قوات تجمع تحرير السودان تعتقل صحفياً بنيالا

 

نيالا – حسن حامد

اعتقلت قوات تجمع تحرير السودان الموقعة على اتفاق سلام جوبا مسار دارفور، الصحفي المستقل عبد المنعم مادبو بنيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور أمس الأول (الثلاثاء)، والذي يعمل بموقع دارفور 24 الإخباري ووكالة الأنباء الفرنسية في مدينة نيالا.

وقال الصحفي مادبو لـ(الصيحة) أمس، إنه أثناء قيامه صباح الثلاثاء بتصوير المقر الرئيسي لقوات يوناميد شمال نيالا على بُعد حوالي (١٢) كيلو متراً والذي تم تسليمه للحكومة سابقاً وطاله النهب والتخريب، قامت قوة مسلحة تتبع لحركة تجمع قوى تحرير السودان برئاسة عضو مجلس السيادة الطاهر حجر المتواجد حالياً بنيالا ضمن جولاته على ولايات دارفور، قامت باعتقاله، وأضاف مادبو (أثناء إجراء عملية التصوير حاصرتني مجموعة مسلحة وطلبت مني الذهاب معهم إلى داخل المقر الذي تحول إلى ثكنة عسكرية لتلك القوات التي قدمت برفقة الطاهر حجر)، وأوضح أن القوات بعد أن أحضرته لداخل المقر قامت بتقييده بـ(كلبشات) من يديه، قبل أن يعتدوا عليه بالضرب بالسياط في الظهر بصورة جنونية. ونوه مادبو إلى أنه برغم إبرازه لهويته الصحفية للمجموعة، إلا أن ذلك لم يشفع له من الكف عن الاعتداء، عليه بجانب وضعه في الشمس الحارقة وهو مقيد اليدين لأكثر من (15) ساعة وحرمانه من الأكل والاتصال بأسرته، قبل أن يتدخل مسؤول الإعلام بمكتب والي جنوب دارفور الصحفى أبو ذر مسعود، الذي قام بنقله مع جنود مسلحين من الحركة إلى منزل الوالي، حيث أُطلق سراحه هناك في الساعات الأولى من صباح امس.

وفى السياق، استنكر الصحفيون بنيالا هذا السلوك من قِبل منسوبي حركة وقعت على السلام ويقوم رئيسها بجولة لدارفور للتبشير بالسلام والوقوف على أحوال المواطنين الذين اكتووا بنيران الحرب التي اندلعت بالإقليم منذ العام ٢٠٠٣م، وطالبوا رئيس الحركة بالاعتذار الرسمي عما بدر من قواته، في وقت ترفع فيه  حركته شعارات الحرية والسلام والعدالة، وإلا سيقاطعون تغطية كافة أنشطة الحركة وقاداتها بدارفور.

وأصدرت رابطة إعلاميي وصحفيي دارفور، بياناً أدانت فيه الاعتقال الذي وصفته بالسلوك الهمجي وغير المسؤول ويُنافي قيم الحرية والعدالة وكافة المواثيق الدولية، والحقوق التي تكفل للصحفي حق الحصول على المعلومة وممارسة عمله.

كما أدانت استخدام  الإجراءات التعسفية بحق الزميل مادبو وإجباره على كتابة إقرار لإخفاء الجريمة النكراء التي تخالف القانون والوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا التي تحكم الفترة الانتقالية.

وطالبت الرابطة، قادة قوى الكفاح المسلح بضبط أفرادهم، وأن يدركوا أهمية الإعلام ودور الإعلاميين في ترسيخ دعائم السلام، ووضع خارطة طريق تطوي حقبة التعسف والاستبداد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى