضل من اللجوء إلى العنف. لكن هذا لا يعني أن كل ما يُكتب جدير بأن يُقرأ. برأيي، الوقت والزمن كفيلان  بأن يقوما بالغربلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى