عبد الله مسار يكتب: “حميدتي” في كدباس

كدباس قرية تقع في غرب النيل – غرب بربر بولاية نهر النيل، وهي قرية دينية ومسيد كبير أسّسها الشيخ أحمد الجعلي الشايب في القرن السابع عشر ميلادي، وهي مركزٌ للطريقة القادرية الجعلية، ومَرّ على هذه المنارة منذ التأسيس سبعة مشايخ آخرهم الشيخ محمد حمد الجعلي الشيخ الحالي لهذه الطريقة القادرية، وهي طريقة يؤمّها عدد كبير من المُريدين.

بدعوة كريمة من الشيخ محمد حمد الجعلي، قام النائب الأول لرئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع، برفقة عدد من مَشَايخ الطرق الصوفية في السودان الشيخ عبد الوهاب الكباشي والشيخ ود بدر، بزيارة لمنطقة كدباس، حيث كان من مُستقبليه والي ولاية نهر النيل والقيادات العسكرية والأمنية وجمعٌ غفيرٌ من المُواطنين.

خاطب اللقاء البروفيسور الجعلي، حيث أكد أن الشيخ محمد حمد الجعلي شيخ الطريقة القادرية في كدباس، قد طرح مبادرة للوفاق الوطني وهي مبادرة لا تستثني احداً إلا من أفسد أو أجرم، وانهم في كدباس يطرحون قضايا قومية أهمها:

١/ توفير الأمن والسلام في كل ربوع السودان ومُهمتين بالنازحين واللاجئين في دارفور.

٢/ يجب أن يتم الوفاق الوطني الذي لا يستثني احداً إلا من ارتكب جُرماً أن مشاكل السودان الآن سياسية وحلها سياسي وحلها في الإجماع الوطني.

٣/ اتفاقية جوبا منقوصة وتحتاج لتعالج السلام في الشمال ومشاركة أبناء نهر النيل في السلطة والثروة والهمّ العام.

٤/ إن حدود السودان والحفاظ عليها مسؤولية كل سوداني وبصفة خاصة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى. والمسؤولون في المواقع السيادية يجب أن لا يفرطوا في شبر من أرض الوطن، وهو يُدين وبشدة تصرُّفات بعض أبناء السودان لبيع أراضي الفشقة لأي جهة مهما كانت، وأرض السودان مِلْكٌ لأبناء السودان.

ثم تحدثت الدكتورة آمنة والي الولاية وأكدت على ذات المعاني التي تحدث عنها ممثل الشيخ الجعلي وأمّن على القضايا الوطنية العامة.

ثُمّ تحدث السيد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، وشكر الشيخ الجعلي، على الدعوة وحيّا الحاضرين من قيادات ومُواطنين ومُريدين، وأكّد على أهمية مثل هذه الزيارات التي تقوِّي عرى ووشائج الدين وتربط القيادة بالقاعدة وتُحيي أواصر المحبة وتقوِّيها وتُشجِّع القائمين على أمر الخلاوي للاستمرار في العملية التعليمية الدينية.

كما أكد ان السودان به موارد متنوعة، وأن أي ولاية تملك إمكانَات وموارد تختلف عن الأخرى، وذلك بالوفاق الوطني والمُصالحة والوحدة يتحقّق الاستقرار وتقوم التنمية وتنشأ الخدمات ويكون السودان من الدول العظمى.

إنّ الوفاق الوطني صار ضرورة قصوى ومُلحة لتحقيق الأهداف  الكبرى لهذا الوطن.

شعب السودان محتاجٌ لأن يعيش عيشة كريمة بإمكانياته الكبيرة، ولكن الخلافات السياسية أقعدت به، وعلينا حكومة وشعباً ومؤسسات سياسية وإدارات أهلية وطرقاً صوفية ومجتمعاً مدنياً أن نُحقِّق غاية الوفاق الوطني لنُحقِّق فترة انتقالية مُستقرة.

إن الوفاق الوطني صار واجبا وطنيا وفرضا على ابناء السودان ولذلك ندعو الجميع للعمل من أجل تحقيقه. ثم امّن واكد على الموافقة لرسائل الشيخ الجعلي، وإنهم على نفس المنهج والمنوال.

وهذا، وقد قام السيد نائب رئيس مجلس السيادة بزيارة مُعايدة للفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة في قريته قندتو ورحّب أهل القرية بالزيارة.. وعاد الوفد إلى الخرطوم وكانت الرحلة مُوفقة ومُفيدة.

تحياتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى