محمد علي التوم من الله يكتب: متى نصل بوجباتنا للعالمية؟

× حتى الآن ليس لدينا وجبة سودانية عالمية يعرفنا بها العالم.. لست متأكداً من هذا 100% ولكن لم أقف على مثل تلك الوجبة بالرغم من كثرة أسفاري الخارجية.. والسؤال: لماذا؟ هل نخجل من وجباتنا أم اننا نعتبر أن ذوقنا هو محلي فقط وغير قابل للتصدير؟

× يعني ببساطة مثلاً “العصيدة” دي الما واحدة حتى الآن ما قادرين نلقى ليها شكل أو طريقة حفظ وتعبئة ونجعلها تسوق حتى للسودانيين في الخارج ونحن كسودانيين ما قادرين أو ما عاوزين نتفق على شكل معين او طريقة معينة نسوق بها الوجبة الشعبية السودانية أياً كانت لأنها مصدر ذوقنا وحبنا..

× الوضع بالنسبة للكسرة والقراصة أفضل قليلاً مقارنة بالعصيدة ولكن هل بالإمكان تطوير أي منهما.. ولو تمعنا مثلاً في الوجبة الإيطالية “البيتزا” التي غزت العالم وأصبحت متوغلة في واقعنا كأنها سودانية لوجدنا ان الإيطاليين طوروها لتصل لهذا المستوى..

× دعونا نتواضع قليلاً.. هل كان بالإمكان أن تكون الكسرة أو القراصة مثل “الانجيرا” الحبشية، وهي بالمناسبة كسرة لكنها وجدت رواداً وشعبية خارج اثيوبيا نفسها ومنها السودا أيضاً حتى “الكبسة” الخليجية و”المندي” من الوجبات الشرق أوسطية وجدت طريقها لبلادنا بل يوجد في مطاعم بلادنا المطعم اللبناني والسوري واليمني والتركي والهندي والصيني والحبشي.. الخ، ولا ننسى في الحبشي أننا مغرمون بطبخهم للدجاج..

× هل يا ترى السبب أن واجباتنا السودانية كلها تعتمد على “اللايوق” وهو أغلبه من “الويكة”؟ وتدخل في وجبات كثيرة مثل ملاح الورق واللوبة والسلج والويكاب.. و..و الخ.. بالتالي فإنها قد تكون غير مستساغة لأذواق أخرى غريبة ولا يمكن تناولها إلا بالطريقة السودانية مع العصيدة والكسرة والقراصة..

× أم إن طرق إعداد الطعام في العالم والذي تدخل فيه مواصفات الحافظات الصناعية تحتاج لإمكانيات باهظة، فضلاً عن عدم شهرتها العالمية، بالتالي اختارت أن تكون محلية فقط تلحس وراها أصابعك.

× والأمر لا ينطبق على المأكولات فقط، ولكن حتى العصائر والمشروبات لم تجد حظها كذلك من العالمية والتصدير، ولعل المشروبات أيضاً يقال عنها أن لها ارتباطاً بالمأكولات فتجد أنك عزيزي القارئ تحتاج لأن تصنع مع كل الوجبات مشروبات غازية وأن كانت كثير من مواصفاتها عناصر الفواكه إن كانت نكهة أو طبيعية تدخل فيه علماً أننا نملك من الفواكه ومنتجات الغابات ما ننافس به الأسواق العالمية كالمانجو والقوقنليز والكركدي والقضيم ومحاصيل أخرى كثيرة يتميز بها السودان أكثر..

× فحينما نسافر خارج بلادنا إذا أردنا تناول وجبات أو مشروبات سودانية نبحث عن مطاعم سودانية بالخارج، ولكن حسب تجربة بعض السودانيين الذين ارتادوا تلك المطاعم فإنها وجدت قبولاً حتى من أناس وشعوب أخرى غير السودان.. إذن فالأمر يحتاج لبحث فقط علينا ألا نقلل من إمكانية أن تطوير منتجاتنا الوطنية لتشارك في منافسات عالمية.. وكل عام وأنتم بخير..

عبد الواحد أحمد محي الدين – صحفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى