آلية حمدوك.. حاضنة جديدة أم محاولة لخلق إجماع وطني؟

 

مقابلة ـجراها: صلاح مختار

فجّر إعلان رئيس مجلس الوزراء عن الآلية القومية الفرصة لتنشيط الساحة السياسية من خلال المبادرة القومية, كثيرا من ردود الأفعال فعلى الرغم من مباركة عدد كبير من متابعي الساحة السياسية لإعلان المبادرة إلا أن سهام النقد صوبت نحو الآلية التي تم الإعلان عنها وأخذ عليها العديد بأنها تفتقر إلى المؤسسية وجانبها أسس الاختيار، وذهب فريق آخر إلى انها انقلاب على الحاضنة السياسية ورغم توافق الجميع على الجوهر، فإن المظهر العام للآلية لا يرضى بها الجميع لأنها كما قال البعض اشتملت على عناصر من النظام السابق، ولكن دافع عنها بشدة رئيس الآلية رئيس حزب الأمة القومي اللواء فضل الله برمة ناصر، ومن  قبل وجدت الآلية انتقادات من قبل مقرر اللجنة الفنية لإصلاح قوى الحرية والتغيير عادل المفتي، كلا الفريقين على تباين موقفهما الذي لا يفسد للود قضية فماذا قالا؟

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

رئيس آلية مبادرة رئيس الوزراء اللواء فضل الله برمة:

الحديث عن أسس الاختيار كلام (ساكت) والهدف خلق إجماع وطني

ـ هل فعلاً المبادرة تفتقر إلى أسس الاختيار كما يصورها البعض؟

السيد رئيس مجلس الوزراء قبل أن يعلن الآلية اتصل بأكثر من (21) من الكتل والأحزاب والأمانات فيما يتعلق بجوهر الموضوع والقضايا والتحديات في السودان، وفيما يتعلق بالآلية وبالتالي اختيار الآلية لم يأت (ساكت)، وإنما بالتشاور، ولكن الهدف الأساسي نريد خلق إجماع وطني كي يلتف الجميع حول قضايا وطنهم حول مشروع وطني يشارك فيه كل أبناء السودان بصرف النظر عن توجهاتهم الحزبية أو السياسية او غيره، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء في مقدمة مبادرته بأننا فشلنا منذ الاستقلال أن نجمع على مشروع وطني وهو جوهر الموضوع.

ـ كرئيس للآلية كيف تبدأ من نقطة البداية؟

أنا كرئيس للآلية لا نعتمد فقط باختيار الواحد والعشرين وإنما نتصل بكل الأحزاب السياسية وكل مؤسسات الدولة بالإضافة لمؤسسات الرأي والجامعات بالإضافة إلى السودانيين الوطنيين كي نأخذ منهم رأيهم حتى نخلق تجمعا وطنياً حول قضايانا حتى نشيل الشيلة مع بعض, لأننا مهما عملنا والآلية أو في شخص أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة والنظر يختلف من شخص لآخر وليس لدينا ميزان حرارة ندخله في أفواه الناس وهو ليس الغرض وإنما مشاركة الناس.

ـ ولكن البعض يرى أن الآلية تجاوُز للوثيقة الدستورية؟

أبداً ليست تجاوزاً للوثيقة الدستورية لأننا سنتصل بكل الأطراف بالاحزاب السياسية كلها، وسنعمل جرداً لذلك وسنعمل جدول بالشخصيات الوطنية وجدول بالجامعات وبكل الناس، نعتقد أن لديها رأي فكري، ونطلب منهم رفدنا بآرائهم في حل القضايا، بالتالي الذي يخرج سيصبح مشروعنا الوطني كي نواجه به التحديات التي تواجه بلدنا ونشيل الشيلة مع بعض.

ـ هل أعلنتم ضربة البداية لعمل الآلية؟

كانت ضربة البداية أمس قدمنا لقاء من خلال التلفاز وكتبنا خطابات لكل الأعضاء الذين وقع عليهم الاختيار في الآلية والمنهج في الآلية يقوم على الشورى أي مشاورة (71) من الأعضاء الذين وقع عليهم الاختيار وأن الاجتماع الأول سيكون عصفا ذهنياً ووضع الخطوط العريضة لعمل الآلية.

ـ هل سيؤثر خروج البعض من الآلية على عملها؟

لا، الذين خرجوا ثلاثة أعضاء وهم ترك والناظر دقلل وأركو مني مناوي، النظار الاثنان تحدثنا معهم وسيرجعون وما عندهم مانع وحاجاتهم بسيطة وسيتم الرجوع إليهم لان القضية كلها تتمثل في معالجة قضايا السودان.

ـ ولكن البعض ينظر إلى القضية بأن الأجدى تقوية الحاضنة أو قوى التغيير بدل إيجاد آلية أخرى؟

ولكن أنت تريد أن توسع من الحاضنة أنت تريد مشروعاً وطنياً، الحرية والتغيير لا تجمع كل الناس، ولكن هي نفسها داخلة في الآلية وهي جزء منها والمطروح مشروع وطني كبير يجمع عليه كل السودانيين، وهل قوى الحرية والتغيير فيها زعماء القبائل أو الطرق الصوفية أو أساتذة الجامعات، القصد من الموضوع توسيع دائرة المشاركة واتخاذ القرار . وأن القضية خلق مشروع وطني مثلما كان في إعلان الاستقلال داخل البرلمان عندما أجمع الجميع على الاستقلال نريد أن يجمع السودانيين على القضايا ونريد تشريحها ونضع التحديات أمامنا وحل القضايا نريد من الجميع أن يشارك بآرائهم .

ـ ولكن التكوين يحمل في داخله أجساماً متشاكسة مدى صحة ذلك؟

هذا لا يضر من خلال الممارسة رأي الأغلبية هو الذي يمضي, دعك أن يكون هنالك متشاكسون داخل الآلية نسمع رأيهم هو دليل صحة وعامل إيجابي وليس العكس، وهو الديمقراطية التي نتحدث عنها تقبل الرأي والرأي الآخر في النهاية يحسمه رأي الأغلبية حتى الناس الذين انتقدوا المبادرة نقول لهم شكراً لكم لأنهم أبانوا موقفهم وسمعنا رأيكم، وبالتالي لابد من سماع الوجه الآخر, ولذلك المشروع كبير جداً لابد أن نتعاون مع بعض .

ـ هل المبادرة جاءت كرد فعل لفشل الحاضنة السياسية؟

لا أبداً المشروع ليس بسبب فشل الحاضنة السياسية للحكومة, وإنما إذا نظرت أنت أمامك هناك وطن يعاني بعد ثورة عظيمة قدمها الشهداء ولدينا تجارب من حولنا من الدول, هناك آراء مختلفة وتمزق في الرأي العام بالسودان، نحن نريد نوحد هؤلاء الناس نحو قضايا وطنهم.

ـ انتقد البعض وجود عناصر للنظام السابق داخل الجسم الكبير ؟

إذا كان هناك ذلك, وحسب الوثيقة الدستورية التي قالت بوضوح الناس الذين ميزوا أنفسهم قبل سقوط النظام يمكن مشاركتهم, أما الذين انتظروا إلى أن (دقت النقارة) ما في طريقة لهم في المشاركة. وهؤلاء عليهم الانتظار إلى ما بعد الفترة الانتقالية مشاركتهم في الانتخابات, ولكن المشروع لأنه قومي نريد أي شخص مجرم ارتكب خطأ يقدم للقانون، ولأننا نريد جمع الناس أي حتى ناس المؤتمر الوطني فيهم عناصر كويسة علينا التحدث معهم لأننا نريد أن نجمع الناس، وعلينا أن نتجاوز مرارات على أسس ولكن علينا أن لا نضم كل عناصر المؤتمر الوطني لأنه أجرم في حق البلد، ويجب أن يتحاكموا ولا ندع من أجرم أن يفلت من القانون، ولكن فيهم عناصر كويسة وهناك من لديهم رأي بأن ندعهم يعملون, ولكن الذين أجرموا وقعدوا او ينتظروا إلى ما بعد الفترة الانتقالية.

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

مقرر لجنة إصلاح الحرية والتغيير عادل المفتي:

الآلية تجاوزت لجان المقاومة وأسر الشهداء وجاءت بأشخاص من المؤتمر الوطني

ـ ذكرت أن المبادرة تفتقر إلى أسس الاختيار على ماذا استندت؟

أولاً بخصوص الاختيار الذي تم, ما هي اللجنة التي عملت عليها؟ وكيف تم التقييم وهل هناك لجنة مفروض تكون من جانب واحد أو من رئاسة الوزراء أو من مستشار رئيس الوزراء؟ ومن هم الذين جاءوا بالأسماء التي حوتها الآلية حتى على أساسها تم الاختيار؟

الأمر الثاني، الاختيار يتم حسب المنهج والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كونت اللجنة؟ هل لأشياء تنموية أم سياسية أم دينية أم رياضية على ماذا تعني وما هي المنهجية التي تعمل بها الآلية؟. مثلاً أنت تريد توحيد القوات المسلحة أو كل الجيوش هل من خلال (71) شخصاً تقدم الحل؟ هل بعض الأعضاء لديهم رؤية فنية لوحدة الجيوش؟ كذلك الإدارة الأهلية والطرق الصوفية هل يستطيع هؤلاء تكوين لجنة اقتصادية ترفد مجلس الوزراء برؤية اقتصادية؟

ـ كل هذه الأسئلة التي طرحتها تؤكد أن رأيكم في الآلية أنها ليست متجانسة ولن تقدم شيئًا؟

الآلية بشكلها الحالي (سمك، لبن، تمر هندي) .

ـ كأنما ترى أن اللجنة كونت كرد فعل لفشل الحاضنة؟

إذا كان ذلك صحيحاً هو ليس فشل الحاضنة السياسية وإنما فشل المجلس المركزي للحرية والتغيير, الآن هي ممثلة بـ(13) من عضويته في الآلية يمكنهم تغيير قرارات اللجنة بالتالي كيف تأتي بأشخاص فشلوا في الفترة السابقة الآن تريد أن يقوموا بهذا الدور الـ(13) إذا كانوا اشتغلوا صاح ما كان احتجنا لهذا.

ـ ولكن اللجنة هي ابتدائية أوسع من ماعون الحاضنة ستقوم بالاتصال بكل القوى السياسية؟

الخطأ لماذا أعلنت اللجنة أصلاً؟ ما مفروض تعلن شيئاً غير مكتمل؟, وغير صحيح ـن تقوم بالاتصال بآخرين لماذا الاستعجال؟ إذا كنت تريد أن تأتي بأخرين لماذا الاستعجال حتى يعتذر منه البعض؟ لماذا لم تتم مشاورتهم قبل الإعلان؟ هناك نوع من التخبط في الاختيار وفي سرعة اللجنة، الدولة لا تدار بعشوائية، الأمر الآخر هناك مؤسسات كثيرة جداً هل كلهم فشلوا؟

ـ في أي النقاط تجاوزت الآلية الوثيقة الدستورية؟

واحدة من النقاط لابد من تحديد اختصاص اللجنة، هل من حق اللجنة تكوين المجلس التشريعي هل من حق الآلية تكوين الولاة هل من حقها التدخل في الأمن والجيش إذا كان كذلك إذا أنت خرجت خارج الوثيقة الدستورية حتى الأهداف الاقتصادية مسؤولية الحرية والتغيير، ولكن اللجنة ليست هي الحرية والتغيير. على ماذا تمت تسميتها؟. وعندما تصدر قرارات مؤسسات الحكم المحلية توافق عليها هل ملزمة لها.

ـ شبهت الآلية بالانقلاب المدني إلى أي مدى ينطبق ذلك؟

نحن الآن ننتظر ولا نريد أن يحصل انقلاب. وقلت هذا الكلام في أول اجتماع مع اللجنة الفنية لأن حمدوك قال الفكرة، قلت ذلك ولكنه استبعد فكرة الانقلاب أو الخروج من الوثيقة الدستورية، وبالتالي نحن ننتظر هل سيخرج من الوثيقة الدستورية أو سيحتاج إلى حاضنة جديدة بعد ذلك البيان بالعمل هو ذكر أن أي شيء يحتاج إلى مراجعات ننتظر تلك المراجعات هل سيقودنا إلى الأمام أم لا؟

ـ هل الأجدى توحيد وتقوية الحاضنة السياسية أم التقدم نحو الشكل الجديد؟

الأجدى الذي ذهبنا له كلجنة فنية لوحدة قوى الحرية والتغيير وتوحيدها، أعتقد الأولى توحيد قوى الحرية والتغيير، إذا كان هناك متهمون بالاختطاف مثلاً يجب الجلوس معهم، لأن المجلس المركزي للحرية والتغيير أهم ما فيه المجلس القيادي إذا كنت لا تريد الرجوع إليه بالتالي يكون لديك رؤى وأفكار أخرى، وبالتالي هذه ليست الحرية والتغيير أو الثورة ومرتكزاتها. كنا نتحدث عن الخطوة الأولى ذهبنا إلى رئيس مجلسي السيادة والوزراء مرتين وتحدث معنا حول فكرته التي جاءت بعد مبادرتنا. وتقوم مبادرتنا حول توحيد اللجنة الفنية وتوحيد قوى الحرية والتغيير، أعتقد أن حمدوك عمل خطأ كبيراً في هذه النقطة بدل ما يوحد قوى الحرية ذهب إلى أبعد من ذلك.

ـ هل هناك استعجال في إعلان قائمة الآلية؟

نعم، هناك استعجال, وطريقة تكوين الآلية فيه نوع من التسرع, كان عليهم تقوية الحرية والتغيير أولاً, لأنها تحمل مقومات الثورة، والسؤال الذي يطرح نفسه أين لجان المقاومة؟ إذا كان من بين أعضاء اللجنة لاعبو كرة وطرق صوفية؟.

ـ هل لديكم مآخذ على بعض الأسماء في الآلية؟

ليس الأسماء وإنما الطريقة في حد ذاتها التي تحمل مكونات التي دخلت. إذا كانت اللجنة جاءت من كل الشعب السوداني مفروض لجان المقاومة وأسر الشهداء يكونوا جزءاً منها حتى تصبح لجنة قومية. أعتقد هناك خلل لأن الموجودين في مجلس الوزراء ما أداروا رؤيتهم بطريقة سليمة.

ـ اللجنة حوت أسماء عناصر من النظام السابق؟

صحيح مليون في المائة, هو خلل باعتبار أنك تركت عناصر الثورة الحية وتأتي باشخاص من النظام السابق, إذا كنت تريد تشكيل آلية كان يفضل أن تكون من لجان المقاومة وأسر الشهداء, وأستغرب أن تقول هي حاضنة سياسية جديدة تريد أن تعمل من خلالها تنفذ بها العمل.

ـ من بين درجات القبول والرفض كيف تنظر للآلية؟

نحن كمبادرة ليس لدينا اعتراض عليها, باعتبار أنها قيمة توحد الناس وليس لدينا مشكلة. ولكن الآلية التي اتخذت تعطي إشارات غير ذلك، مثلاً اللجنة الفنية لإصلاح قوى الحرية والتغيير مثلًا لم تأت بها كممثلين في الآلية في الوقت الذي رشحت (13) من المجلس المركزي, وعينت المقرر من المجلس. هناك خلل في التركيبة وأداء اللجنة غير سليم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى