شاكر رابح يكتب.. سلة غذاء العالم وفشل الموسم الزراعي

من المفارقات العجيبة أن يعيش المواطن السوداني ضنكاً في العيش وسوءاً في التغذية وتخلفاً في كافة المجالات الخدمية والصحية، وهو يعيش في بلد وصف بأنه سلة غذاء العالم ويملك أكثر من 4.5 مليون فدان زراعي مروي صالحة ومسطحة منها 2.12 فدان زراعي بمشروع الجزيرة ويسقى بالري الفيضي الانسيابي، ومشاريع أخرى في السوكي وحلفا الجديدة والنيل الأبيض وسنار ونهر النيل والنيل الأزرق تسقى من النيل مباشرة، هذا غير المشاريع الزراعية المطرية في ولايات القضارف وكردفان ودارفور مع تنوع في إنتاج المحاصيل النقدية التي تزرع في المشروعات والتي تشمل القطن والسمسم وقصب السكر والذرة والقمح وغيرها.

وأيضاً السودان يملك طقساً يمكن أن يصلح لإنتاج الخضر والفاكهة طيلة شهور السنة ولاية الخرطوم وحدها تمتلك قائمة طويلة من إنتاج الخضروات وأشجار الفاكهة دعك من الولايات الأخرى صاحبة الإنتاج العالي من الخضروات وإذا نظرنا الى موقع السودان في قائمة الدول المنتجة للدخن والذرة والفاكهة نجده يحتل الدرجة 12 و14و 17 بالرغم من ذلك نجد أن معدل البطالة مرتفع جداً خاصة في المدن، حيث وصلت نسبة البطالة فيها 47.7 أما في الريف 19.8 أما معدل الفقر بعد الإجراءات الاقتصادية الأخيرة ارتفاع بشكل جنوني حيث وصل لأكثر من 80% تقريباً.

أرجو أن لا تصاب بالدهشة أيها القارئ الحصيف إن قلت لك إن هناك العشرات من الأنهار والوديان التي تجري بشكل دائم وتصب في النيل ومنها على سبيل المثال لا الحصر نهر عطبرة، القاش سيتيت، انجريب، والرهد والدندر التي تصب في النيل الأزرق الذي يبلغ طوله 1.400 كيلو متر هناك أنهار أخرى غير معروفة للعامة تصب في النيل الأبيض منها (أدار، يابوس، نهر الجور، وبحر الغزال وبحر العرب، دارفور، ونهر ادا ولول)، هناك نهر وحيد يصب في البحر الأحمر وهو نهر بركة كل هذه الأنهار ذات مياه عذبة تهدر في البحار دون أن يستفاد منها في الزراعة، إضافة إلى الإمكانات الطبيعية أيضا هناك القوى البشرية العاملة والمدربة ساعدت في نهضة كثير من الدول حولنا خاصة الخليجية بالرغم من كل ذلك تجد ارتفاعا في نسبة الفقر والبطالة ولا ندري ما هي أسباب هواننا وفقرنا هل في المواطن نفسه أم في الحكومة..! أم المشكلة في التخطيط أم في المناهج أم ماذا؟ والغريب في الأمر تجد أن المزارعين في المشاريع المروية الكبيرة يشكون مر الشكوى من ضعف دعم واهتمام الحكومة بأمر الزراعة، وهناك من يتحدث عن فشل الموسم الزراعي الحالي نسبة للعطش والسبب وجود خلل في انظمة الرى وارتفاع تكلفة الانتاج وعدم توفر جازولين كافٍ للتحضير المبكر خاصة في مشروع الجزيرة، ومن هنا نرسل رسالة للسيد وزير الزراعة ونقول له (شوف شغلك)، وأوكد أن المشكلة إدارية في المقام الأول ويجب أن تقوم الوزارة بإجراء إصلاحات هيكلية وقانونية ومعالجة جذور ضعف الإنتاج الزراعي وذلك عبر تشجيع البنوك لتمويل صغار المزارعين وخلق شراكات مع المنتجين، كذلك توفير مدخلات الإنتاج من أسمدة ومواد بترولية وتسهيل نقل الإنتاج وفتح باب التصدير على مصراعيه، وهذا من شأنه أن يعود بالنفع على المزارعين والمنتجين.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى