الزراعة العضوية.. تحديات وصعوبات 

تقرير: سارة إبراهيم

تأتي الأهمية الاقتصادية والصحية للزراعة العضوية لأنها تحد من زيادة التلوث البيئي وسوف تحسن تدريجيًا من صحة الأفراد والأحوال الزراعية على المدى الطويل. وأن المنتجات العضوية المتوافقة مع معايير السلامة العضوية تعتبر أحد ركائز الوقاية الصحية والمحافظة على البيئة في الدول المتقدمة.

ويمكن تعريف الزراعة العضوية على أنها نظام لزراعة النباتات دون الحاجة إلى استخدام الأسمدة الزراعية الصناعية والمبيدات الكيميائية، حيث يتم استخدام الأسمدة البيولوجية والتي يمكن الحصول عليها من بقايا المخلفات الحيوانية والنباتية، حيث إن إسعار الأغذية العضوية أعلى بشكل عام من أسعار الأغذية المزروعة بشكل تقليدي، ويمكن أن تكون أقل وكل ذلك يعتمد على المُنتج والموسم وأسلوب العرض والطلب.

واختتمت أمس الورشة التأسيسية لوضع نظام الزراعة العضوية في السودان وإصدار الشهادات التي نظمتها وزارة التجارة بالتعاون مع إدارة ضبط الجودة وتنمية الصادرات بوزارة الزراعة والغابات وتمويل من الاتحاد الأوروبي عبر مشاريع الكوميسا بمشاركة  40 متدرباً من الجهات ذات الصلة تشمل مختلف ولايات السودان.

يذكر أن إدارة ضبط الجودة وتنمية الصادرات تعتبر النواة الأساسية لعمل الزراعة العضوية حيث تشكل نقطة الاتصال في السودان.

اتباع السياسات

ويتم تمييز المنتجات العضوية بملصقات معتمدة تعكس مدى اتباع الإرشادات والسياسات المتعلقة بالزراعة والمنتجات العضوية، وقد تم البدء باستخدام قانون إنتاج الأغذية العضوية منذ عام 1990م وإلزام المزارعين بتنفيذ القوانين التي جاءت بها وطرق الزراعة العضوية المعتمدة والمعايير المحددة للزراعة العضوية، وتسهيل عملية بيع وشراء المنتجات العضوية على الصعيدين المحلي والدولي، وهناك ثلاث درجات للمنتجات العضوية وكل من لم يلتزم بالقوانين يتعرض للغرامة المالية..

كيفية التحضير 

للقيام بالزراعة العضوية بالشكل الصحيح، لا بد من استخدام السماد العضوي لذلك، ويمكن استخدام مخلفات الحيوانات كسماد ولكن في حالة عدم القدرة على الحصول على السماد الحيواني، فيمكن عمل السماد العضوي من مخلفات النباتات أو بقايا الأطعمة النباتية من مطبخ المنزل، ولكن هناك الحاجة إلى وجود النيتروجين أو نفايات عضوية مشبعة بالكربون من المطبخ أو من التربة أو من الهواء، يمكن إضافة طبقات من الكربون وهي عبارة عن مادة بنية مثل أوراق الحديقة مع النيتروجين وهو عبارة عن نفايات خضراء اللون يمكن الحصول عليها من الخضروات الورقية المهملة في المطبخ، ثم إضافة طبقة من التربة من 4 إلى 6 بوصات، وفي خلال شهرين تقريبًا سوف يكون السماد العضوي الذي تمت صناعته جاهزًا لاستخدامه على النباتات والأشجار..

فوائد الزراعة العضوية

تشمل المنتجات العضوية الأغذية الطازجة مثل اللحوم ومنتجات الألبان وكذلك الأطعمة المُصنّعة مثل البسكويت والوجبات المجمدة والمشروبات، وأصبحت الأسواق تعج بمنتجات الزراعة العضوية بشكل ملحوظ مع مرور السنوات، وهناك العديد من الفوائد للزراعة العضوية ويمكن تلخيصها كما يأتي:

المحافظة على تنوع الأنواع البيولوجية في الأراضي الزراعية، حيث أنها تمنع استخدام الأسمدة المصنعة والمبيدات الحشرية وبالتالي تقلل الجريان الكيميائي وتلوث التربة والمياه بجانب انها تقلل من التلوث البيئي بشكل كبير وتُفيد البيئة، بسبب استخدام السماد العضوي الذي يمكن صنعه داخل موقع الزراعة لزيادة خصوبة التربة فضلا عن انها تعد أكثر صحة، فهي غير معدّلة وراثيًا وتنمو بطريقة مفيدة البيئة، مما جعل طلب شراؤها من قبل المستهلكين يزداد وان المحاصيل المنتجة عضويًا تحتوي على محتوى غذائي أعلى من المحاصيل غير العضوية، كما أن طعم الأغذية العضوية يكون ألذ بجانب التقليل من استخدام مصادر الوقود الأحفوري أو الطاقة غير المتجددة. الاستدامة؛ حيث إنها لا تعتمد على مصادر محددة للقيام بها فهي تعتمد فقط على الطبيعة وما يتوافر بها من مواد..

 

تحديات وصعوبات 

 

أشار المختصون إلى العديد من المشاكل أو الصعوبات التي تواجه الزراعة العضوية ومن أبرزها انخفاض كمية المنتجات التي يتم الحصول عليها من الزراعة العضوية على الرغم من ارتفاع أسعار المنتجات العضوية، وهذا يعني الحاجة إلى المزيد من الأراضي لزراعة المنتجات العضوية والحصول على الكمية المناسبة من الغذاء، ويمكن أن يُرجّح السبب إلى أن بعض الطيور والحشرات وربما الثديات تقوم بالتهام المحاصيل العضوية، فلا يكون هناك غلة كبيرة ناتجة من الزراعة العضوية، وتظهر هذه المشكلة بوضوح في المناطق المدارية فتوسيع الأراضي الزراعية العضوية على حساب الأراضي الطبيعية لأماكن وجود الحيوانات والطيور أمر يحتاج إلى البحث وإيجاد الحلول المناسبة،ومن التحديات الأخرى وتم حصرها في ارتفاع تكلفة شراء المنتجات العضوية للمستهلكين، بسبب الاستخدام الكثيف للأيدي العاملة وارتفاع تكاليف إصدار شهادات اعتماد المنتجات العضوية والتوجه إلى تصدير منتجات الزراعة العضوية إلى الدول الغنية من قيل الدول الفقيرة، لأنهم لا يستطيعون شراء المنتجات العضوية التي ينتجونها فضلا عن انعدام الأمن الغذائي، بسبب إجبار المزارعون على إنتاج محاصيل غذائية لتلبية متطلبات المجتمع وعدم القدرة على شرائها وتغير المناخ يمكن أن يسبب مشكلة في الاستدامة الاقتصادية للزراعة العضوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى