شاكر رابح يكتب..    الأمن القومي خط أحمر (3-3)

سياسيون يفشون أسرار الدولة لسفارات ومنظمات أجنبية لتحقيق مآرب شخصية ضيقة، هذا ما قاله رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بلا شك مثل هذا التواصل يعتبر شكلا من أشكال الخيانة العظمى والخيانة منذ بداية الخلق لها أنواع وفنون، تتلون وفقاً للظروف والملابسات، والخيانة للوطن كانت سبباً في اندلاع الحروب والصراعات القبلية والطائفية والدينية وسبب أساسي في تشظي الدول والكيانات، وقد أورد التاريخ قصصاً يشيب لها الرأس لأشخاص خانوا أوطانهم وهم يدركون أنهم خائنون كانوا وزراء وسفراء وحكاما وملوكًا وعلماء وقساوسة وجنرالات ومفكرين ومثال لذلك الجنرال الفرنسي «فيليب» الذي أدخل فرنسا في أتون العمالة لصالح ألمانيا بدعوى محاربة الشيوعية وقد رفض الإقرار في المحكمة بالعمالة فكان مصيره الإعدام والفناء، أما سقوط بغداد كان بسبب تآمر جنرالات برتب رفيعة في الجيش مما سهل من مهمة المحتلين، أما الخيانة بشكلها الحديث فهي ليس من يسرب معلومات سرية متعلقة بالأمن او الدفاع فحسب بل من يستقوي بالأجنبي، ومن يرتمي في احضان أعداء الوطن ومن يضع مصير ومستقبل البلد رهن الأجنبي الطامع في مقدراته وموارده الطبيعية. هذه الأفعال إنما تدل على ضعف الولاء الوطني وانعدام الوازع الديني والأخلاقي.

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا لماذا لا يحاسب هؤلاء الخونة لما ارتكبوه من جرم غير أخلاقي،  وهي جريمة ليست كغيرها من الجرائم الجنائية أو السياسية الأخرى بل هي من اعظم الجرائم التي يجب أن لا تأخذ الأجهزة العدلية فيها رحمة أو رأفة لأن الأمن القومي السوداني خط أحمر يجب عدم تجاوزه، ومن جانبنا ومن مبدأ الشفافية نطالب بكشف هؤلاء العملاء ومحاسبتهم ومحاكمتهم وفضحهم والتبشيع بهم  ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر .

يقول محمود العقاد (لا فرق بين خيانة الضمير وخيانة الواقع والتنفيذ)، السودان طالما ترعرعنا وتربينا على أرضه وفوق ترابه يستحق منا جميعاً أن نصطف صفًا واحداً شعبًا وأحزاباً وطنية وحكومة ضد من يخونه ويتخابر مع الأجنبي لزعزعة الأمن والاستقرار وإضعاف الوحدة الوطنية وذلك بالالتزام بالقانون والوثيقة الدستورية.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى