آلية حماية الانتقال.. حمدوك والبحث عن قواعد جماهيرية

 

تقرير: عوضية سليمان

في يوليو الماضي، أطلق رئيس الوزاء، د. عبد الله حمدوك، مبادرته التي أختار لها عنوان، “الأزمة الوطنية  وقضايا الإنتقال.. الطريق الي الامام” وتضمنت سبع محاور، تهدف في إطارها العام، لحماية وإنجاح الفترة الإنتقالية وحل الأزمة السياسية، وظلت المبادرة منذ طرحها “طلسماً” تعزر تفكيكه وفهمه على العامة كونها لم يتم شرحها علنا غير ان الفترة نفسها مثلت ارضا خصيبة لزرع المبادرة وسط الكيانات المجتمعية التي دعمت المبادرة فكان ان طرح الزرع امس الأول ثماره بتكوين لجنة لتنفيذ المبادرة اسماها حمدوك الآلية الوطنية لحماية الانتقال عبر احداث التوافق الوطني العريض وإختار لها رؤساء أحزاب ابرزهم رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر رئيسا للجنة مع عضوية اخرين ابرزهم حاكم اقليم دارفور مني أركو مناوي واعضاء مجلس السيادة وحركات الكفاح المسلح مثل مالك عقار ود. الهادي ادريس ورجالات الطرق الصوفية الذين مثلهم الشيخ الياقوت والشيخ ازرق طيبة وشملت الآلية المعلنة قائمة من الادرات الإهلية ابرزهم الناظر ترك والناظر دقلل غير ان اللافت ان الالية شملت عددا من منسوبي حزب المؤتمر الوطني “المحلول” او الذين عملوا خلال العهد البائد

قاعدة جماهيرية

قال حمدوك في مؤتمر صحفي أمس الاول ان هدفه ان تصبح المبادرة التي طرحها سابقا ملكا للشعب السوداني ما حتم ان يراعي فيها التمثيل لكافة المكونات باعتبار ان الهدف الاساسي منها تحصين الانتقال وتحقيق غاية العبور بما يحقق تطلعات الشعب لذا فقد ضمت الآلية التي اعلنت لتنفسيذها مختلف فئات المجتمع اذ ضمت (71) شخصا من مختلف المكونات يجمع بينهم ان لكل منهم قاعدة جماهيرية مختلفة عن الآخرين فقد ضمت لاعبو كرة القدم مثل نجم المتخب الوطني والهلال السابق نصر الدين عباس جكسا ونجم المريخ والمنتخب الوطني السابق فيصل العجب كما ضمت الشاعر ازهري محمد علي والاديب فضيلي جماع والصحفية رشا عوض فضلا عن عدد كبير من نظار الادارة الاهلية الذين يرتكزون جميعا على قاعدة جماهيرية كبيرة

إعتذار

ويبدو أن عدد من الشخصيات التي تم اعلانها ضمن آلية المبادرة لم تكن على علم باختيارها او ربما تفاجأت بوجود خصوم لها فلم تمض ساعات على اعلان القائمة الا واتقدم عدد من الاعضاء باعتزارهم عن المشاركة في الآلية على رأسهم رئيس المجلس الأعلى للبجا الناظر محمد الأمين ترك الذي تقدم بالشكر لرئيس الوزراء على ايلائه ثقته بيد انه اشار لحوجة البلاد الى مبادرة وطنية شاملة يصيغها الجميع والي تظافر جميع القوة الفعلية لايجاد اليه وطنية تضم قيادات حقيقية للبلاد وتنطلق الى حل دون خلاف مبينا انه لا يمثل نفسه وانما يمثل المجلس الاعلي للبجا وتنسقية الاقليم كما تقدم اعتزر حاكم اقليم دار فور رئيس حركة جيش تحرير السودان مني اركو مناوي باعتزاره عن عضوية الالية وقال “ورد اسمي ضمن اليات تنفيذ مبادرة رئيس مجلس الوزراء التي دعمناها وعلقنا عليها امالنا في ان تكون حقيقية لمكونات الشعب السوداني الا انها جائت علي هوي مستشاره السياسي” وتقدم بالشكر شكر لرئيس الوزراء

اهداف بعيدة

ويرى مراقبون ان مبادرة “الأزمة الوطنية  وقضايا الإنتقال.. الطريق الي الامام” التي طرحها حمدوك لم تكن الاولى لكنها كانت اكثر مبادراته التي روج لها مشيرين الى ان المبادرة جائت من “رجال حول حمدوك” بهدف تنمهيد طريق الانتقال الشائك الذي يسلكه حمدوك كما ان للمبادرة اهداف بعيدة المدى ربما تتمثل في رسم صورة ذهنبة زاهية لحمدوك تدعمه خلال الفترة الانتقالية ومن ثم تدعم موقفه ان اراد ان يكون له وجود خلال فترة ما بعد الانتقال بان يرشح نفسه من جديد ضمن احد الكيانات السياسية خلال الانتخابات لكن آخرون يرون ان ذلك احتمال بعيد كون ان الانتخابات المقبلة ستكون انتخابات حزبية يشكل الحكومة فسيها الحزب صاحب الاغلبية البرلمانية

سند

وربما يدعم ذلك حديث المحلل السياسي الرشيد ابو شامة  الذي قال في حديث لـ(الصيحة) ان المبادرة في الغالب جائت من افكار المستشارين الذين يستعين بهم حمدوك وقال “هذه افكارهم لان المبادرة تكشف بجلاء عن وجود آراء سياسية فيها” واشار الى وجود هدجف اساسي يريد حمدوك ومستشاروه تحقيقه من المبادرة يتمثل في حصول حمدوك على قاعدة يستنصر بها وقال “اذا نظرنا للواقع نجد ان حمدوك ليس لديه قاعدة لاسناده في وقت نجد فيه ان البرهان يستند على قاعدة الجيش كما ان نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان حميدتي يستند على قوة الدعم السريع واعضاء مجلس السيادة المدنيين لديهم حاضة الحرية والتغيير” ويشير ابو شامة الى ان حمدوك وجد نفسه في موقف ضعيف جدا لهذا فأنه يحاول بقدر الامكان ان يوفر لنفسه قوة من المجتمع لتكون خلفه وقال “ما يؤكد ان المبادرة من افكار المستشارين اعتزار بعض الاعضاء علي راسهم مني اركو مناوي الذي قال صراحة ان بصمات المستشار السياسي لحمدوك “ياسر عرمان” واضحة فيها” وأضاف “اذا صح ذلك فان مستشاري حمدوك يريدون جمع الشعب السوداني حوله من مختلف المسميات وليكون لديه ظهرا يستند عليه كون ان حمدوك ليس لديه قوة (الله ورقبتوا)”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى