ياسر زين العابدين- المحامي يكتب : علماء السلطان!!

الموعظة بالتي هي أحسن لا بالتي هي أخشن
تغليب اللغة الإيجابية يجمع والعكس صحيح هكذا علمنا الإسلام..
علماؤهم بالمنابر غالبًا ما خالفوه
ويكب الناس من حصائد ألسنتهم
بالتضليل والتهليل والتكبير كذباً..
علماؤهم بالمنابر لهم مآرب أخرى
مواقف سياسية ألبسوها ثوب الدين
ناهضوا الثورة وهي تغلي بمرجل النظام
قدموا الفتاوى بقتل (المارقون)
لم يتعاطفوا مع الثوار عند قتلهم
على مرأى ومسمع
وعند اغتيالهم في رمضان صمتوا صمتًا مهيناً
منابر المساجد لا تعنيها الخلافات السياسية ولا…
التوازنات وحسابات الربح والخسارة…
وظيفتها التمكين من أداء الشعائر وتعلم أمور الدين….
لكنهم مضوا بعد السقوط في تحريض الشارع عبرها…
فرق شاسع بين الدعوي والسياسي…
الساسة لا يتقيدون بالقيم والأخلاق إذا ما تعارضت مع مصالحهم يقدمون المصلحة على الدين…
علماء الدين يتحرون القيم…
يقدمون الدين على المصالح…
لكن علماء العهد البائد وظفوا المنابر لمهاجمة كل شيء باسم الدين…
ألقوا الكلام على عواهنه مستهدفين
السذج والبسطاء…
فصار المسجد أشبه بالمقر السياسي أو القاعة العمومية…
صار أداة للسيطرة على السذج بغية إضفاء شرعية مفقودة…
صمتوا عند الحاجة إليهم للنصح…
عندما أستشرى الفساد ما قالوا بغم…
عند انتهاك الأعراض والهوان والذل…
ما انبس أحد منهم ببنت شفة…
وعندما قتل أبناء دارفور بلا رحمة ولا شفقة…
كانوا بالمنابر ينهون عن الخروج على
الحاكم…
وعندما أثرى الفاسدون وكنزوا الذهب
أكلوا في موائدهم ما لذ وطاب…
وأبان قتل شهداء ديسمبر (٢٠١٣)…
كانوا ينهون عن منازعة الحاكم لأنه
خليفة الله في الأرض…
جلسوا مع الطاغية في مائدة بها كل
ما تشتهي الأنفس…
فما أرق منامهم موت طفل بين يدي أمه لافتقاده جرعة دواء…
ولم يؤلمهم اقتيات الناس من الألم والإهانة والظلم والترويع…
قالوا بألسنتهم ما ليس بقلوبهم….
إنه النفاق والمنافقون في الدرك الأسفل من النار…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى