طريق الأبيض الخوي النهود.. إعادة إعمار

 

الأبيض ــ رشا التوم

تحالفت الإرادة السياسية والاقتصادية وتجسد ذلك من خلال النفرة التي انتظمت الهيئة القومية للطرق والجسور وانطلقت خلال الشهر الماضي لصيانة الطرق القومية في البلاد كافة دون استثناء بقيادة وزير التنمية العمرانية والطرق والجسور عبد الله يحيى َ والذي أبت نفسه الركون الى المقاعد الوثيرة في المكاتب المكيفة والسيارات الفارهة ليقف جنبًا إلى جنب مع المدير العام للهيئة القومية للطرق والجسور مهندس جعفر حسن آدم في عز الصيف وارتفاع درجات الحراره ليقفا بنفسيهما على أعمال الصيانة والمتابعة ميدانياً مع المهندسين والفنيين والعمال لتحقيق نفرة الطرق ولضمان سلامة المواطن وسائقي المركبات.

اهتمام حكومي

وأكد وزير التنمية العمرانية والطرق والجسور عبد الله يحيى أن مشروعات البنى التحتية والطرق من أولويات حكومة الفترة الانتقالية وأعلن جاهزية وزارته لصيانة الطرق القومية وإنشاء طرق جديدة، وأشار خلال تفقده طريق الأبيض ــ الخوي ــ النهود، بدء أعمال الصيانة إلى أهمية الطرق في نقل الصادرات الزراعية والثروة الحيوانية، ونوه أن الطريق يربط ٨ ولايات بالمركز ويمر بمناطق الإنتاج الزراعي والحيواني، وأشار إلى خطة الوزارة لمعالجة الخلل في طريق الصادرات أمدرمان، وقال الوزير: أتينا من أجل العمل وليس الكلام. ولفت إلى أنه ومنذ تسلمه مهام الوزارة خلال الشهرين الماضيين  لم تألُ الهيئة جهداً لزيارة كل الطرق القومية في ولايات السودان كافة ونوه إلى أن الطريق يربط ٨ ولايات مع المركز وتكمن أهميته في أنه طريق قومي وقاري حتى نيجيريا، ورهن قيام الدولة الحديثة بتوفر البنية التحتية، وزاد قائلاً ما في طرق ما في دولة، وهدفنا كيفية المحافظة على الطرق الحالية، مشيرًا إلى عقد اجتماعات مستمرة مع الجهات ذات الاختصاص. وفتح ملفات وتوقيع اتفاقيات في إطار الزيارات الخارجية لتوفير تمويل لتأهيل الطرق وليس صيانتها ومن أجل تقديم خدمة للشعب والوطن، مبيناً أن مشروعات الطرق تدفع بالاقتصاد الوطني وتعهد بتسخير كافة الإمكانيات ومقدرات الوزارة لتأهيل الطرق القومية عدم مطابقة للمواصفات.

من جانبه أكد والي شمال كردفان خالد مصطفى اهتمام حكومة الولاية بالطريق باعتباره عصب التنمية ويلعب دور كبير في ربط السودان مع العالم ومنفذ للصادرات ووصف طريق الإنقاذ الغربي بالمعطوب لجهة الأخطاء الهندسية والشكاوى المتكررة من الحفر والتشققات والحمولة الزائدة وعدم مطابقة المواصفات العالمية، وقال إن الطريق أصابه ما أصابه من التلف وارتفاع الحوادث المرورية، وكشف عن خطة لمراجعة عدد من الكيلومترات وعمل الأسفلت لعشرة كيلومترات داخلية بمدينة النهود ولفت الى إنشاء مزلقانات تواجه إشكالات فنيه تحتاج إلى مراجعة ووقفة تحديات كبيرة. من ناحيته نوه مدير الهيئة القومية للطرق والجسور المهندس جعفر حسن آدم لأهمية الحفاظ على الطرق القومية التي اعتبرها رصيداً قومياً للبلاد، وأشار إلى أن الطرق تواجه تحديا كبيراً، فيما بدأت نفرة كبرى لتأهيل الطرق منها طريق التحدي وشريان الشمال ومدني شرق، ورحب جعفر بالانتقادات والمقترحات التي قدمها أصحاب المصلحة من أهالي المنطقة والفنيين والمهندسين بالولاية. وأكد انتهاء العمر الافتراضي للطريق والمحددة بـ٨ سنوات فضلاً عن تشييد الطريق بخلطة باردة من الأبيض الى الخوي، وقال: نحاول بكل ما لدينا من إمكانيات الحفاظ على الطرق، وأشار الى الاتجاه الى صيانة الرهد ــ الأبيض وتعديل كباري أنشأتها الشركة الأميركية في كبري السكيران.. وأقر جعفر بمواجهة مشكلة الحمولة الزايدة للشاحنات ووعد بالصيانة الدورية والعاجلة. وردم الحفر والتأهيل من جديد.. وشكا من عدم توفر الجازولين مما يدفعهم للشراء من السوق الحر بجانب تأخر الإجراءات في وزارة المالية الاتحادية مضيفاً: نسعى الى التعاون مع بعض لإكمال العمل والبحث عن تمويل خارجي وكشف عن إدخال الطريق في أولويات المشروعات المقدمة الى البنك الدولي بجانب طريق الفاشر ــ نيالا نيالا ــ نيرتتي ضمن مشروعات نادي باريس، وأوضح أن المعالجة الدورية الغرض منها البحث عن وضع أفضل لسير البصات السفرية ومرتادي الطريق، وقال: الوضع الآن مفتوح ويمكن الاطلاع على كافة الخطوات من قبل المهندسين للمتابعة، ونبه أن طرق النهود الداخلية تقع مسؤوليتها على شركة البرجوب والتي تواجه إشكالات فنية، والطريق الداخلي لمدينة النهود سوف تعمل عليه شركة بوتركس.

نشاطات مصاحبة

وأضاف المهندس عاصم على الحسن أن الأعمال الفنية في الطريق تسير بخطى جيدة وتم تقسيم الطريق إلى قطاعين، الأول من الأبيض الى منطقة أم عويشة ١٦٠ كيلو متر ومن أم عويشة إلى النهود وهي المنطقة الأكثر تأثراً، وأكد توفير الآليات والعمالة لأغراض الصيانة التي تتم وفقًا لمراحل محددة، وأشار إلى نشاطات مصاحبة لعمل أكتاف للطريق وتحسين الرؤية بقطع الأشجار لتقليل الحوادث.

من جهته أكد رئيس لجنة متابعة الطريق محمد إبراهيم متعني إطلاق مناشدة لترميم الطريق للجهات ذات الصلة والتي استجابت على وجه السرعة، وأشاد بجهود الوزارة في استمرار الصيانة في الطريق من الأبيض إلى النهود، مشيرًا إلى الحاجة الى استمرار الصيانة الدورية للحفر.

وأثتى رئيس فرعية لجنة الأبيض بسرعة استجابة الوزير وشفافيته. وقال إن المواطنين يرون أن الطريق أولوية، وطالب بالصيانة انطلاقاً من منطقه الجبل داخل النهود لتمتد شرقاً. وأضاف رئيس اللجنة الفرعية في الأبيض العميد معاش عبد الله إبراهيم أن الطرق تم تنفيذها دون المواصفات المطلوبة في فترة الحكومة السابقة وأكد أن طريق الرهد الأبيض لم تجر فيه أي أعمال صيانة منذ ٣٣ سنة. ولفت إلى تدهور الطريق.

وقال المهندس حبيب خليل دفع الله، إن الطريق من الأبيض إلى الخوي أهميته واضحة، ويتمثل الحل الجذري في معالجة الطريق رغم ارتفاع التكلفة تفاديًا لفقدان المزيد من الأرواح والحد من نفوق الثروة الحيوانية العابرة في الطريق، ووصف الشرتاي محمد أحمد المحبوب  الطريق بالخطر على المواطنين وطالب بأتيام لمتابعة الطريق من الخوي الى النهود والإسراع بصيانة الطريق الذي حصد أرواح المواطنين، مبينًا أهميته في نقل صادر البلاد من الضأن والتي تقارب ٦٥٪ والتي يتم إهدارها نتيجه انقلاب الشاحنات، وشدد مدير الصيانة بالهيئة القومية للطرق والجسور المهندس طارق احمد أبو آمنة على أن الصيانة تبدأ من الزيرو الى الأبيض بواقع ١٧٦ كيلو لردم الحفر حتى كيلو ٦٧ الجزء التاني وجزم بالحاجة الى إعادة تأهيل بتكلفة ١٦ مليارا بالجديد، وأكد الالتزام بالمعالجة لكافة الإشكالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى