ضد النسيان.. ضد النسيان

 

أحمد ربشة:

كثيراً ما أتوقف في تجربة الفنان الراحل أحمد ربشة،  وهو رغم أنه لا يحمل الجنسية السودانية ولكنه كان (سوداني الوجدان) والطعم، وغنائته تؤكد ذلك وهو أحدث تغييراً كبيراً في نمط الغناء وكان بمقدوره أن يكون مدرسة من مدارس الغناء في السودان ولكن بعض الذين تأمروا عليه كانوا سبباً في حرماننا من صوت وتجربة نادرة الوجود، ولا أظن أن الزمن قريباً سيجود بمثله لأن أمثال ربشة مثل الظواهر لا تحدث الا بعض عشرات السنوات.

زكي عبد الكريم:

الأستاذ الفنان الكبير زكي عبد الكريم واحد من أساطين الطرب والغناء في هذا البلد.. قدم للوجدان السوداني أغنيات فارعة على شاكلة (حلاة بلدي) والتي أصبحت وكأنها النشيد القومي، تردد في كل المحافل.. وذلك بغير الغناء العاطفي الذي قدمه.. لذلك يظل زكي عبد الكريم واحداً من رموزنا في مجال الموسيقى والغناء.

ناجي القدسي:

سألت الموسيقار الراحل ناجي القدسي وقلت له هل أنت نادم على هجرتك من السودان؟ فقال لي الرجل والدمع كاد أن يطفر من عينيه (أنا في حالة ندم تام وحزن كبير على كل الوقت الذي أهدرته في اليمن  لأنني فقدت الغذاء الروحي ولم أستطع أن أقدم أعمالاً غنائية جديدة للبلد الذي غنيت له أجمل أغنياتي وأفنيت فيه زهرة شبابي وعمري.

إبراهيم الكاشف:

الكاشف لم يكن يقرأ أو يكتب، فهو كان “أمياً” ولم يتلق أدنى تأهيل أكاديمي.. ولكن هل ذلك منع من أن يكون هو الفنان الأسطوري الذي لن يتكرر.. الكاشف هو “الأمي” الذي علم الفنانين.. وحتى من يحملون درجة الدكتوراه في الموسيقى والغناء لم يقتربوا منه ولن يقتربوا.. فهو أسطورة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ومبنى.. فهو الكاشف وكفى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى