بهاء الدين قمرالدين يكتب : الفارس الدكتور مزمل أبو القاسم واليوم التالي (2 – 2)!

ويتسامع ويتناقل الوسط الصحفي هذه الأيام بكثافة؛ (شائعات) واقاويل (غير مؤكدة) حول بيع الدكتور مزمل أبو القاسم، لمؤسسته وصحيفته الناجحة اليوم التالي (لآخرين)؛ وعزمه الهجرة لخارج السودان والاستقرار في إحدى الدول العربية هو وأسرته ومفارقة  ارض الوطن نهائيا!

شخصيا لا ادري مدى صحة هذه الشائعات من عدمها؛ فقد اعتاد الناس على إطلاق الشائعات هذه الأيام بكثافة؛ وكل يوم تخرج شائعة جديدة!

لكني شخصيا لم أصدق هذه الشائعات ولست ميّالاً لتصديقها؛ بل اذهب الى تكذيبها جملة وتفصيلا؛ وذلك لعدة أسباب!

اولاً من خلال عملي معه بصحيفته الناجحة اليوم التالي؛ مما جعلني على مقربة منه؛ لذلك اقول ان مزمل أبو القاسم ليس في (حوجة ماسة) إلى بيع تلك المؤسسات الناجحة مهما كانت الأسباب سيما إذا كانت (مادية) لا اعتقد  ذلك!

فَمزمل ليس في حوجة لذلك ولا اظنه يمر (بأزمة أو ورطة أو ضائقة مالية صعبة) تجعله يبيع مشروعه الكبير المثمر؛ الذي بناه وحققه وانجزه؛ بالصبر والسهر والجهاد والكفاح المقدس!

كما وانني اعتقد وأظن أن (الرصيد) الذي حققه؛ والمال الحلال البلال ولا اقول (الثروة)؛ الذي جناه من مؤسسته الصحفية ومدارسه طوال سنوات كفاحه وعمله في بلاط صاحبة الجلالة   وحقل التعليم؛ لفترات طويلة؛ كل تلك المشاريع الناجحة؛ والاستثمارات الكبيرة؛ تجعله في (مفازة) وجنة وغنى عن بيع مؤسساته ومشروعاته  الناجحة؛ لأسباب مالية أو مادية؛ لا اعتقد ذلك مطلقاً!

لكن إن صحت هذه الشائعات؛ وصدق هذا الأمر؛ فإن ذلك (في تقديري) يمثل  فقدا  كبيرا للصحافة السودانية وللوطن ولثورة ديسمبر الظافرة!

فمزمل قلم وطني غيور وصادق ومصادم؛ وانحاز لثورة ديسمبر الظافرة منذ بداياتها بقوة وصدق وقناعة؛ ودافع ولا يزال ينافح عنها بقوة وشراسة؛ ومزمل الآن في (خندق الشعب)؛ ومع ناسه وبني وطنه؛ يدلل على  ذلك كتاباته ومساجلاته الشهيرة؛ التي كشف من خلالها؛ صفقات (فسادة كبيرة) وجرائم ارتكبت في حق الشعب والوطن والثورة؛ أشهرها (صفقة الفاخر)؛ فقد كان مزمل اول من عراها وأماط اللثام عنها؛ فعرفها كل الشعب!

وصحيفته اليوم التالي هي صحيفة الثورة الأولى؛ ولسان حال المواطن والشهداء والثوار والكنداكات؛ وهي منشور ثوري ممهور بدماء الشهداء؛ فاقع وصارخ  الانتماء لثورة ديسمبر المجيدة؛ لا يختلف في ذلك اثنان، ولا ينكر مواقف مزمل وصحيفته اليوم التالي الثورية والوطنية والمنحازة والداعمة والمساندة للثورة؛ الا مكابر أو جاحد أو أعمى؛ أو مريض صاحب غرض  ومرض؛ كما قال المتنبي:

قد تنكر العين ضوء الشمس عن رمد

وقد ينكر الفم طعم الماء عن سقم!

تخسر الصحافة السودانية والسودان والشعب السوداني؛ وفريق المريخ العظيم؛ وجماهير النادي وقطاعاته العريضة؛ تخسر كثيرا بخروج  أو هجرة مزمل القلم الوطني  الصادق!

ويفقد بخروجه السودان ابناً باراً من أبنائه البررة، وقلما صادقا ومبدعا وشجاعا مكانه هنا في قلب أرضه وطنه ووسط أهله وعشيرته  وبين شعبه!

وأظن أن جماهير المريخ العريضة لن ترضى بذلك؛ وستحاصر مطار الخرطوم؛ يوم خروجه وستمنع مزمل من السفر؛ وأراها تهتف في وجهه بأهزوجتها المحببة (كمِّل كمِّل يا مزمل)!

وأعتقد أنه شخصيا لن يستطيع أن يترك أرضه وشعبه وحبه الكبير المريخ العظيم؛ لن يستطيع مزمل فعل ذلك ولن يقدر عليه؛ مهما كانت الدوافع والأسباب؛ التي جعلته يقدم على تلك الخطوة؛ إن صحت تلك الشائعات؛ ونتمنى أن لا تصدق!

 

لك التحية والاحترام اخي الأكبر الدكتور مزمل أبوالقاسم؛ وكل اسرة اليوم التالي جميعاً بدون فرز وبلا استثناء؛ شكرا جزيلا ونبيلا الأستاذ الصحفي والمثقف والأديب والقاص الكبير والرجل المهذب الخلوق؛ نبيل غالي؛ والأخ الرائع محمود الدنعو والشاب المبدع الزين عثمان؛ وابن بحر ابيض  عبد الرحمن الغزالي؛ والجميل خضر مسعود؛ وعلي الطاهر والأخ حافظ الزين  (حسابات)؛ وتيتاوي ونازك شمام وبهرام عبد المنعم ومهند عبادي والجميل جداً (بعوضة)؛ والأديب الأريب  والإداري الناجح الأستاذ مهدي شوقي؛ فقد كنتم لنا نعم الإخوة والسند؛ فتحتم  لنا قلوبكم قبل ابوابكم؛ وتعلمنا منكم الكثير؛ ووجدناكم نعم الاهل والإخوة؛ وفقكم الله؛ وسدد خطاكم؛ وجزاكم عنا كل خير.

ووفقك الله اخي الدكتور الفارس مزمل أبو القاسم؛ أينما حللت؛ وأينما ذهبت؛ فأنت مثل الطيب ومثل الغيث حيثما وقع نفع؛ فللعطر افتضاخ؛ وللبدر ألقٌ وبهاء جمال وضوء وهاج ساطع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى