شاكر رابح يكتب :  خطاب الكراهية تهديد للأمن القومي 

من المفارقات العجيبة في ظل حكومة الثورة الانتقالية التي رفعت شعار الحرية والسلام والعدالة، وأن الثورة ثورة وعي وأن كل البلد دارفور إلى آخر هذه الشعارات البراقة التي لا تمت للواقع السياسي الحالي بصلة، أن يشهد السودان خطاباً نشاذًا يحض على الكراهية والعنصرية. أعتقد أن الاستهداف الممنهج لرجل السلام الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، وقائد قوات الدعم السريع الذي كان سببا مباشراً في وضع نهاية النظام السابق عندما خالف اللجنة الأمنية وأمر بالتحفظ على رأس النظام في مكان آمن تحت الإقامة الجبرية، إضافه لانحيازه للثورة في خطابه الشهير بمعسكر طيبة، وقد أكد في خطابه بالأمس في تأبين فقيد السلام القائد  التابع لقوات مني مناوي، أكد أنه لن يعود للحرب كما أنه سيعمل على استقرار السودان، رجل بهذه الشفافية والشجاعة لم يسلم من أعداء النجاح المتربصين بأمن واستقرار السودان وهذا التنمر شيء بديهي لمن أراد سرقة الثورة والعبث في الأرض فساداً واليوم يتهم الرجل زوراً وبهتانًا بفض اعتصام القيادة العامة في الوقت الذي لم تقل لجنة أديب كلمتها، فمهما حاول البعض أن يلصقوا بالقائد حميدتي من تهم وهو منها براء فسيظل نموذجًا للقائد الفذ وللبذل والعطاء.

أن يشهد المسرح السياسي العبثي في السودان بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة انتشاراً موسعًا لخطاب الكراهية من بعض النشطاء المحسوبين على اليسار في مواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت في حرية الرأي والتعبير، إلا أنها أدت الى ازدياد وتيرة خطاب الكراهية الذي يدعو للعنصرية والتطرف الفكري، وقد يجادل البعض أن ما يحصل في مواقع التواصل الاجتماعي ما هو إلا تعبير عن الرأي وقد تحولت هذه الحرية الى الكراهية، وللأسف الشديد خطاب الكراهية موجه ضد القائد بسبب انتمائه العرقي أو الجعرافي أو الديني وما أن ينشر خبر أو منشط للقائد في وسائط التفاعل الاجتماعي خاصة فيسبوك إلا وتجد تعليقات عنصرية وإساءات شخصية لا علاقة لها بالخبر نفسه، الكراهية هي شعور يتولد نتيجة لعوامل سياسية وبمرور الوقت تستبدل المحبة بالعنف اللفظي، ومحاولة تحقير القائد بصفته الرجل الثاني في الدولة وما ذلك إلا تهديد للأمن القومي السوداني.

لم يكن هناك تعريف محدد لخطاب الكراهية ولكن علماء النفس يرون  (إنه كل تعبير عن الكراهية تجاه شخص أو جنس أو مجتمع أو دولة بسبب الاختلاف في الدين أو العرق أو النوع أو الشكل)، وهو التعريف الذي يتطابق ويتناسق مع ما ورد بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر من الأمم المتحدة عام 1966م .

هناك تساؤلات ملحة ما هي أسباب انتشار هذا الخطاب، ونحن في ظل حكومة ثورة؟ وما هو السبيل للحد من انتشار هذه الظاهرة؟ أجزم بأن الفهم الخاطئ لحرية الرأي والتعبير وغياب القوانين والتشريعات الرادعة أو عدم تفعيلها هي أسباب تساعد في نشر وتمدد خطاب الكراهية، كذلك لابد أن تعمل أجهزة الإعلام على نشر ثقافة المحبة وقبول الآخر واحترام الخلاف وقبول وجهات النظر والتسليم بالتعددية السياسية والدينية والاثنية، كذلك هناك دور مهم للجامعات والمراكز البحثية ومنظمات المجتمع المدني يمكنها أن تؤثر ايجاباً على شخصية الإنسان السوداني وإعادة صياغته وتشكيله.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى