انتقال الصراع إلى المناطق الآمنة.. الشمال في خطر!

 

تقرير- آثار كامل

بعد مخاض عسير انتقل السودان إلى الحكم المدني  بعد ثلاثين عاماً عاشها في نظام ديكتاتورية المخلوع عمر البشير، لينطلق قطار الثورة للعبور بمحطات عديدة، وتنقلت الحكومة الانتقالية بقطار الثورة عبر محطات عديدة منها سلام جوبا مع حركات الكفاح المسلح ولا زالت تواصل مفاوضاتها وترتيباتها الأمنية للعبور بقطار الثورة وتخطي المحطات التي تعرقل مسار الحكومة الانتقالية.

ممارسات خاطئة

بعد توقيع اتفاق السلام نشطت عدد من الحركات الموقعة على اتفلاق سلام جوبا في التجنيد وتوزيع الرتب العسكرية ولإضفاء صفة القومية عليها لتحقيق مكاسب جديدة نزحت بالتجنيد إلى بعض الولايات الآمنة التي ليست بها صراعات مثل الشمالية ونهر النيل والخرطوم وولايات الشرق، وقد وصف النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلوا “حميدتي” تلك الممارسات بأنها “سوق مواسير” جديد لجهة أنها عطاء لا جذور له وستحسمه الترتيبات الأمنية محذراً من مغبة ما ينتج عن توزيع الرتب على المواطنين.. وربما بدأت خطورة ما حذر منه “حميدتي” تظهر للعيان من خلال بعض التفلتات التي تقوم بها الحركات هنا وهناك وممارسة النهب في الطرق القومية تحت قوة السلاح، وأصبح السفر مخاطرة.

أصبح بعض منتسبي الحركات بالولاية الشمالية من أبناء المنطقة وما يجري باسم السلام من أطرافه حكومة وحركات مسلحة يهدد بانفراط الأمن وتحويل نعمة السلام إلى بغضاء وكراهية ستشعل حروباً جديدة، الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.

حادثتا دلقو والدبة

في نهاية يونيو الماضي أصدر مجلس وزراء حكومة الولاية الشمالية في اجتماع دوري بدنقلا برئاسة والي الولاية بروفيسور آمال محمد عز الدين مرسوماً مؤقتاً قضى بحظر ممارسة القوات النظامية وحركات الكفاح المسلح لأي عمل بالأصالة أو الوكالة في مجال التعدين الأهلي في الولاية كما شددت حكومة الولاية على دور شرطة التعدين في تأمين مناطق التعدين، وعلى ذلك فإن استمرار الحركات المسلحة في التعدين يعتبر مخالفة صريحة لسلطة الولاية ولشرطة التعدين وهي سلطة اتحادية، هذا فضلاً عن أن تواجد مسلحين تابعين لأي حركة خارج إطار منطقة الترتيبات الأمنية يعتبر مخالفة لاتفاقية سلام جوبا نفسها.

ومن الحوادث التي وقعت بالدبة في الولاية الشمالية أمس الأول كانت عبارة عن عملية نهب تحت قوة السلاح من قبل مجموعات تابعة للحركات المسلحة من أبناء المنطقة ووقوع اشتباك بين قوة تابعة لقوات الدعم السريع مع تشكيل تابع لإحدى الحركات المسلحة، وكان الدعم السريع ينقل شاحنة وقود في طريقها لارتكاز في عمق الصحراء يبعد نحو 200 كلم من الدبة، تعرضت الشاحنة لعملية نهب من مجموعة مسلحة تابعة لإحدى الحركات الموقعة على اتفاق السلام واستطاعت قوات الدعم السريع السيطرة على المجموعة المهاجمة وألقت القبض عليهم وسلمتهم للشرطة في مدينة الدبة التي اتخذت الإجراءات اللازمة تجاههم وقامت بتحريز المعروضات.

فيما وقعت حادثة أخرى بتعرض معدنين والشرطة للاعتداء من قبل حركة مسلحة موقعة على اتفاق سلام جوبا مما خلف قتلى وإصابات بجانب تدوين بلاغات جنائية.

مسؤولية الوالي

قال سيد أحمد الجاكومي رئيس مسار الشمال “اتفاقية جوبا”  لـ(الصيحة)، أنه قام بطرح موضوع التفلتات التي برزت مؤخرًا من إحدى الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا بالولايات الشمالية أمام اللجنة الوطنية العليا والتي اتخذت قرارا بعدم السماح لأي حركة مسلحة بأن تقوم بفتح مكاتب تجنيد بالولاية الشمالية، وأشار أن اجتماع اللجنة كان بحضور ممثل رئيس هيئة الأركان ومدير الاستخبارات اللواء ياسر محمد عثمان، منوهًا أن التفلتات الواقعة بالشمال وجدت الإدانة والرفض، فيما حمل الحضور والي ولاية الشمالية المسؤولية الكاملة لما حدث ولفت بأن يتم العمل على معالجة المسألة التي لها أثر كبير على المواطنين ونوه الجاكومي إلى أن الصراع في دارفور بدأ بنفس الطريقة وأدى إلى محرقة دارفور، وماشين على محرقة الشمال، وأضاف أن في أقرب فرصة سوف تناقش هذه المسألة.

التحول لأحزاب سياسية

قال محمد وداعة الأمين العام لنداء الشمال، إن بعض الحركات الموقعة على سلام جوبا أصبحت تجند في ولايات ليست بها صراعات، ولفت وداعة أن الحركات الموقعة على السلام إذا تحولت إلى أحزاب سياسية لا مانع أن تمارس، ونوه وداعة إلى أن الحركات أصبحت تجند أبناء المنطقة ما سيؤدي إلى فتنة، وقال “نحن لا نقبل أن تنقل الحركات المسلحة الصراعات إلى أطراف مستقرة”، ونوه أن الأمر الخطير أن هذه الحركات أصبحت تجند وتمنح رتباً عسكرية بعد توقيع اتفاق السلام، وأشار أنها ليست الحادثة الأولى بعد حادثة دلقو والقرير، وقال وداعة لـ(الصيحة) إن ما يحدث يؤدي إلى انفجار الأوضاع بالولايات، وأضاف أن المواطنين بالولاية الشمالية ونهر النيل لديهم حديث بأنهم مستهدفون في أمنهم واستقرارهم خصوصًا بوجود قبائل أخرى وحدوث حوادث باسم حركات معينة يثير المشاكل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى