حقوق الرعاة في  جنوب كردفان .. بين الحكومة والحركة الشعبية

أكد الرعاة بولاية جنوب كردفان خلال مشاركتهم في مفاوضات جوبا بين الحركة الشعبية والحكومة، أنهم أصحاب حق تاريخي فيما يتعلق بالأراضي وفتح المسارات وجبر الضرر  جراء الحرب التي شهدتها المنطقة، وأوضح ممثل الرعاة خلال المؤتمر الصحفي الذي أقامته جبهة النصر للعدالة والتنمية حول المفاوضات حق الرعاة ضمن اتفاقية جوبا بين الحكومة والحركة الشعبية.

الخرطوم –النذير دفع الله

العمدة صديق حامد إدريس ممثل الرعاة ولاية جنوب كردفان بمفاوضات جوبا قال (للصيحة)، إن الرعاة في جنوب كردفان لديهم استحقاق تاريخي في أن ترعى ماشيتهم حسب المواقيت الزمنية وعملية المرحال من الشمال للجنوب والعكس.

وأكد العمدة خلال التصريحات التي قدمها من خلال إقامة منبر جبهة النصرة والعدالة إن  الرعاة في  جنوب كردفان يقسمون الحرب إلى  ثلاث مناطق هي منطقة الدلنج الكبرى ورشاد الكبرى وكادقلي الكبرى

وأوضح العمدة: لذلك كان من الضرورة بمكان أن يكون الرعاة وأصحاب المصلحة مشاركين خلال مفاوضات جوبا بين الحكومة والحركة الشعبية شمال سيما وأننا كرعاة عانينا كثيراً في منطقة جنوب كردفان من النهب والسلب والسرقة لأبقارنا ومواشينا حيث تعرضنا لآخر سرقة خلال الفترة الماضية وراح ضحية البحث والفزع عدد من الشباب بينما صعدت الأبقار للجبال ودخلت في مناطق الحركة الشعبية، بينما لا زالت بعض الحروب موجودة في المنطقة بين بعض القبائل رغم سريان المفاوضات.

عليه حاولنا أكثر من مرة خلال تواجدنا في جوبا مقابلة وفد الحركة الشعبية للنقاش معهم حول قضايا الرحل والنزاعات والقضايا التي تهمنا جميعاً كأبناء منطقة واحدة ومشاركتنا في حل تلك النزاعات بواسطة المجتمع  والإدارات الأهلية، إلا أن الرفض من جانب الحركة الشعبية والتنصل عن مقابلة ممثل الرعاة لجنوب كردفان في المفاوضات كانت هي السمة الغالبة في كل دعوة للمقابلة وظل الحال على ما هو عليه حتى عودتنا بعد تعليق المفاوضات .

وأشار العمدة: نحن كرعاة في المنطقة تضررنا كثيرًا من ممارسات الحركة الشعبية ومحاولتها دائماً تسييس القضايا المجتمعية، ولكن ما يهمنا كمجتمع في جنوب كردفان بكل إثنياته هو التوصل  إلى عملية سلام حقيقية بين الحكومة والحركة الشعبية جناح الحلو  مضيفاً أننا في جنوب كردفان كنسيج اجتماعي لا مانع لدينا من أي نوع من الحكم يسعى لإيقاف الحرب ومشاركتنا في جوبا نابعة من صميم هموم الرعاة بجنوب كردفان.

وأوضح العمدة أن مشكلة الأرض في جنوب كردفان هي مشكلة تقليدية وتاريخية بكل الوثائق منذ العام 56  بالإضافة للشروط الموضوعة من تعيين الإدارات الأهلية التي دائماً ما تكون مرتبطة بامتلاك الأطيان وفي ذلك قدمنا عدداً من المذكرات .

وشدد العمدة أن المشاريع الزراعية الموجودة في المنطقة تمت مراجعتها وأخيراً صدر قرار أن تؤول ملكية أي مشروع حسب القانون، مطالباً الجهات الحكومية باستعادة كل المزارع القديمة والجنائن التي تركها أهلها من الحوازمة إبان فترة الحرب أن ترجع لأصحابها خلال العودة الطوعية، وهو ما طرحناه للحركة الشعبية في حدود مناطقها التي تسميها الحركة بالمناطق المحررة .

وقال العمدة: لدينا بعض الإشكالات التي نعاني منها فيما يتعلق بالمراحيل في كل عام وخلال هذا العام نطالب الحكومة بتوفير الحماية لتلك المراحيل وعدم التعرض لها وأن تعود تلك المراحيل لمسارها القديم خشية التأثير النفسي للحيوان من تغيير خطوط ومسارات المراحيل، سيما وأن لتلك المراحيل دور مجتمعي كبير ومهم خاصة فيما يتعلق بالأنساب والمصاهرة بيننا والنوبة في تلك المنطقة، وألا يكون التوسع الزراعي على حساب تلك المراحيل .

وأكد العمدة أن الحكومة الانتقالية إذا لم تتحسب جيدًا فإن الثروة الحيوانية في المنطقة ستلحق بالثروة الغابية التي دمرت تماماً وأتلفت، وأضاف: في كل عام هناك فتح جديد لمشاريع زراعية لا نعرف من الذي صدقها بالإضافة للأراضي المحررة للحركة الشعبية وعدم الدخول والتوجه جنوباً.

 

بينما غطت الزراعة كل المناطق في  أراضي شمال كردفان ولم يكن هنالك متسع من المساحات للرعي. عليه، لابد لحكومتي جنوب وشمال كردفان إيجاد حلول .ودعا العمدة لمؤتمر صلح عاجل بين القبائل المتنازعة هذه الأيام في منطقة كالوقي بالجبال الشرقية من أجل الأمن والاستقرار . وكشف العمدة أن هنالك أكثر من 262 ألفاً من الماشية تم نهبها أو سرقتها أو فقدت جراء عدم فتح المسارات والنزاع في مناطق جنوب كردفان.

وشدد أن دفع الديات تحتاج لإعانة من الحكومة الانتقالية إذا وقعت اتفاقية السلام بين الحركة الشعبية والحكومة،  وعلى الحكومة الإسراع في جبر الضرر للأسر المكلومة واليتامى، سيما وأن الحرب خلقت ضرراً كبيراً في الأسر،  وقال العمدة: طالبنا الحكومة والحركة الشعبية بالابتعاد عن الخطاب  السياسي عند مخاطبة  أهل جنوب كردفان، كما أن الوضع الأمني في جنوب كردفان يتطلب معالجة كما حدث في دارفور من الاستعانة بالطائرات والعربات على أي فئة تتعدى على الناس ،داعياً لعدم استخدام جبال النوبة بمعزل عن جنوب كردفان لأنها دعوة للمناطقية والجهوية وأن مجتمع جنوب كردفان مجتمع متصالح

وكرر العمدة أن الحركة الشعبية تمددت شمالًا على حساب الأراضي الرعوية، كما نطالب بإنشاء وإقامة حاميات عسكرية في كل مناطق جنوب كردفان . وأقر العمدة بتقديم أي تنازلات وتضحيات من أجل إحلال السلام بجنوب كردفان والتوصل لاتفاق مع الحركة الشعبية.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى