بستان الحلنقي

النص الغنائي:

يعتبر النص الغنائي الذي يشكل الطابع الصوتي عنصراً مهماً جداً في الأغنية الموسيقية السودانية بل هو أحياناُ أكثر أهمية من اللحن الموسيقي نفسه. وهو الذي يلعب دوراً كبيراً في تحديد مدى جماليتها عند المستمع السوداني الذي لديه اهتماما بالكلمة الجميلة المؤثرة، وقد نال بعض الفنانين مثل عبد الكريم الكابلي ومحمد وردي ومحمد الأمين شعبية كبيرة بسبب اختيارهم للنصوص المؤثرة والموسيقى التي تتناسب معه.

لغة النص الغنائي:

تغلب في كتابة الشعر الغنائي السوداني اللهجة العربية السودانية، خاصة لهجة الحضر إلى جانب اللهجات الإقليمية كما في أغاني شمال السودان وغربه، كذلك يتغنى الفنانون السودانيون بقصائد باللغة العربية الفصحى يكتبها شعراء من السودان (عبد العزيز محمد داؤود في أغنية همسات من ضمير الغيب للشاعر السوداني محمد محمد علي)، أو خارجه في العالم العربي (عبد الكريم الكابلي في أغنية شذى زهر ولا زهر للشاعر المصري محمود عباس العقاد.

الإذاعة السودانية:

أنشئت الإذاعة السودانية في أول أبريل 1940م إبان الحرب العالمية الثانية من المال المخصص للدعاية للحلفاء في حربهم مع دول المحور واختيرت لها غرفة صغيرة بمباني البوستة القديمة بأم درمان وقد وزعت مكبرات الصوت في بعض ساحات ام درمان الكبيرة لتمكن أكبر عدد من المواطنين بمدينة أم درمان من الاستماع إلى الإذاعة التي كانت تبث نصف ساعة يومياً. بعد أن وضعت الحرب أوزارها أوقف الحلفاء الميزانية التي كانت تخصصه للدعاية وكادت أن تتوقف الإذاعة وهنا تدخل مستر (ايفانس) وحصل على تصديق ميزانية الإذاعة من السلطات الاستعمارية في البلاد وبذلك أصبحت ميزانيتها تابعة لأول مرة لحكومة السودان حتى تكون بوقاً للاستعمار وحرباً على الاتجاهات الوطنية الناشئة.

أول مذيع :- في عام 1940م عين أول مذيع رسمي ليشرف على برنامج لا يتجاوز الخمسين دقيقة يقدم ثلاث مرات في الأسبوع وبرنامج إضافي لمدة ربع ساعة يقدم في بقية أيام الأسبوع وهو الأستاذ (عبيد عبد النور) وذلك بعد أن كان يتولى العمل في الإذاعة عدد من المتطوعين ولكن لفتت إذاعة (هنا أم درمان) انتباه المواطنين إليها في هذه الفترة وقد وزعت الراديوهات في الأماكن العامة.

شرحبيل أحمد:

التفرد الإبداعي لشرحبيل ونمطه الغنائي المثير كان نتاج تجربة شعورية ووجدانية فيها الكثير من الشركاء.. ولعل الفن السوداني شهد الكثير من الثنائيات الإبداعية التي لونت الوجدان السوداني.. مثل عثمان حسين وحسين بازرعة.. وردي وإسماعيل حسن.. محمد الأمين وفضل الله محمد وغيرها من الثنائيات التي مازال صداها الإبداعي حاضراً حتى اليوم.. ولعل الشاعر(بشير محسن) يعتبر هو النصف الجمالي الآخر للمبدع شرحبيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى