عبد الله مسار يكتب..  تحرير المحروقات وحريق الوطن والمواطن

المحروقات المعنية هي البنزين والجازولين، بدأت حكومة الثورة برئاسة د. حمدوك تزيد في أسعار المحروقات جازولين وبنزين، منذ استلامه رئاسة الوزراء من أجل التحرير الكامل، حيث إن سعر الجازولين والبنزين كان زهيداً في فترة الانقاذ، ولكن بدأت حكومة د. حمدوك تنفيذاً لتوصيات وأوامر صندوق النقد والبنك الدوليين، برفع الدعم عن المحروقات تدريجياً، وظلت تكرر الخطوة لمرات حتى وصلنا نهاية النفق وهي الرفع الكامل لدعم المحروقات.. حيث وصلنا الآن لقرار أمس، التحرير الكامل للمحروقات وجعلنا سعره يحدده سعر الدولار مقابل الجنيه، يعني سعر جالون البنزين الحالي ١٣٠٥ جنيهات، و١٢٠٠ جنيه لجالون الجازولين، وهو ليس سعرا ثابتا يتغير فقط بتغير سعر الدولار مقابل الجنيه، وبهذه الطريقة قد يصل الجالون لخمسة آلاف جنيه.

إذن حكومة حمدوك حررت سعر المحروقات،  وجعلت الامر عرضاً وطلباً، ويجعل الكابح هو سعر الدولار فقط، بل كل ما زاد سعر الدولار زادت أسعار المحروقات، ولكن هذه الزيادة تترتب عليها زيادة في الخدمات، زيادة في السلع، بل يترتب على ذلك تعطيل كل المشروعات الخدمية والاقتصادية ودولاب العمل والخدمة المدنية، وكل الاعمال، وزيادة في النقل  وغير ذلك.

بل هذه الزيادة تمثل حريق المواطن والوطن، بل تجعل معاناة المواطن فاقت وتفوق الوصف، وخاصة (ابو فطومة) هذا سيزيد كل شيء من المواصلات وحتى المنقولات، بل السلع. اما الزراعة والرعي فحدث ولا حرج.

بتحرير المحروقات حرقنا كل شيء، بل فتحنا باب الفوضى والتظاهر العنيف ومن كل أهل السودان،  والانفراط الأمني، وجعلنا كل البلاد في مرحلة فوضى لا تبقي ولا تذر.

ولّعت النار في كل ارض السودان بما في ذلك كرافتة حمدوك.

ان قرار تحرير سعر المحروقات سوف يعجل برحيل حكومة حمدوك كما ذهبت بالحياة كلها، واعتقد بهذه القرارات قد خسر د. جبريل خسارة كبيرة ولانه ركب التيتيل مع مجموعة قحت التي اصلها راكبة الفيل.

الآن المواطن السوداني في كل عموم السودان صار مهموما وخائفا وبل جائعا واصابه تحرير المحروقات في مقتل.

يا هؤلاء، جالون البنزين ايام البشير كان بـ١٢٦ جنيها، صار اليوم ١٣٠٥ جنيها بسعر الدولار اليوم،  وسعر جالون الجازولين بمائة جنيه، اليوم بمبلغ ١٢٠٠ جنيه.

يا هؤلاء الثورة قامت لأن هنالك ضائقة معيشية، ولكن اليوم نحن مقبلون على موت بالجملة، الإنسان  والزرع والضرع، بل موت جملة للخدمات، بل موت الوطن.

إذن تحرير المحروقات حرق الوطن والمواطن، بل هو حرق هذه الحكومة وحاضنتها.

ادركوا الأمر يا أهل الشأن قبل ان يحرق كل الوطن  ويدرككم الطوفان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى