إبراهيم محمد إبراهيم  يكتب..  الخوف على البلد

في الآونة الأخيرة تجسد لدينا خوف حقيقي على مستقبل بلادنا السودان بسبب الخلافات واستمرار الأزمات على رأسها الأزمة السياسية.. وكما ذكر رئيس الوزراء المهم عندنا هو وجود السودان  واستقراره، ما المهم عندنا من يحكم السودان.. انتهى..

نحن الآن في منعطف خطير للغاية إذا لم نحكم عقولنا وسيطرتنا على حظوظ الأنفس سنفقد أرض المليون ميل مربع.. فليكن همنا هو إصلاح ذات البين ثم إنقاذ البلاد.

عدم قبول الآخر هو من أكبر أسباب التشظي وانهيار البلدان.. نحن في وطن غني بالخيرات أراضٍ زراعية واسعة وخصبة ومياة عذبة يتمناها كل العالم، ثروة حيوانية، بترول، معادن، أجود ذهب وفضة.. يورانيوم، بقليل من التفكير والوطنية والعقلانية تخرج بلدنا من هذا الوضع.. ألا نستفيد من الفتن التي وقعت في بعض دول الجوار، ما دار في  ليبيا.. واليمن. وسوريا ليس منا ببعيد.. ونحن مصائبنا أكبر من البلدان التي ذكرتها لأننا أكثر قبلية وطائفية، والسودان الآن فيه شركاء متشاكسون.. وكل حزب بما لديهم فرحون أول خطوة ينبغي أن نبدأ بها توافق المكون المدني للحاضنة السياسية ثم المدني والعسكري، ونعمل على نبذ أسباب الفرقة. لقد بذلت نصحي في هذه المساحة أكثر من مرة اسمعوني ولو مرة واحدة، والسعيد من اتعظ بغيره..(مسيرة 30 يونيو) هذه الأيام نجد نداءات في مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض المنابر الإعلامية الأخرى حملة توقيعات وسط الخرطوم بسيارات تحمل مكبرات صوت تدعو لمسيرة 30 يونيو تحت شعار (اختونا) المسيرة القادمة يحشد لها عدد كبير من السياسيين من نشطاء الأحزاب الإسلامية واليسارية تستهدف أماكن تجمع المواطنين كالمواقف الرئيسية ووسط السوق العربي تدعو للخروج في مسيرة 30 يونيو للإطاحة بحكومة الفترة الانتقالية معللين ذلك بأنها حكومة ضعيفة غير مؤهلة لقيادة الفترة الانتقالية ثم تفاقم الأزمات مع الضائقة المعيشية وغلاء الأسعار وبعضهم يصفها بمعاداة الدين. واختلال الأمن في  بعض المدن وجزء من الأحياء داخل العاصمة.. بالإضافة لانتشار المشاكل القبلية مجددًا.. وسبحان الله لم يتفق الإسلاميون مع بعض أحزاب اليسار يوم من الدهر ولكن يتفقون على الإطاحة بحكومة الفترة الانتقالية الله المستعان.. أقول لكل الحادبين على مصلحة السودان نصيحتي لكم بعدم الخروج في المسيرات والمظاهرات لأنها ليست حلًا للأزمات وإصلاح الاقتصاد.. علينا بالرجوع إلى الله ثم الدعاء والصبر.. عسى الله يبدل الحال بأفضل إنه جواد كريم.

ومن ناحية أخرى المسيرات في هذا التوقيت الحرج  سبب لإثارة الفتنة في البلد وسبب اختلال الأمن وانتشار الفوضى كما حدث ذلك في مسيرات ذكرى فض الاعتصام الفترة الماضية. سرقت أموال مواطنين أبرياء وتلفونات النساء في الطرق الرئيسة خصوصاً شمال أمدرمان وكبري الحلفايا وكسر زجاج عدد من السيارات وحرقها، لأجل ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخروج على الحاكم مهما كان سيئاً ما لم يكفر كفراً بواحًا، روى الإمام البخاري في كتاب الفتن من حديث عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وألا ننازع الأمر أهله. قال (إلا أن تروا منهم كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان)، ولو كفر الحاكم  كفراً بواحًا عندنا فيه من الله برهان لا نخرج عليه إلا بعد المقدرة على الإطاحه به،  ثم لا يترتب على ذلك ضرر أكبر ومفسدة أعظم كالقتل وإراقة الدماء. ونحو ذلك. نواصل

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى